تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 ـ أنّ هذا الكتاب طبع أوّل ما طبع باسم: " مختصر المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل "، بناء على نسخة هنديّة مختصرة، واعتمد أهل العلم والفضل الذين كتبوا في موضوع الاجتهاد والاتّباع والتّقليد على هذه النّشرة، وظنّ الجميع أنّها تمثّل مختصرا لكتاب اسمه: المؤمّل، والشّأن أنّ المؤمّل كتاب ضخم أمّل أبو شامة أن يتاح له تأليفه، ويجمع من خلاله مسائل الفقه على ضوء الكتاب والسّنّة وآثار السّلف، ومنهج الأئمّة الفقهاء الأخيار، حيث يعتمد الرّاجح من الأقوال، وينأى عن ضعيفها ومرجوحها، وقد سمّى المؤلّف كتابه المؤمّل: " العلم الجامع بين الفقه والأثر ورَدُّ ما اخْتُلِفَ فيه إلى القرآن والخَبَر بصحيح النَّظَر "، وكتابنا: " خطبة الكتاب المؤمّل للرّدّ إلى الأمر الأوّل " هو المقدّمة الكبرى لـ: " العلم الجامع ".

والمقصود أنّ العمل على تحقيق جديد لهذا الكتاب قد قامت موجبات له:

1 ـ أنّ المطبوع قديما مختصر وهذا تامّ.

2 ـ ظهور مادّة جديدة تصحّح عنوان الكتاب، وتوضّح حقيقة صنيع أبي شامة.

3 ـ وجود نسخة شيخ السّنّة التّامّة واستئناسي بفرعك الذي شاهدتُّ أصله قبلك بمراحل.

فهذه المادّة المتوفّرة حفّزتني لنشر الكتاب، وتحقيقه ليستفيد منه أولوا الألباب، فهل حسدتَّ أخاك على هذا الباب، ورجوتَ أن تكون السّابق الغلاّب، فكشّرت بالأنياب، عن سوء ظنّ وارتياب، واتّهمتَ بالقرصنة أحدَ الأحباب.

4 ـ إذا كان لمخطوط نسخ عديدة وحظي أحدُ أبناء آدم عليه السّلام بنسخة من تلك النّسخ وبخل بها عن الخلق، ووقف غيره على نسخ أخرى للمخطوط، وتهيّأت لهذا الأخير أسباب تحقيقه ونشره، فليس بخل الأوّل موجبا لتوقّف الثّاني عن العمل، فضلا عن أن التماسه الإذن من بخيل عرف لدى النّاس بكثرة دعاويه في التّحقيق. وهذا الذي فعلته تماما مع خطبة المؤمّل حيث وقفت على نسخة تشستربتي، ورأيت نسخة البرواقيّة الأصليّة، وشهّرتها بين الطّلبة، ثمّ اختفت وضاعت، ووفّقت أنت ـ يا إنسان ـ لانتساخ فرع عنها، وأشدتُّ بك وشكرتُك، وبنسخة شيخ السّنّة بادلتك، فدع عنك الغُرور، واحذر من وساوس الغَرور، واستعدّ ليوم النّشور، ولا تنس حال أهل القبور.

24 ـ قولك ـ غرس الله فيك الجود وأعاذك من الجحود ـ: " أيُّ ربط تريده بين أسرة التّراث؟ " أقول: رباط أخوّة الإسلام، والمحبّة في الله ذي الجلال والإكرام، والتّناصح بين الأنام، والتّكامل بين الكرام، وإفادة بعضنا بعضا دون منّ اللّئام، أو أذى الطّغام، أسرةٌ تراثيّة لا تعترف في عالم المخطوطات بمن يجزع ويشهق، ويصيح وينهق، بوفرة ما حقّق، وكثرة ما نمّق، ويحسد السُّبَّق، ويؤذيهم ويحمق.

يا أيّها الإنسان إنّ ظهور نشرتي من خطبة المؤمّل وذكري لاسمك بسبب فرعك، نموذج من الرّبط الذي نرنو إليه بين أسرة التّراث، وفرحك بها لو حصل نموذج آخر، لكنّك أصيبت بالقرح، بدل الفرح، وقلبك انجرح، وفؤادك ما انشرح.

25 ـ قولك: " قبيح منك هذا العبث إذاً " أقول جوابا لعبثك، ودحرا لعَنَتِك، وغسلا لعمشك، ودرءا لغمسك:

1 ـ نشرتُ الخطبة اعتمادا على أصل شيخ السّنّة، واستأنست بفرعك عن الأصل المفقود بعد غفلة وسِنَة، وتهيّأت لي أسباب تحقيقها قبلك بسنوات لا سَنَة، ونشرتها مجلوّةً حَسَنَة، ونصحتُ في الوقت نفسه أن تتضافر الجهود لتحقيق نوادر تراث العلماء، وعدم تضييع الأوقات في تكرار ما حقّقه الفضلاء، أو نشره النّبهاء، فما لك جئت ساحبا ذيل سروالك، بعد طول شخيرك وسباتك، مصابا بذهول نشرتنا قائلا لا أبا لك: سأنشر الكتاب من جديد، وأكرّر فيه العمل وأعيد، " قبيح منك هذا العبث إذاً "، وغريب منك هذا الصّنيع هذّا.

2 ـ العبث في عرف أهل اللّغة: عمل ما لا فائدة فيه، وفي التّنزيل: " أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا "، وأعوذ بالله أن أنشر ما لا فائدة فيه، أو أكتب ما لا خير في حوافيه، وكتاب أبي شامة أثر كلّه فوائد، ودرر فرائد، ونكت زوائد، شاهدة كلّها أنّ هراءك هو القبحُ الشّاهد، والعبث " الهارد "، الدّالّ على ما قذفه في نفسك الشّيطان المارد.

26 ـ قولك::" وشنيع نقض قولك بفعلك " أقول ـ ناقضا لشنيع قولك، ونافضا لغبار قملك ـ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير