ـ[نبراس]ــــــــ[16 - 05 - 2004, 03:24 ص]ـ
أرى مايراه الأستاذ: النحوي الصغير.
ضحيته: حال
ـ[الفراء]ــــــــ[16 - 05 - 2004, 09:52 م]ـ
السلام عليكم ...
في رأيي لا يجوز أن تكون (ضحيته) حالاً ولا مفعولاً لأجله لعدة موانع أهمها:
1 ــ المعنى. فالحال يقول النحويون في تعريفها: هي وصف فضلة، مذكورة لبيان الهيئة، نحو: جئت رالكباً.
فهل (ضحية) ينطبق عليها هذا التعريف؟. هل نستطيع أن نقول: راح القوم في حالة كونهم ضحية؟.
يقول ابن مالك في الألفية:
الحال وصف فضلة منتصب ## مُفهم في حال {كذا} ...
والمفعول لأجله يقول النحويون في تعريفه: هو المصدر المفهم علة، المشارك لعامله في الوقت والفاعل، نحو: أديت الصلاة ابتغاء رحمة الله.
هذا التعريف يتضمن أربعة شروط، ثلاثة منها مفقودة في (ضحية)!!. سؤال: هل الفاعلون راحوا
لأجل أن يكونوا ضحية؟؟. (تعريف المتأخرين للفعول لأجله: اسم منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل).
2 ــ الحال ينبغي أن تكون نكرة، و (ضحيته) معرفة، وينبغي أن تكون مشتقة، و (ضحيته) جاءت مصدرا.
والمفعول لأجله المضاف يجوز جره، تقول: أديت الصلاة ابتغاء رحمة الله وأديت الصلاة لابتغاء
رحمة الله، و (ضحية) في الجملة المذكورة لايجوز دخول حرف الجر عليها.
3 ــ الحال والمفعول لأجله فضلتان يأتيان بعد تمام الجملة، و (ضحية) جاء قبل تمام الجملة، إذ قولك: راح ثلاثة رجال ... ، لايتم بها المعنىالذي يريده قائل المقولة السابقة. وهذا يؤكد أنها خبر لراح التي هي بمعنى صار و (راح) هنا بمنزلة (ارتد) في قوله تعالى: ((ألقاه على وجهه فارتد بصيرا)) وبمنزلة (كان) في قوله: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس))، وبمنزلة (رجع) في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لاترجعوا بعدي كفاراً ... الحديث.
وقد نص النحويون على أنه يشترك مع (صار) في المعنى والعمل أفعال أخرى نصوا على بعضها، ومن ضمن المنصوص عليه (راح).
والله تعالى أعلم.
ـ[حازم]ــــــــ[18 - 05 - 2004, 10:58 ص]ـ
أساتذتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا زالت السعادة تغمرني وأنا بصحبتكم مع إضافة ردود جديدة على هذا الموضوع
وأحب بدايةً أن أثني على تواضع الأستاذ المشرف (النحوي الصغير) على كلمته الجميلة عن كبار العلم، نظراً لأنني لست منهم، وإنما شأني أحب القوم ولكني لا أصل لدرجتهم الرفيعة في هذا المضمار، وأحب أن أتطفل على موائدهم المشتملة على كل لون وصنف مما لذَّ وطاب.
أستاذي العزيز الفرّاء
لا أدري إلى أين تريدنا أن نسير معك
كأني بك تريد إغلاق جميع الطرق دوننا
فقد قرأت تعليلكم لإعرابها (خبراً)، إلا أنني – مع قلة علمي – أرى أن الأمر لا يزال بحاجة إلى إيضاح أكثر، وأن الكلمة لا تمتنع أن تكون (حالاً) وفق المعطيات الآتية
ما المانع – أستاذي الفاضل – أن ينطبق على (ضحيته) وصف الحال
فيقال: قُتِلَ الرجلُ ضحيةً
أو: قُتِلَ الرجلُ غيلةً
أو: قُتِلَ الرجلُ مكتوفاً
وأما قولك: (ثلاثة منها مفقودة في (ضحية)، لم تتضح لي الشروط الثلاثة المفقودة، بل الواضح لدي أن هناك شرطين على الأقل متوفران.
