لقد يسر لي الله العمل على كتاب مشكاة المصابيح واعتمدت النسخة الهنديه المحشاة بحواشم من شروح الطيبي والمرقاة واللمعات والأخير منهم لم يطبع بالعربية منذ أكثر من أربعين سنة ولايوجد منه نسخ الآن وتعقبت أقوال الملا علي القاري في المرقاة ولم أتوسع في ردي لأن المجال ليس في مظنه الفقهي وله مادته في بطون كتب الفقه وجميع المسائل العقائدية كان لي الفضل بالجلوس مع الشيخ عبد العزيز الراجحي وكانت تعليقاته على الجزء الأول في كتاب الإيمان وقد استفد في تحقيقي لمادة الكتاب من كتاب المناهج والتناقيح في نخريج أحاديث المصابيه للصدر المناوي وهو شيخ الحافظ ابن حجر رحمه الله وقد علمت أن الكتاب سوف يطبع قريبا وقد عمل عليه الدكتور محمد إسحاق إبراهيم الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وسوف ينزل قريبا إل المكتبات وقد أطلعني على أجزاء كبيرة منه وفي النهاية يبقى الجهد البشري في ميزان البشر من النقد والتبين ولاأدعي أنني وفيت الكتاب حقه أما بالنسبة لكتاب مرعاة المفلتيح للشيخ عبيد الله المباركفوري فإنني قد عشت معه سنين وذلك لما كنا نحضر دروس شيخنا الفاضل الدكتور أبو سليمان الندوي في مصر وقد استفدت منه خلال كلامي على الأحاديث وقد أخبرني الدكتور محمد لقمان السلفي أنه بصدد تكوين جماعة لتكميل الشرح
أما بالنسبة لكتاب هداية الرواة فإنني لاأتكلم عليه لأن من عنده مخطوطة الخافظ يعرف كيغ تم نفخ هذا الكتاب
وإذا أردت أن تعرف قيمة التحقيق فراجع غير مأمر إحالات المرعشلي لتعرف السر وأنا في صدد التعقب على ماجاء في هداية الرواة وذلك من خلال الطبعة الثانية من مشكاة المصابيح وااه الموفق
احذروا طبعة (مشكاة المصابيح ط رمضان عوف) فمحققها (!!) ليس أمينا مع أحكام الإمام الألباني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ولي الصالحين، وصلى الله وسلم على رسوله خاتم المرسلين، والآل والصحب والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ..
وبعد؛
فإن المدعو (رمضان بن أحمد بن علي آل عوف) قد اعتنى بكتاب (مشكاة المصابيح) للإمامين البغوي والتبريزي ـ رحمها الله تعالى ـ، وطبع الكتاب في (مكتبة التوبة / دار ابن حزم)، ويقع في (6) ستة أجزاء،
وظهر لي عدة ملاحظات على عمل الأخ المعتني، أهمها: ـ
= انتحال جهد الشيخ المحدث الإمام (الألباني) ـ رحمه الله تعالى ـ فيما يتعلق بضبط النص، والحكم على مرويات الكتاب، وهذا الصنيع يسمى (بالسرقات العلمية).
وإليك أخي القارئ هذا المثال:
ـ حديث أم سلمة في المشكاة رقم (619): وعن أمِّ سَلمةَ قالتْ: كان رسولُ اللهِ ـ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم ـ أشدَّ تعجيلاً للظهرِ منكم، وأنتم أشدُّ تعجيلاً للعصرِ منه. [رواه أحمد والترمذي].
وعلق عليه الشيخ الإمام ـ في الحاشية رقم (2) ـ قائلا: ((وقال [أي الترمذي]: حديث حسن. قلت [أي الألباني]: وفي سنده حكيم بن جبير، وهو ضعيف، وقيل: إنه توبع، انظر تعليق أحمد شاكر (1/ 293 - 294))). اهـ كلام المحدث الألباني.
أقول: هذا التعليق لا يخص حديث أم سلمة هذا، بل هو يتعلق بحديث عائشة ـ رضي الله عن الجميع ـ وهو المراد بإحالة الشيخ على سنن الترمذي. ولعل هذا من الخطأ المطبعي، أو من الأحداث التي مرت بالشيخ أثناء تحقيق المشكاة، وقد ذكر ذلك الشيخ في غير موضع.
فجاء الأخ المحقق المدقق (!!) (رمضان عوف)؛ فنقل حكم الشيخ المحدث دونما إشارة (كعادته)، وبالطبع لم يتنبه لكون كلام الشيخ لا يتعلق بحديث أم سلمة؟! فقال في طبعته (1/ 270 - 271 الحديث 619): ((إسناده حسن.أخرجه أحمد (1/ 293 - 294) والترمذي (161) وقال حديث حسن وفي إسناده حكيم بن جبير وهو ضعيف لكنه توبع كما ذكر الشيخ أحمد شاكر)). اهـ كلام رمضان عوف.
وفيه الآتي:
[1]ـ سرق كلام المحدث الألباني، ولم يرد الحق لأهله، بل لم يتعرض لذكر الشيخ في مقدمته عند ذكر الجهود المبذولة حول (المشكاة).
[2]ـ نظرا لكونه سارقا لهذه المعلومات؛ فقد نقل كلام الشيخ، وفيه ما تقدم التنبيه عليه، وعليه: فإن الترمذي لم يحكم على الحديث، بل سكت عليه.
¥