ـ[ابو معاوية]ــــــــ[23 - 07 - 03, 08:36 م]ـ
الكتب العربية المفضلة الصادرة في العالم العربي
في السنة المنصرمة 1423هـ
(2 ـــ 2)
* تاسعاً: من أبرز الكتب التي صدرت في مجال الدعوة الإسلامية:
الموقف المعاصر من المنهج السلفي في البلاد العربية (دراسة نقدية)
تأليف: مفرح بن سليمان القوسي
الناشر: دار الفضيلة: الرياض ـ السعودية
عدد الصفحات: 680
مقاس الكتاب: 71 * 42
التصنيف: مصطلحات إسلامية عامة/ الدعوة الإسلامية
يتناول هذا البحث الموقف من المنهج السلفي في البلاد الإسلامية في هذا العصر الذي كثرت فيه المؤثرات الفكرية التي تموج بفنون من التضليل وفساد المفاهيم والمناهج التي تسعى لاحتواء الناس في ظلها؛ محاربةً للإسلام أو متجاهلةً له أو رافعةً رايته مع اختلاف في تصوراتها له.
فقد كان لتلك الاتجاهات مواقف مختلفة من المنهج السلفي المتواصل منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطريقة التي كان عليها وأصحابه ـ رضوان الله تعالى عليهم ـ ما بين منتسب ومنتحل، وما بين رافض ومنتقد، وما بين مشوه ومحرف، وما بين منذر ومحذر، سواء في ذلك ما صدر عنها من كتب ودراسات أو ندوات ومؤتمرات.
وقد تداخلت المواقف المعاصرة من المنهج السلفي تداخلاً كبيراً، على الرغم من اختلاف منطلقات أصحابها وتوجهاتهم الفكرية العقدية، ومن هنا تأتي إحدى أهم صعوبات هذا البحث، بالإضافة إلى صعوبة فهم كثير من تلك المواقف وتحليلها، بسبب غموض أسلوب طرحها، لا سيما في الكتابات التي ينحو أصحابها منحى فلسفياً، وهو الأمر الذي يتطلب من الباحث الوقوف طويلاً عند تلك المواقف والتمعن فيها ودراستها دراسة متأنية لفهمها وتصنيفها، ومن ثمَّ تلافي التكرار في عرضها وتقويمها.
وقد صنَّف الباحث مواقف أصحاب التيارات والاتجاهات المختلفة إزاء المنهج السلفي إلى موقفين رئيسين هما: الموقف العقلاني، والموقف التغريبي.
وللموقف العقلاني اتجاهان:
أحدهما: اتجاه عقلاني يرتكز على تراث الفرق المنحرفة المختلفة كالمعتزلة والأشاعرة والماتريدية.
والثاني: اتجاه عقلاني يدعو إلى التحديث في الفكر الإسلامي المعاصر.
كما أن للموقف التغريبي اتجاهين أيضاً:
أحدهما: اتجاه تغريبي علماني.
والثاني: اتجاه تغريبي ماركسي.
وقد ذكر الباحث أن الاتجاه العقلاني الذي يرتكز على تراث الفرق المنحرفة يتمثل في محاكمة النصوص الشرعية إلى العقل مطلقاً، وادعاء أن السلف كانوا يفوضون العلم بمعاني صفات الله ـ عز وجل ـ وكيفياتها إليه سبحانه وتعالى، ويعتبرونها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا هو. وأن المنهج الذي سار عليه السلف من الصحابة والتابعين لا يلزم غيرهم الأخذ به، إذ لا موجب لذلك؛ لأن هذا المنهج إنما هو موقف اجتهادي منهم.
وبيَّن الباحث أن موقف اتجاه التحديث في الفكر الإسلامي المعاصر من المنهج السلفي يتمثل في ادعاء أن الفكر يتغير بتغير الزمان والمكان وكذلك الأحكام والقيم، وأنه ينبغي فتح باب الاجتهاد الحر لجمهور المسلمين، وأن أصول الفقه مطبوعة بأثر الظروف التاريخية التي نشأت فيها، كما أن الفقه القديم مؤسس على علم محدود بطبائع الأشياء وحقائق الكون وقوانين الاجتماع.
ثم بيَّن الباحث أن الاتجاهين العلماني والماركسي اشتركا في موقفهما من المنهج السلفي في الخلط في مفهوم «السلفية» بحيث يُدخل هؤلاء تحته كل من انتمى إلى الإسلام سواء كان انتماؤه صحيحاً أم خاطئاً. في حين أن موقف الاتجاه التغريبي العلماني من المنهج السلفي يتمثل ـ بوجه عام ـ في ادعاء أن الالتزام بمنهج السلف اغتراب زماني، وأن منهج السلف لم يطبق إلا في فترة زمنية محدودة هي فترة صدر الإسلام، وأن الإسلام دين وعقيدة وليس حكماً ودولة، وأن انتقاد الإسلام السياسي لا يعني الكفر بالإسلام العقيدي ولا الخروج عليه، وأن أصحاب المنهج السلفي يرون تضاداً وتعارضاً بين العلم الحديث ومتطلبات الإيمان وروحانية الإسلام، ولذا فهم يرفضونه ويدينونه.
¥