وقولك: الحال ينبغي أن تكون نكرة، و (ضحيته) معرفة، وينبغي أن تكون مشتقة، و (ضحيته) جاءت مصدرا
فقد ذكر الأستاذ / بديع الزمان، مشكوراً بيت ابن مالك
وَالْحَالُ إِنْ عُرِّفَ لَفْظاً فَاعْتَقِدْ تَنْكِيْرَهُ مَعْنًى كَوَحْدَكَ اجْتَهِدْ
وقولك ينبغي أن تكون مشتقة وجاءت مصدراً، فأترك للأساتذة أن يوضحوا هذا الشيء، لقصوري عن فهم هذه العبارة، حيث إنني لا أراها مصدرا، وإن كانت كذلك فلأي فعل جاءت مصدرا؟
وأما قولك: (الحال والمفعول لأجله فضلتان)
أقول: كون الحال فضلة فهو على الغالب، وكذلك هو في الجملة
فيمكن أن يقال: وقُتلَ ثلاثةُ رجال، دون ذكر (ضحيةً)
ومع ذلك قد يكون عمدة، في نحو قوله تعالى: (وإذا قاموا إلى الصلاةِ قاموا كُسالَى)، وقوله: (وما خلقنا السموات والأرضَ وما بينهما لاعبين)
وقولك: يأتيان بعد تمام الجملة، و (ضحية) جاء قبل تمام الجملة، إذ قولك: راح ثلاثة رجال ... ، لا يتم بها المعنى الذي يريده قائل المقولة السابقة)
الجواب هذا ليس شرطاً، فيمكن مجيئهما قبل تمام الجملة، وفي بعض الأحيان وجوب تقدم الحال، (ما رجع مبتسماً إلا زيدٌ)
قال الشاطبي:
وقل رحم الرحمنُ حيّاً وميتاً فتىً كان للإنصاف والحلمِ معقلا
فـ (حياً) حال من المفعول به (فتىً)
ثم ختمت تعليلك بقولك: (وهذا يؤكد أنها خبر لراح التي هي بمعنى صار و (راح) هنا بمنزلة (ارتد) في قوله تعالى: ((ألقاه على وجهه فارتد بصيرا)) وبمنزلة (كان) في قوله: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس))، وبمنزلة (رجع) في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفاراً ... الحديث.
وقد نص النحويون على أنه يشترك مع (صار) في المعنى والعمل أفعال أخرى نصوا على بعضها، ومن ضمن المنصوص عليه (راح).
نعم هذا صحيح، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك وجهان، الوجه الأصلي، والوجه الثاني،
ففي قوله تعالى ((ألقاه على وجهه فارتد بصيرا))
تعرب (بصيرا) حال، ويجوز إعرابها خبرا لـ (فارتد) التي هي بمعنى (صار)، وكذلك الأمر في كلمة (كفارا)
وأخيراً أستاذي الجليل، أود أن يشترك معنا الإخوة، هل يمكن أن تكون (راح) بمعنى (صار) في هذا السياق، كيف يمون معنى الجملة والفعلان (ضرب، راح) ماضيان وأحدهما يفيد التحول (راح)
الآية التي استندت عليها، سبق الفعل (ارتد) بكلمة (فلما)، فساغ أن تكون (ارتد بمعنى صار، أما هذا
المثال، الفعل (ضرب) لم يسبق بأي كلمة نحو (لما، عندما، حين) وهكذا لتهيئة الفعل الآخر أن يأخذ معناه
هذا ما أحببت أن أقوله، ولا زلت أريد الفائدة من جميع أساتذتي الأفاضل، وأقدم اعتذاري الشديد إن خانتني الألفاظ أو ضعف أسلوبي أثناء مخاطبتي أهل الفضل مثلكم
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري
¥