ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:17 ص]ـ
وظني يا أبا محمد أن ما ذكرتَه من الفروق في الضبط بين صاحب المتن وغيره = راجع للمراجعة وليس لخواص لازمة في المتون ..
وأن صاحب المتن المنظوم أو المنثور لو تركه عشرين سنة = سينسى أكثره،كما أن دارس الكتاب المدرسي لو تعهده بالمراجعة كما يراجع أصحاب المتون متونهم = لما نسي ..
ولولا ذلك = لما نص الشناقطة على وجوب المراجعة ورتبوا للمتون برنامجاً لمراجعتها بحسب أحجامها ..
ورسوخ الشعر وغيره هو رسوخ جزئي سيذكر بيتاً وبيتين ويفوته غيره، كما أن دارس الكتاب المدرسي يذكر أشياء أخرى ..
وكل هذا داخل تحت النظام العام لعمليات الدرس والاستظهار والتذكر لا يمكن فصل المتون عن غيرها فيه إلا بفروق غير مؤثرة ..
بل أرى - أيها الشيخ الكريم - أن ذلك راجع لخاصية في المتون ليست في الكتب التعليمية الأخرى، وذلك من وجهين:
أولهما: ما للنظم من الخصوصية التي لا أشك فيها لحظة واحدة. وأنا أوافقك أن كل محفوظ يمكنه التفلت - نظما كان أو نثرا - ولكن ينبغي أن توافقني أن تفلت النظم أصعب من تفلت النثر.
والكلام كله دائر على المقارنة.
والثاني: أن المتن يجمع ويرتب المسائل الكثيرة المتناثرة، في لفظ قليل. والكتب التعليمية تيسر الفهم، ولكنها ليست موضوعة للحفظ.
وأما المراجعة فكلامك صحيح، لكن لي عليه ملحوظتان:
الأولى: المراجعة تكون في أول الأمر لتثبيت الحفظ، ثم يمكن أن تقل أو تنعدم فيما بعد.
والثانية: كيف تكون مراجعة الكتاب التعليمي من 300 صفحة مثلا؟ هل تعيد قراءة الكتاب، أم تقرأ فوائده المنتقاة فقط؟ وكم يأخذ ذلك من الوقت؟
وكيف تراجع كتابا مليئا بالمصطلحات في فن كالعروض والبلاغة مثلا؟
فنخلص إلى أن المتن إذا احتاج للمراجعة، فإن مراجعته أيسر من مراجعة غيره.
بقي أن أقول: إن الكلام هنا في أصل حفظ المتون من حيث هو. وقد تعرض أمور خارجية تجعل حفظها مفضولا أو مذموما: كالإكثار من المتون المحفوظة، أو حفظ المعاد المكرور، أو الحفظ دون شرح وفهم، ونحو ذلك.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعاً
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ..
لا نزاع في أن احتياج المتن للمراجعة أقل وأنه يثبت أطول، ولكن كل ذلك إلى حين،فإذا طال الأمد = ضاع الكل إلا اللمم،وهذا من قوانين التذكر العامة ..
مع التنبه إلى أن تذكر المتن لا يعني تذكر شرحه وما يتعلق بعبارته من فك، فهذا سيضيع ضياعاً من جنس ضياع الكتاب المدرسي، وكم رأيت من حفاظ يتذكرون ألفاظ المتون بالمراجعة ولكن تتفلت منهم معانيها وما تحمله من المسائل ..
وهذا بعض حجة من يتجنب المتون: أن طريقة المتون تصل للهدف الذي هو ضبط المسائل عبر واسطتين (المتن وشرحه) أما دراسة الكتب المدرسية وضبط مضامينها فلا تجعل بينك وبين ضبط المسائل سوى واسطة واحدة ..
ومما أجابهم به أصحاب المتون: أن المشاهد أن الكتاب المدرسي لا يضبط سوى بتلخيصه ثم ضبط التلخيص فعادات الواسطتان ..
وأجابوا: أن التلخيص ليس واسطة بل هو نفسه ضبط وإفهام ويخلو من غموض المتون وتعقيدها ويكون صاحبه أكثر تفقهاً بالمادة ..
أما ذكر المصطلحات وما مثلت به من البلاغة فهذا حجة لما ذكرناه ألا يكون في المسألة قانون جامع، ومع ذلك فبعض مشايخنا الكبار لا يستحبون المتون في البلاغة ويفضلون عليها مذاكرة الإيضاح للخطيب وحفظ التعريفات والتقسيمات والأمثلة فقط ..
ونعم يراجع الكتاب قراءة ونفس مدة القراءة التي لن تتعدى 12 ساعة هي نفس مدة مراجعة نصف ألفية ..
وأنا مثلاً أستغني عن إعادة القراءة بقراءة ملخص لكل كتاب أصنعه عند مذاكرته وفي الملخص التعريفات والتقسيمات والفروق والأدلة والأمثلة بما لا أعدل معه متن ولا غيره ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 10 - 10, 03:02 ص]ـ
الحقيقة استمتعت جدا خلال استفادتي من قراءة هذا الموضوع المبارك بإذن الله.
ونصائح مشايخنا الكرام التي نتجت عن هذه الحوارات العالية الراقية المتداخلة كشفت لي وللقراء فوائد نافعة وحقائق مهمة عن قضية الحفظ.
لكن لي سؤال أعرضه على مشايخنا الكرام:
أليس في إطالة تكرار المتن الواحد في أول الحفظ - الفترة التأسيسية لحفظ متن ما - تغني عن مراجعته بشكل دوري، وربما يكتفي بمراجعته لمرة واحدة أو مرتين في السنة .. ؟
فالحق أني وجدت من يطيل تكرار مقطع ما من أي متن = فإنه سيتذكره باستحضار ولو بعد حين دون أن يرجع لكتاب.
وأقصد بإطالة عدد التكرار = أي ماكان في عداد المئة والمئتين والخمس كما يفعل بعض الصابرين الذين انتفعوا بذلك حتى أصبحوا بعد حين من كثرة الدربة يحفظون من نظرة واحدة المتن أو النظم الطويل كما هو حال بعض الشناقطة وغيرهم.
وكان قد حدثني الشيخ عمر جمعة - مدرس بدار الحديث الخيرية بمكة - بأنه وصل لهذه الدرجة بارك الله له فيها من ملازمة الدربة المستمرة للحفظ.
فما رأي مشايخنا الكرام في ذلك .. ؟
¥