Eالأول: أن المحدث شمس الحق العظيم آبادي صرح – نفسه – بأن الكتاب – الأجزاء الأربعة منه – من تأليفه حقيقة، وإنما نسب المجلدين الأولين إلى أخيه تأليفا لقلبه، فإنه كان عضواً قوياً من اللجنة التي تعمل لجمع المواد المتفرقة للشرح الكبير بأمره. قال الشيخ عبد الحي الحسني (ت1341هـ) في ترجمة الشيخ محمد أشرف في كتابه نزهة الخواطر (8/ 408): "وقد عزا إليه صنوه شمس الحق المجلد الأول [والثاني] من عون المعبود، أخبرني بذلك الشيخ شمس الحق". ولا مجال لإنكار هذا البيان.
Eوالثاني: أن المحدث شمس الحق العظيم آبادي كتب بقلمه على النسخة الخطية الموجودة في مكتبة "خدابخش خان" برقم 3118: "الجزء الثاني من "عون المعبود شرح سنن أبي داود" من أول كتاب الزكاة إلى آخر باب التولي يوم الزحف، للعبد الضعيف أبي الطيب عفى عنه ". مع إن في خاتمة هذا الجزء المطبوع – وقد نقلنا العبارة من قبل – ما يدل على أن الكتاب من تأليف الشيخ محمد أشرف أخيه، فظهر أنه ليس له [أي للشيخ محمد أشرف] حقيقة، وإنما هو منسوب إليه فقط.
Eوالثالث: أن ناشر كتاب "عون المعبود" – الشيخ تلطف حسين العظيم آبادي (1334هـ) الذي كان يعلم حقيقة الأمر لكونه من أصدقائه – قال في خاتمة المجلد الرابع (هندية): "ثم شرع [المحدث العظيم آبادي] في هذا الشرح الصغير المسمى "بعون المعبود شرح سنن أبي داود "، فجاء هذا الشرح الصغير في مجلدات ضخيمة "
Eوالرابع: أن جميع تلاميذ المحدث شمس الحق العظيم آبادي وشيوخه وأصحاب متفقون على أن الكتاب من مؤلفاته. ولم يذكر أحد منهم أن الكتاب ألفه أخوه الشيخ محمد أشرف، ولو كان الأمر كذلك لصرح به كل واحد (انظر:"الحياة بعد الممات" للشيخ فضيل حسين المظفرفوري344)، وجريدة أهل الحديث (أمر تسر): 31 اكتوبر 1919م (مقال الشيخ أبي القاسم سيف البنارسي المتوفى سنة 1269هـ)، ونفس المصدر: 28 ابريل 1911م (مقال الشيخ عبد السلام المباركفوري المتوفى سنة 1324هـ) ونزهة الخواطر 8/ 108، والثقافة الإسلامية في الهند – كلاهما للشيخ عبد الحي الحسني المتوفى سنة 1341هـ، و"تراجم علماء حديث هند" 1/ 26، 37 إلى غير ذلك – للنوشهروي المتوفي 1966م، وغيرها من الكتب، واقرأ تقاريظ العلماء الأفاضل على كتاب "عون المعبود"، التي طبعت في آخر عون المعبود من الطبعة الهندية (4/ 554 – 558، 570) فقد نسبوا الكتاب للعلامة شمس الحق.
المرجع: (بتصرف) من كتاب" حياة المحدث شمس الحق وأعماله" للشيخ محمد عزير شمس} 143 - 150 {, ط: الأولى , عام 1399هـ , بالجامعة السلفية – الهند.
التقويم: يتميز هذا الشرح بميز عدة: أولاً كونه شرح كامل على الكتاب فهناك شروح للكتاب ولكنها لم تكتمل كشرح العيني والسبكي، وأيضاً يظهر في الكتاب اتباع المؤلف للنصوص وهذه ميزة مهمة جعلت بعض الأحناف من الهنود يشنعون عليه، ولا عيب فيه إلا اتباعه للسنة وهذا ليس بعيب، وأيضاً كون الشارح صحيح المعتقد لا يؤول الصفات بل هو مثبت لها، مقرر للسنة، يرد على أهل البدع كأهل القبور الذين يعظمونها، بل نجد المؤلف يرد على البدع المعاصرة لوقته رداً طويلاً كرده على القاديانية عند شرح حديث نزول عيسى عليه السلام.
ومع ما سبق من قولنا: أن المؤلف سلك في هذا الشرح مسلك الاختصار، ولم يبحث فيه عن جميع جوانب الحديث متناً وإسناداً وفقهاً واستنباطاً، إلا أننا نجد المؤلف قد حقق القول في بعض المسائل واستقصى الأدلة فمن ذلك المباحث التالية:
1 - الكلام على معنى حديث "من أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة" وبيان الاختلاف الوارد بين العلماء في من أدرك الإمام راكعاً هل تحسب له تلك الركعة أم لا؟
2 - ما معنى "التحري" في حديث ابن مسعود "إنه يتحرى في صلاة ويسجد سجدتين بعد السلام"
3 - بحث الجمعة في القرى، وهل يشترط أربعون رجلاً لأدائها؟
4 - ما هو مفهوم الأذان بين يدي الإمام لصلاة الجمعة؟
5 - تحقيق جيد في عدد تكبيرات العيدين.
6 - هل تقع التطليقات ثلاثًا أم واحدة؟.
7 - كلام جيد في كيفية أداء صلاة الجنازة، وكيفية قراءة الفاتحة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, والأدعية على الوجه الذي هو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم , ثم عن الصحابة رضي الله عنهم.
¥