تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأوّل: أنّ الكتاب الأوّل: " شرح الحديث المقتفى في مبعث النّبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم " عدّه بعض من كتب عن تراث أبي شامة مفقودا، ولكن بحمد الله عرفت له نسختان إحداهما ـ وهي الأزهريّة ـ مخرومة من أوّلها قدر ورقتين، والثّانية: نسخة الجزائر التّامة التي يسّرت نشر نصّ الكتاب كاملا.

الثّاني: أنّ " خطبة الكتاب المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل " انتشر في الأوساط العلميّة باسم: " مختصر المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل "، وظنّ كثير من الباحثين ـ وأنا العبد الضّعيف منهم ـ أنّ ثمّة كتابا لأبي شامة عنوانه: " المؤمّل للرّدّ على الأمر الأوّل " وله مختصر هو المطبوع قديما المتداول بين الباحثين كثيرا. لكنّني انتبهت إلى أنّ " المُؤَمَّل " مشروع كتاب ضخم كان يأمل أبو شامة أن يرزق تأليفه، وقد خشي أن تخترمه المنيّة دون إنجاز مشروعه؛ فاكتفى بمقدّمة تعطي تصوّرا واضحا عن فكرة الكتاب الأساسيّة، وسمّى تلك المقدّمة: " خطبة الكتاب المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل ".

كلّ هذا جال في خاطري وأنا داخل الخزانة التي رفض القائم عليها الشّروع بفهرسة علميّة متأنّية لمخطوطات المكتبة، فاكتفيت من أجل ذلك بتصفّح مجموعة صغيرة ذكرت أسماءها في مقالي الثّاني المنشور في ملحق التّراث.

ولمّا رجعت إلى العاصمة وزرت القائم على قسم المصاحف والمخطوطات المحفوظة بوزارة الشّؤون الدّينيّة الأستاذ مصطفى مرزوقي ـ وفّقه الله إن كان حيّا ورحمه إن صار ميّتا ـ ودار بيني وبينه حديث ممتع حول المخطوطات وأراني تحقيقه للامية الجزائري، وطلب منّي أن أخرّج له الأحاديث الواردة فيه، وتبيّن أنّ الكتاب مزبور على طريقة الأشاعرة فنأيتُ عن تخريجه. وجرى الحديث عن خزانة المخطوطات القابعة في مسجد مدينة البرواقيّة وزيارتي لها وإعجابي ببعض نفائسها، فوعدني بالاهتمام مجدّدا بموضوعها، وأفادني أنّ ثمّة جهودا وزاريّة لنقل المكتبة بكاملها إلى قسم مخطوطات الوزارة بمنطقة حيدرة بالعاصمة الجزائر. وقدّر الله أن تنقل الخزانة إلى الوزارة، وتجدّد الذّكر بمجموع أبي شامة الذي عاينته من قبل، وصار ديدني مع فضلاء الأصحاب كلّما ضمّنا مجلس الحديثَ عن هذا المجموع، ومحاولة إيجاد طريق مناسب لتصويره، وقد فاتحت الأستاذ المرزوقيّ بمدى إمكانيّة تصوير هذا المجموع، فاعتذر بعدم وجود آلات تصوير للمخطوطات، وحزنت عندها أن حرمت من نسخه في البرواقيّة أوّلا، وتصويره في وزارة الشّؤون الدّينيّة آخرا.

وقدّر الله بداية العام الدّراسي وعدتُّ إلى مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكلّي أسف على عودتي إلى المشرق دون صورة للمجموع القابع في المغرب. لكنّي أوصيت من تيسّر لي لقاؤه من نجباء الأصحاب ومنهم أخي محمّد تيقمونين، وفّقه الله لكلّ خير، أن يبذل جهدا للحصول على نسخة من المجموع، وأخبرته بقصّتي الكاملة معه.

وما فتئتُ وأنا في المدينة إلاّ مدندنا مع الشّيوخ والأصحاب عن قصّتي مع المجموع، وقراءة ما دوّن عن آثار أبي شامة، وضرورة الحصول على نسخة الجزائر. فرجلٌ عاش مع الكتاب في مدينة البرواقيّة، وعينُه أوّل عين رأته في خزانتها، وحاول أن ينسخه لينقذه، وأشاد به في مجالس علميّة في الجزائر، وضاعف الجهد في التّنويه به كتابة وتحدّثا، وجمع مادّة حوله، ونبّه عددا من الطّلاّب إلى قيمته، ألا يعذر مثله في الاستعداد لتحقيقه، وبذل أقصى الجهد لإخراجه، خاصّة وهو يعالج قضيّة اتّباع الدّليل الشّرعي من كتاب الله وحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومدح طريقة المحدّثين في اقتفاء آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لكنّ أنّى ذلك والمجموع لم يحظ العبد الفقير بنسخة منه. وجاء الفرج على يد أخ عزيز، وفاضل نبيل، هو المكرم أبو الطّيّب عبد الرّحمن حمادو الجزائري، فتصدّى بكلّ همّة ونشاط لنسخ هذا المجموع، الذي قبع دهرا في البرواقيّة، وحينا في الوزارة، وصبر معه حتّى أتمّه وفّقه الله إلى الخيرات، وأتمّ عليه نعمه السّابغات، وكان له جهد يذكر فيشكر على هذا الاهتمام بنسخ المجموع، الذي سبق إليه نظرا وتنويها وإشادة وثناء أخوه الضّعيف، وقد مرّ على أبي الطّيّب ـ طيّبه الله ـ حين من الدّهر وهو لا يدري عن المجموع شيئا حتّى أخبرت الأخ المفضال تقمونين الذي أخبر بدوره أخويه الفاضلين توفيق عمروني وعبد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير