ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 06:23 م]ـ
إهتمام أصحابنا الحنابلة رحمهم الله بتغيير المنكر حتى اشتهروا بذلك:
وانظر (ص/132 - 150) من كتاب (الجامع لسيرة شيخ الإسلام): فصلٌ فيما قام به ابن تيمية وتفرد به وذلك في تكسير الأحجار ... وهو فصل جليلٌ.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 06:32 م]ـ
قال بعض أصحابنا الحنابلة -مِنْ أعضاء الملتقى-
في بيان الكتب التي اعتنت ببيان الأصحاب ومصنفاتهم وطرائقهم ... :
وألف الأصحاب كتْبا حافله ... سهلت الطريق للحنابلهْ
فلابن بدران كتابُ المدخلِ .... فافهم وحقق واستفد واستفصلِ
ومدخل للشيخ بكرٍ ابي زيدْ ... فاقرأه واستفد به من غير قيدْ
كذاك قد تابعه عبد الملكْ .... فذاك منهج مفيد لو سُلِكْ
واقرأ كذا للثقفيْ مفاتحا .... ولاتحد عن السبيل جانحا
كذاك ألف التركيْ كتابا .... موسعا محبرا عجابا
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 07:34 م]ـ
هنا كلامٌ حَسَنٌ للأخ الفاضل: زياد العضيلة، في موضوعه (الكتب المعتمدة في المذاهب المتبعة، ومواقع الفتيا والتحرير فيها):
مذهب الحنابلة
(الحقبة الاولى).
كان الامام أحمد رحمه الله تعالى يكره التصنيف في غير الحديث وينكر على من فعل ذلك كما أنكر على صاحبه الجبل (ابو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله) وكما قال عن تصنيف سفيان ومالك عندما أحُتج بها عليه قال كم فيها من خطأ؟؟
وكان أيضا يكره تدوين المسائل عنه ويكره أن تدون أقواله ويسمح بذلك احيانا ولماما وهذا لبعض الخاصة او بعض من يتجشم السفر من أجلها. وانما صنف الامام رحمه الله رسائل وبعض الكتب في الرد على المبتدعة لما راى ضرورة ذلك.
ولكن الله قدر ان يكتب جل كلامه ان لم يكن كله تدوينا دقيقا، حتى الكلمة اليسيرة، فكان اعتماد اصحابه على هذه المسائل المدونة.
وقد اشتهر من اصحابه اصحاب هذه المسائل مجموعة / منهم ابناه صالح وعبدالله ولهم مسائل جياد، وابو بكر المروذي، و حنبل ابن أخيه، والمروزي، وأبو طالب، والاثرم، و هانئ، واسحاق الكوسج.
والاخيرة هي التى اعتمدها الترمذي في نقل مذهب احمد في سننه. فما قال فيه الترمذي وقال احمد فهو من طريق مسائل الكوسج. وقد طبعت مسائل الكوسج مؤحرا طبعتين لجامعة ام القرى ولدار الهجرة ودار الهجرة طبعتهم جيدة في مجلدين.
كانت هذه المسائل منثورة بين الاصحاب ويحدث بها بعضهم كما اشتهر بالتحديث اسحاق والمروذي والاثرم وغيرهم. يحدثون بها ويتناقلها الناس بالاسناد.
وظلت هذه المسائل من عمد النقل عند الحنابلة حتى قرون متأخرة وقد قال ابن القيم (في القرن السابع) وقد حصلنا أكثرها.
وجاء عند ذلك ابو بكر بن الخلال رحمه الله فتتبع هذه المسائل تتبعا عجيبا من افواه اصحاب الامام او من تلاميذهم.
وسافر وارتحل الى كل مكان الى الشام وخراسان وعكبرا و طوسوس وكل البلاد كل ما سمع عن وجود مسائل ارتحل لسماعها حتى حصل ما لم يحصله غيره، و لم يفته الا القليل من هذه المسائل.
فجمع هذه المسائل ورتبها في كتاب جليل عظيم اسماه (الجامع) فكان هذا الجامع مصدر الحنابلة الاول في تلك الحقبة.
وهو مفقود غير انه وجدت منه اجزاء طبعت مثل كتاب أهل الملل، والنساء، والترجل، والوقوف.
والامام ابو بكر الخلال له منة في عنق كل حنبلي، ويصح ان يقال انه مدون المذهب، بل وله الفضل الاكبر بعد الله عز وجل في حفظه، وحاله كحال سحنون في مذهب مالك غير ان حاله اشد فسحنون لم ينقل الا الاسدية ومن سؤالاته لعبدالرحمن بن القاسم بخلاف ابي بكر.
وفي هذه الحقبة صنف بعض تلاميذ الامام ولكن جل التصنيفات كانت في مسائل الاعتقاد، حتى جاء تلاميذ التلاميذ.
فصنفو في الفقه وناظروا، وبرز في تلك الحقبة المذهب الحنبلي كمذهب مستقل وظهرت اصوله وفروعه، وصنف ابو بكر بن عبدالعزيز غلام الخلال كتبا كثيرة منها ما يقع في مائة جزء مثل الشافي و كتاب الرد على الشافعي وغيرها.
وظهر ابو القاسم الخرقي وهو ممن تفقه على اصحاب الامام كعبدالله ابنه و الاثرم وغيرهم.
فصنف مختصرا سارت به الركبان وطارت شهرته في الافاق اشتهر باسم مختصر الخرقي و طالعه شيخه غلام الخلال فقال انه خالفني في ستين مسألة، وقال بعض اهل العلم ان شروحه بلغت ثلاثمائة شرح، وقال بعضهم انه وقف له على عشرين شرحا له.
فصار هذا المختصر عمدة الحنابلة تدريسا وحفظا، وهذا في مرحلة مبكرة، في أول الثلاثمائة.
وبهذا يتبين لك خطأ من قال ان المذهب الحنبلي لم يظهر الا في القرن الخامس!! وهذا من أعجب الاقوال اذ ان المذهب قد تكون وبرز كمذهب فقهي مستقل في زمن أحمد وبعده ببضع سنين ظهرت المصنفات في الفقه وأصوله على طريقته؟؟ ولم ينتصف القرن الثالث الا وللحنابلة مذهبهم الفقهي وتصانيفهم الكثيرة جدا فيه؟ وهذا القول كما يقال عن مثله (حكايته تغنى عن رده).
هذه هي الحقبة الاولى كانت الفتوى والاعتماد فيها جله على المسائل المدونة وعلى جامع ابي بكر الذي جمعها ورتبها، أما من جهة التدريس والحفظ فمختصر الخرقي رحمه الله.
وبرز فيها كثير من المجتهدين الذين صنفوا تصانيف كثيرة مثل ابي بكر بن عبدالعزيز والنجاد وبعدهم ابي حامد وغيرهم كثير.
وهذه هي الحقبة الاولى. ويتبعها ان شاء الله الحقبة الثانية وهي زمن تهذيب المذهب.
¥