تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجاء في مقدمة: (نشر العبير في منظومة قواعد التفسير) (ص:9/ 12): وقال أبو بكر الآجري: ( ... فما ظنكم–رحمكم الله-بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء فإن لم يكن فيه ضياء وإِلاَّ تحيَّروا، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت طبقات من الناس، لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح، فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟

هكذا العلماء في الناس، لا يعلم كثير من الناس كيف أداء الفرائض، ولا كيف اجتناب المحارم، ولا كيف يعْبَدُ اللهُ في جميع ما يَعْبُدُهُ به خلقُه إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحيَّر الناس، ودَرَسَ العلم بموتهم وظهر الجهل) [38].

وقال سفيان بن عيينة-رحمه الله تعالى-: (وأي عقوبة أشد على أهل الجهل أن يذهب أهل العلم؟) [39]، (وهذا أوضح من النهار، لأولي النهى والاعتبار) [40].

فهذا الحق ليس به خفاء * فدَعْنِي من بُنَيات الطريق

وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم القائل: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً [41] فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) [42].

وفي رواية من حديث أبي أمامة مرفوعاً: (خذوا العلم قبل أن يذهب، قالوا: وكيف يذهب العلم يا نبي الله وفينا كتاب الله؟ قال: فغضب، ثم قال: ثكلتكم أمهاتكم أولم تكن التوراة والإنجيل في بني إسرائيل فلم يغنيا عنهم شيئاً؟ إن ذهاب العلم أن يذهب حملته) [43].

وذهب ابن الوزير إلى أن هذا (الحديث محمول على وقت مخصوص لم يأت بعدُ، وهو بعد نزول عيسى-عليه السلام-وموته وموت المهدي المبشر به، وذلك مبين في أحاديث صحيحة) [44].

وصح من حديث أنس أنه-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-قال: (من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا) [45].

وفي رواية من حديث عبد الله وأبي موسى مرفوعاً: (إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم) [46]. إلى آخره.

ـــــ

[1]-انظر: (الجراب) (11\ 327) لشيخنا العلامة محمد بوخبزة، ففيه كلام طيب حول استعارة الكتب.

[2]-انظر: (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (3/ 508/رقم:304).

[3]-انظر: (الآداب الشرعية) لابن مفلح (2/ 168).

[4]- انظر: (تقييد العلم) (ص:146).

[5]-انظر: (تقييد العلم) (ص:147).

[6]-انظر: (تقييد العلم) (ص:147). قال الحافظ الذهبي-رحمه الله تعالى-في (تاريخ الإسلام) (4/ 603/رقم:57 - ترجمة: حفص المقريء): (قال أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى القطان قال: ذكر شعبة حفص بن سليمان، فقال: كان يأخذ كتب الناس وينسخها، أخذ مني كتاباً ولم يرده، وكان يستعير الكتب).

[7]-انظر: (سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل) (ص:208/ رقم: 235)، و (تهذيب التهذيب) (2/ 124).

[8]-هو صدوق له خطأ كثير. انظر: (الجرح والتعديل) (3/ 2/72)، و (تهذيب الكمال) (7/ 104)، و (الكاشف) (2/ 385).

[9]-يوسف بن خالد بن عمير السنتي (بفتح السين المشددة وسكون النون) أبو خالد البصري مولاً لبني ليث تركوه. سمي بالسنتي لطول لحيته وسنته وابن أبي حاتم. انظر: (الجرح والتعديل) (4/ 2/221)، و (الميزان) (4/ 464)، و (تهذيب التهذيب) (11/ 411). انتهى من: (سؤالات الآجري) (251/رقم: 332).

[10]-قوله: (فلم يرداه): (وهذه العبارة تتضمن الطعن في عدالة الراويين المذكوريين إذ ليس من الأمانة أن يحتفظ الإنسان بما ليس من حقه). انظر: (تهذيب الكمال) (7/ 104)، و (تهذيبه) (8/ 292).

[11]-انظر: (التذكرة) (ص:164).

[12]-انظر: (تفسير القرطبي) عند قوله تعالى: (وما كان لنبي أن يغل ... ). (الآية: (161) من سورة آل عمران) ..

[13]-انظر: (كيف تقرأ كتاباً) (ص:92/ 94) لمحمد صالح المنجد، و (ماذا نقرأ ولمن نقر؟) (ص: 36/ 37) لأبي الحارث خالد بن رمضان.

[14]-سورة: (آل عمران) الآية: (رقم: 187)

[15]-انظر: ما قال أبو هريرة وابن عباس في هذه الآية في (جامع بيان العلم وفضله) (1/ 2/19/ 20/ رقم: 10/ 11).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير