تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حقّق أطراف الدّاني، فبلغت القاصي والدّاني، وأسماء شيوخ مالك، الذي دخل المدن والممالك، وحمده على غير ذلك من تحقيقاته المحبّون، وشكره على جهوده المتخصّصون، وأبيت أنت ـ كعادتك ـ إلاّ أن ترميه بالظّنون، وتحطّ من قَدْرِ تحقيقاته ذوات الفنون، وننتظر أن تقول: سبقته في النّسخ، فسابقني في النّشر!

ي ـ إنّ أبا شامة ـ يا أبا الطّيّب ـ قد ألّف كما تعلم كتابا كبيرا سمّاه: " الكتاب المرقوم في جملة من العلوم "، أدرج تحته مجموعة مصنّفات له، ليسهل تناولها لدى القرّاء، وهذه المصنّفات قد تكاثفت على تحقيقها عصبة من المحقّقين، ولا يمكن أن ينوء بتحقيقها فرد واحد كما ترمي به ـ عن بعد ـ أخاك، وهذه المصنّفات هي:

1 ـ مختصر الكلام على البسملة.

2 ـ المحقّق من علم الأصول فيما يتعلّق بأفعال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.

3 ـ المرشد الوجيز إلى علوم تعلّق بالكتاب العزيز.

4 ـ نور المسرى في تفسير آية الإسراء.

5 ـ شرح الحديث المقتفى في مبعث النّبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.

6 ـ خطبة الكتاب المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل.

أمّا مختصر البسملة فقد حقّق الأصل أو جزءا منه ـ الشّكّ منّي ـ أخونا الجزائري الفاضل الخلوق، مراد دبياش في أطروحته للماجستير، وفاتحني في تحقيق المختصر أحد فضلاء مكّة وفّقه الله تعالى.

وأمّا المحقّق من علم الأصول فقد نشره الباحث أحمد الكويتي.

وأمّا المرشد الوجيز فقد حقّقه طيّار آلتي قولاج.

وأمّا نور المسرى فقد حقّقه د. عليّ حسين البوّاب.

وأمّا شرح الحديث المقتفى، وما تلاه في الاقتفا، فنشرهما العبد الضّعيف، واجتمعت لديه تصحيحات واستدراكات لا يخلو عنها كبير أو رهيف، وقد بشّرتنا فأعطنا ـ يا أبا الطّيّب ـ بنشرة قريبة جديدة من خطبة المؤمّل.

والمقصود أنّ أمل أبي شامة في ظهور كتبه هذه تحت مسمّى واحد هو: " الكتاب المرقوم في جملة من العلوم " قد توفّرت أسبابه ـ والحمد لله ـ وهذا من فضل الله على العلاّمة أبي شامة رحمه الله، فلماذا لا تجمع جهود هذه العصبة الفاضلة من المحقّقين، لتضمّ جهودها، في موسوعة واحدة تسمّيها ـ كما أراد أبو شامة لها أن تكون ـ: " الكتاب المرقوم في جملة من العلوم "، فهلاّ فعلتم يا معشر الفضلاء، والكرماء النّبهاء.

فبجهد الجميع يتحقّق هذا المطلوب، وينجز هذا المرغوب، ولا معنى حينئذ لقول أخينا الكريم فيما سلف: " ليكون قد نشر الجميع، واسمه إلى جنب اسم أبي شامة ".

11 ـ قولك ـ حفظني الله وإيّاك ـ: " متعلِّلاً ـ ربّما فيما يتعلّل به ـ بأنّه كان أوّل من نبّه على وجودها في الخزانة المشار إليها بدءا (خزانة المجّاوي التي لم يحسن فهرستها) ".

وجوابه من وجوه أهمّها:

أ ـ أخوك ـ يا أبا الطّيّب ـ كما اعترفت أوّل من رآها في تلك الخزانة، ونبّه عليها إخوانه بلا شروط، وأشاد بها في مجالسه، واجتمعت له أسباب تحقيقها قبلك بزمن، ومع هذا فالعبد الفقير لا يرى هذه الأوّليّة علّة معتبرة في حجز تراث الأعلام، ثمّ الاعتماد لم يكن عليها فقط بل على نسخة شيخ السّنّة المقدسيّ الملقّب عليّان، ووقع الاضطرار لضمّ منتسختك الفرعيّة عن الأصل المفقود، ولو ظهر بطلت عِلَلُك، وارتوت غُلَلُك.

ب ـ واستعمالك: " ربّما " وأختيها: " كأنّ " و" يبدو " ونحوهما من أساليب الظّنّ، شنشنة دَرَجْتَ عليها لاتّهام الأبرياء بما لم يخطر لهم على بال، إن كنت ـ يا أبا الطّيّب ـ ذا بال.

ج ـ وقولك: " خزانة المجّاوي التي لم يحسن فهرستها " جوابه أنّني دخلتُ المكتبة وطلبتُ من القائم عليها فهرستها فرفض واعتلّ أنّ ميّتا ينتظره للقراءة عليه كما جرت به عادةُ المومى إليه، ولم يمهلني سوى دقائق معدودة رأيت من خلالها مجموع أبي شامة وكتبا أخرى علقت بذاكرتي ونشرت خبرها في ملحق التّراث.

إنّ مكتبة بذلك الحجم يحتاج مفهرسها ليستوعب ما فيها نظرا وفهرسة إلى مدّة زمنيّة معقولة، وهذا ما لم يتح لأخيك الذي لم يطّلع من المكتبة سوى على رفّين، ورفض القائم عليها تدوين شيء بالقلم، إن كنت تدري يا عَلَم.

إنّ فهرسة المخطوطات ـ يا أخا الإسلام ـ فنّ قائم بذاته، يستوجب مهارة في دراسة المخطوط من ناحيتين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير