1 - عدم الجواز: لأن القضاء مقدم لانشغال الذمة به.
2 - الجواز مع الكراهة: لما يلزم من تأخير القضاء.
3 - الجواز من غير كراهة: وهو الراجح لعدم الدليل المانع، ولأن القضاء على التراخي وليس على الفور، ولأن عائشة رضي الله عنها كانت تقضي رمضان في شعبان، واللائق بحالها أنها لا تفرط في النوافل مطلقاً طوال عام كامل.
وعلى هذا يجوز لمن كان عليه قضاء من رمضان أن يصوم عاشوراء، خاصةً أن عاشوراء تختلف عن الست من شوال لأن صيام الست يتعلق برمضان بخلاف عاشوراء لا يتعلق به شيء.
وعلى هذا:
المسألة الخامسة عشرة: هل يجوز أن ينوي بصيام عاشوراء قضاء الأيام التي عليه من رمضان؟
الصحيح في هذه المسألة: أنه يجوز أن ينوي بعاشوراء صيام القضاء الذي عليه، ويكون قضاؤه صحيحاً لأن قضاء رمضان لا يشترط له يوم معين، وإنما يتعلق بأدائه في أي يوم كان.
المسألة السادسة عشرة: أيهما أفضل لمن كان عليه قضاء من رمضان: أن يفرد نية عاشوراء للنافلة ثم يقضي ما فاته من رمضان بعد ذلك لأجل أن يحصل على أجر عاشوراء، أم يجعلها قضاء عما فاته في رمضان؟
اختلف العلماء في ذلك على اتجاهين:
الأول: أن الأفضل أن يفرد عاشوراء بالنية فلا يجمع معها نية قضاء رمضان أو غيره، ثم يقضي بعد ذلك، والتعليل في ذلك:
أن الفضل الوارد في عاشوراء مخصوص بمن يصوم عاشوراء نافلة فهو فضل معين لا يخلط معه غيره.
الثاني: أن الأفضل أن يصوم عاشوراء بنية القضاء فيكون اجتمع له فضل عاشوراء وفضل تبرئة الذمة عن القضاء، والتعليل في ذلك:
أن تقديم القضاء أفضل من تقديم النافلة، والأولى والله أعلم أن يفرد عاشوراء بالنية.
المسألة السابعة عشرة: مراتب صيام عاشوراء:
ذكر ابن القيم رحمه الله أن مراتب صيام عاشوراء كما يلي:
1ـ أن يصوم عاشوراء ويوماً قبله ويوماً بعده، وهي أفضل المراتب لأنها تجمع عبادات أكثر من غيرها.
2ـ أن يصوم عاشوراء ويوماً قبله أو بعده لحصول الصيام مع المخالفة.
3ـ أن يصوم عاشوراء لوحده، لحصول الصيام.
المسألة الثامنة عشرة: هل تحصل مخالفة أهل الكتاب بصيام يوم قبله كل سنة أو تكفي مرة واحدة؟
هذه المسألة تنبني على مسألة أصولية وهي:
هل الأمر يلزم منه التكرار أم لا؟
والصحيح أن الأمر إذا لم تحتف به قرائن توجب التكرار فالأصل أنه لا يلزم منه التكرار، وعلى هذا فيكفي لحصول مخالفة اليهود والنصارى أن يصوم يوماً قبله أو بعده مرة واحدة، ولا شك بأن الأفضل أن يخالفهم كل سنة.
المسألة التاسعة عشرة: فضل صوم يوم عاشوراء:
ثبت في الصحيح من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال: "ما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان ".
وثبت في صحيح مسلم من طريق جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده ".
وثبت في صحيح مسلم من طريق أبي قتادة مرفوعاً قوله: " وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ".
المسألة العشرون: من فاته صيام يوم عاشوراء ناسياً أو لعذر:
الذي يظهر والله أعلم أنه لا يقضي هذا اليوم لأن الأجر متعلق بعاشوراء وقد فاته، وكل ما عُلق على سبب فإنه يفوت بفوات سببه.
المسألة الحادية والعشرون: لو حصل خطأ في بداية دخول الشهر:
لا يخلو من حالتين:
1 - من صام عاشوراء ويوماً قبله أوبعده، فقد أصاب عاشوراء.
2 - من صام عاشوراء لوحدها وتبين خطأ دخول الشهر: فلا شيء عليه، والأحاديث العامة الدالة على سعة كرم الله وفضله تدل على أن الله يكتب له أجر عاشوراء لأن الصيام يوم يصوم الناس، وهذه الأمة أمة مرحومة في حال اجتماعها، والله أعلم.
المسألة الثانية والعشرون: صيام الأطفال ليوم عاشوراء:
ثبت في الصحيح من طريق الربيع بنت معوذ رضي الله عنها: قالت: أرسل النبي صلى الله عليه و سلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار:"من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم". قالت فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.
قال النووي (8/ 14): " وفي هذا الحديث تمرين الصبيان على الطاعات وتعويدهم العبادات ".
¥