يصل نسبه إلى قبيلة عنزة، قال الشيخ محمد بن ناصر العبودي في كتابه معجم أسر بريدة (22/ 281 - 282):" الوايلي على صيغة النسبة إلى وايل.
أسرة من عنزة قدمت إلى بريدة من الحريق.
ولم أعرف نسبة (الوايلي) هذه ولم أجد من يعرف أصلها من الذين سألتهم عنها من هذه الأسرة، وربما كانت النسبة إلى وايل، أو بني وائل الذين هم من قبيلة عنزة.
أول من جاء منهم إلى بريدة عبد الرحمن الوايلي، وهو جد والد ناصر بن راشد بن عبد الرحمن الوايلي، وهو تاجر في بريدة عرفته وتعاملت معه في دكانه في أسفل (قبة الرشيد).
منهم زميلنا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان من تلاميذي قبل ذلك الدكتور محمد بن حمود الوايلي الذي شغل (عمادة كلية) في الجامعة الإسلامية أكثر من مرة.
وكنت اخترته للذهاب معي في جولة على باكستان وأفغانستان وإيران، وهي جولة وافق عليها الملك فيصل، وكلنا قلنا في الاستئذان منه أن اذهب وأختار معي أحد الأشخاص إلى الدول الثلاث، وذلك عام 1390هـ، وكنت أشغل آنذاك وظيفة (الأمين العام) للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان الدكتور محمد بن حمود الوائلي يدرِّس في المعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية، لأنه لم يكن حصل على شهادة الدكتوراه.
وكان الغرض من رحلتي إليها هو زيارة لكلية الشريعة بجامعة البنجاب بمناسبة مرور مائة عام على إنشائها وحضور احتفالها بذلك الذي سيجري في مدينة لاهور، ولكننا ذكرنا للملك فيصل إلى جانب ذلك، الإطلاع على الكليات والمعاهد التي ترد إلينا منها شهادات لا نعرف مستواها، فوافق الملك فيصل على ذلك وأبرق لوزارة الخارجية بأن فلانا يقصدني سوف يتوجه إلى باكستان وأفغانستان وإيران في المهمة الفلانية، ويأمرهم بأن يخبروا السفارات السعودية في الدول الثلاثة بذلك، حتى تبذل لي التسهيلات اللازمة، ومن ذلك إخبار حكومات تلك الدول؛ وهكذا كان إذ أخبرت السفارة السعودية الدول الثلاث التي استقبلتنا ضيوفا عليها.
وفي تلك الرحلة طرائف وعجائب ليس هذا موضع ذكرها، منها أن زلزالا حصل في كابل عاصمة أفغانستان ونحن فيها، وكان الأخ محمد بن حمود (الوابلي) نعم الرفيق في السفر." انتهى
ولد رحمه الله تعالى في مدينة بريدة من عام 1361من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا تزال منطقة القصيم من زمن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى إلى اليوم تخرّج علماء كبار، ولقد سألت الشيخ يوما عن السبب في كون كثير من علماء المملكة من تلك المنطقة، فذكر لي رحمه الله تعالى أن ناسها معروفون بالجدّية سواء في أمور الدنيا أو الدين، ثم أخبرني رحمه الله تعالى أن وقتهم لم تكن فيه الملهيات التي في هذا الزمن إلى جانب الفقر وقلة المعيشة التي ولدت في نفوس أبناء نجد العزيمة والهمة العالية.
نشأته العلمية ورحلاته
نشأ الشيخ الوائلي رحمه الله تعالى نشأة علمية منذ صغره، فقد كان رحمه الله تعالى يعتاد المسجد ويحفظ القرآن الكريم على يدي حفظة القرآن، وقد ذكر لي رحمه الله تعالى أن أهل نجد يطلقون عليهم اسم (المطاوعة) لأنهم تطوعوا للدين بتعليمه ونصرته، وكان رحمه الله تعالى ذا حافظة قوية، فحفظ القرآن في الصغر بل أخبرني رحمه الله تعالى أنه حفظ البقرة بين المغرب إلى ما بعد العشاء بزمن يسير، فتعجبت لهذا وظننت أن الشيخ وهم في حكايته وأراد شيئا آخر، فبعدما صلينا المغرب أعاد عليه أحد الإخوة ما ذكر الشيخ متعجبا، فقال الشيخ نعم حفظتها في تلك المدة وكنت وأنا في الجامعة أحفظ مقدمات في الأصول بلها كتبا ومتونا كثيرة، وإن أمهلتموني أسبوعا مع كبر سني سترون ما أحفظ؟؟
فكان رحمه الله تعالى مع تقدم سنه عالي الهمة قوي الحفظ، حتى إنه كان يلقي دروسه من حفظه رحمه الله تعالى.
¥