وكنت قد بعثت إلى الشيخ بكتابٍ أسْتَجيزُهُ فيه لنَفْسِي ولابْنِي الوليدِ فأجازنا ولله الحمد، ويَرْوي شيخُنا صحيحي البخاري ومسلم بالإجازةِ العامة عام 1351 عن شيخ دار الحديث النبوية الأَشْرَفِيَّةِ الحافظِ محمدِ بدرِ الدين بنِ يوسُفَ الحسنِيِّ السَّبْتانِيِّ، ويرويهما أيضاً باٍلإجازة العامة عن الإستاذ المحدثِ قاضي المدينة المنورة الشيخِ محمد زكيِّ البرْزَنْجِيِّ عامَ 1350. ولِي جوابٌ على جوابِ الشيخ نظماً ونثراً أذكرُهُ فِي (الشمُوخِ) إن شاء الله.
وكتب إليّ بالإجازة أيضا الشيخ الشريفُ أبو محمد الحسَنُ بنُ عَلِيٍّ الكِتَّانِيُّ نفع الله به، حَرّرَ لي الإجازةَ بخطه؛ وذكرَ فيها إِسنادَ الحديث المسَلْسَلِ بالأَوَّلِيَّةِ، وهوحديثُ (الراحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرحْمَنُ، ارحموا مَنْ في الأرْضِ يرحَمُكُمْ منْ فِي السمَاء)؛ فَمِنْ طَريقِهِ أَرْوِيهِ ولله الحمد، كما أَرْوِي مِن طريقِهِ الأربعينَ العَجْلُونِيَّةَ، وبعثَ إليّ مع الإجازة بكتابٍ من تصنيفِهِ وهو (اسْتِلْهَامُ رَحْمَةِ البارِي بِتَرْجَمَةِ الشيخ عَبْدِالله الغُمَارِي)؛ والشيخُ أثابَهُ الله أَكْبَرُ مِنِّي قَدْراً وأنا أَسَنُّ مِنْهُ كان الله لنَا ولَه.
ثم أخذتُ عن طبقةٍ أُخرى مِنَ العُلَماء:
فمنهم: الشيخ أبو عبدِ الرحمن عَبْدُ السلام بنُ مُحَمَّدٍ وهو من عُلَماء أَهْلِ الحديثِ؛ ومِن أكابرِ تلامِذَةِ العلامَةِ الشيخ محمد يوسف الكوندلِويِّ رحمه الله، قرأت عليه في صحيح البخاري بتجزئة ثلاثة عشر جزءً، المجلسُ الأولُ منها مِن بدايةِ الصحيح إلى كتابِ مواقِيتِ الصلاة مِنْ بعدِ صلاةِ الفجر إلى وقتِ الظهر، وسَمِعَ المجلس بِتَمامِهِ وَلَدِي نَفَعَ الله بِهِ، ثم قرأتُ عليه فِي مجالسَ متفرقَةٍ إلى: باب ما يكره من الخداعِ في البيعِ منْ كتاب البيوعِ؛ وهذا القدْرُ نحوُ ثلُثِ الصحيح ولله الحمد.
ومنهم: الشيخ المحدثُ المحققُ أبو عبد الرحمن عبدُ المنان بنُ عبدِ الحق بنِ عبدِ الوارث النورَفُوْرِيُّ، جالسْتُهُ مَرَّاتٍ عدِيدَةٍ، وبَحَثْتُ عليه فِي مسائِلَ مُتَفَرِّقاتٍ، وقرأْتُ عليه نَظْمَ تَرْجَمَتَيْنِ مِنْ تَصْنيفِهِ لاثنينِ مِن شيوخِه، هما: الشيخُ الأميرُ أبو عبدِ الله الحافِظُ محمدُ بنُ فَضْلِ الدين بنِ بَهاءِ الكُونْدَلَوِيُّ، والشيخُ العلامَةُ المحدِّثُ السيدُ عطاءُ الله حنيف صاحبُ التعليقاتِ السلَفِيَّةِ، ثم طلَبْتُ منَ الشيخِ الإجازةَ لي ولولدي فأجازَنا بالروايةِ عنْهُ فيما تَجُوزُ لهُ روايتُهُ؛ ولله الحمد.
ومنهم: الشيخُ أبو النَّصْرُ ثناءُ الله المدَنِيُّ؛ له شَرْحٌ على الترمذي باللغة العربية؛ وغيرُهُ من الكتب، سَمْعْتُ مِن لفظِهِ آخرَ حديثٍ منَ البخارِيِّ وسَمِعَ من لَفْظِي أولَ حديث منه، ثم أجازنِي بالرواية عنه ودفع إليّ ثبته، كما أجازَنِي بِمُصَنَّفَاتِهِ؛ ولله الحمد.
ولي بحمد الله تعالى روايةٌ عن غير منٍ ذكرت من العلماء؛ أستوعبهم مع تراجمهم وأسانيدهم وذِكْرِ ما تَيَسَّرَ مِنْ مُكاتَباتِهِمْ وفَوائِدِهِمْ فِي غَيْرِ هذا الْمَوضِعِ؛ إن شاء الله تعالى.
ولازلت بنعمة من الله وفضل إلى يومي هذا أقصد من أستطيع الرحلة إليه من العلماء والمشايخ على اختلاف
طبقاتهم للاستفادة والاستجازة تأسياً بمن مضى من سلفنا رحمهم الله.
وقد فتح الله علي في مختلف مراحل الطلب، وانتهجت لنفسي خطة في التحصيل؛ هي من توفيق الله تعالى أولاً، ومن إرشاد بعض مشايخنا ثانياً، ومما أفدتُهُ من مُطالعة تَراجِمِ العلَماءِ ثالثا؛ أذكرُها هنا عسى الله أن ينفع بها من شاء من عباده:
فمن ذلك: تقديمُ حِفْظِ الحديث بعد كتاب الله تعالى، فحفظْتُ أحاديثَ مَتْنِ عُمْدةِ الأحكام للجمّاعيلي، ونحوَ الثلثين من اللؤلؤ والمرجان فيما اتفقَ عليه الشيخان، وقطعةً مِنْ بلوغِ المرام، ويَسَّرَ الله لِي حِفْظَ ألفاظِ الحديث النبوي، وكثيراً ما أحفَظُ راويَ الحديث ومَنْ أَخْرَجَهُ بل قلّ حديثٌ قرأتُهُ وغابَ عن حافِظَتِي ولله الحمد، وقَدَّمْتُ العناية بضَبْطِ ألفاظ الحديث النبوي وأسماءِ الرجالِ على الشيوخِ ومِن كُتُبِ الفن حتَّى فُقْتُ فِي ذلك كثيراً مِمَّنْ لَقِيتُ مِنَ المشايخِ وفيهم بعضُ مَنْ أَخَذْتُ عَنْهُ، ولستُ أَدَّعِي طولَ الباع فيه فإنَّهُ بحرٌ خِضَمٌّ ما
¥