ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:15 م]ـ
إذا قال محقق ما أنه لم يقف على ترجمة رجل فلا ينسب إليه الجهل أو التقصير إلا إذا كانت شهرة الرجل هذا قد طبقت الآفاق.
فقد وقفت على كتاب الأسماء و الصفات للبيهقي رحمه الله بتحقيق عبد الله بن عامر (ما أجمل هذا الاسم) فقلبت في الكتاب فوقعت على مصيبة وهي قول هذا المحقق الهمام في الكلام على إسناد فيه عثمان بن سعيد الدارمي فقال: لم أهتد لترجمته.
فقلت أتأنى و أقلب ثانية فوقعت بطامة أخري بحيث أنه قال: لم أعرف أبا مسلم الكجي.
فعرفت أنه قد تجشم أمراً هائلا ليس يحسنه ولا قارب والذي لا يعرف الدارمي و لا الكجي فليس له أن يقرأ هذا الكتاب فضلاً عن أن يزعم تحقيقه.
ووقفت على كتاب الترغيب و الترهيب لابن شاهين (تحقيق الوعيل) بإشراف (العمري)
قال ابن شاهين: حدثنا ابن منيع حدثني جدي --- فقال المحقق في الهامش: سقط منه شيخ المصنف لأن المصنف لم يدرك أحمد بن منيع.
قلت: إنا لله فصبيان المكاتب يعلمون من هو المقصود بابن منيع في إسناد ابن شاهين و هو عبد الله بن محمد البغوي و قد اشتهر بابن منيع لأن جده هو أحمد بن منيع.
أما الشيخ الفاضل بدر البدر لما وقع له نحو هذا الاسناد في مجموع حققه من تصنيف ابن شاهين الذي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني جدي --- قال الشيخ في الهامش: جده عبد العزيز البغوي: مجهول.
و إن شئت سردت من ذلك أمثلة كثيرة جداً و الحق الذي أعتقده أن أكثر التحقيقات اليوم هي تخريفات بل جازت هذا المسمى أيضاً.
أما أخونا الفاضل / أبو المظفر السناري فأظن أنه صاحب تحقيقات رائعة و فوائد بديعة فدونك تحقيقه على مسند أبي يعلى رحمه الله. و الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:21 م]ـ
1 - إكثاره من الإسرائيليات السخيفة ..... وأعتقد أن ذلك الإكثار من هذا الطراز هو تلك النقطة السوداء وكأنه يجري على عادة أهل الأدب ورواة الأسمار والحكايات في ذلك .....
هكذا انتخب المعترض ما راق له من كلامي! ثم قرطمه وشَطَّبه تشْطيبًا! وتعمد إخفاء ما ذكرته من الإشارة إلى ما في تلك الإسرائليات السخيفة التي تناقض شِرْعة المسلمين! واكتفى بإبدالها بنقط سوداء هكذا: ( .... )! ظانًا أنه بتلك القرطمة قد برئ من تبعة الملام، وأفلتَ من ساحة المساءلة قبل تنفيذ الأحكام!
ونحن نذكر كلامنا برمته للسادة القراء، ثم نتركهم لتداول الآراء بشأني وشأن المعترض قبل إبرام ما يرونه من عاجل القضاء!
فقد قلنا - هناك- بعد أن ذكرنا عدة أمور - هي من محاسن المؤلف وكتابه - قد انفرد بها في هذا التأليف، ولم يشاركه في مجموعها أحد ممن ساوره في بابة هذا المعنى من التصنيف: [ص/31 - 32]:
- ما أُخِذَ على المؤلف في كتابه:
(لا شك أن الحق أحق أن يُتَّبَع، وأن الدقَّ لرأس المبْطِل أوفقُ إن لم يُقْطَع، ونحن إذ نثني خيرًا على الكتاب ومؤلفه = فلازمٌ علينا - من باب الأمانة العلمية - أن نُدَوِّنَ هنا ما أُخِذَ على المؤلف - سامحه الله - من الأمور التي لا يقرِّه عليها الأئمة النقاد.).
ثم قلنا:
(- والتي منها:
1 - إكثاره من الإسرائليات السخيفة، والأخبار المُسْتقاة من كتب أهل الكتاب، والتي في بعضها ما يصطدم مع نصوص قاطعة - عندنا - في الشريعة.
وأعتقد أن ذلك الإكثار من هذا الطراز: هو تلك النكتة السوداء في تصانيف المؤلف، وكأنه كان يجري على عادة أهل الأدب، ورواة الأسمار والحكايات في ذلك.
ولا تثريب على هؤلاء في هذا الخطب، إلا إذا كان في تلك الأخبار الإسرائيلية ما يناقض أو يُسيء إلى معتقداتنا - نحن الموحدين - فلا بد -آنذاك- من وقفة معهم تُعيد الحق إلى نصابه دون أن نغمزهم في دينهم وصدقهم إن شاء الله، وهذا ما فعلناه في هوامش الكتاب دون تَجَنٍّ أو تهُّورٍ).
قلت: وما تراه مُعَلَّمًا باللون الأحمر فهو ما تعمد الأخ الفاضل المعترض حَذْفَه من نظم كلامي!
وهل قولي: (دون أن نغمزهم في دينهم وصدقهم إن شاء الله) مما يُحْسِنه المُمَخِرقون أيها المعترض الشانيء؟! وسيأتي المزيد حول ما انتقدناه على المؤلف في هذا الصدد، وللقارئ الكريم محاكمتي - بعد ذلك - متى شاء!
2 - رده بعض بعض الأحاديث الصحيحة بدعوى أن يكون الراوي أخطأ فيها أو نسي ما رواه، وهذا من المؤلف عظيم جدا ....... وكأنه لا يدري حد الثقة
وهذا موضع ثاني قرطم المعترض فيه كلامي! ولم يَسُقْه كما فاه به صاحبه أول مرة! مع تعمده إخفاء تمام النظم من كلماتي، والاستعاضة عنها بنقاط سوداء كعادته!
ولفظي هناك بتمامه هكذا:
(2 - رَدُّه بعض الأحاديث الصحيحة بدعوى أن يكون الراوي أخطأ فيها أو نسي ما رواه، وهذا من المؤلف عظيم جدا!! بل رأيته يُجَوِّز على النقلة الثقات: زيادة حرفٍ في رواية! أو إسقاط كلمة مما يخل بالمعنى! وكأنه لا يدري حد الثقة! غافلا عن أنه لا يجوز لأحد أن يجزم بتخطئة راوٍ - من الثقات - فيما يرويه إلا ببرهان بَيِّنٍ شاهدٍ على المطلوب، ولكن عذر المؤلف أنه لم متضلِّعًا في الحديث ورجاله، وقد قمنا نحن بتجلية هذا الأمر في تعليقاتنا على الكتاب).
قلت: وما علَّمناه بالأحمر فهو ما تعمد المعترض إخفائه! حتى يوعز إلى القراء أن المعلق يأخذ يطعن في المؤلف ويأخذه بدون برهان!
والحقيقة: أن مسلك المؤلف في هذا السبيل هو كما وصفناه تمامًا، ولا يُهوِّنُ منه إلا كل من لا يدري ما وراء الأكمة أصلا؟ فضلا عن أن يكون ممن يدري مبلغ المجازفة بتجويز الزيادة والنقص على الثقات الأثبات في رواياتهم بمجرد الاحتمال وحسب!
بل كان المؤلف ربما جوَّز الغلط على أمثال القاسم بن محمد وعروة بن الزبير من فحول الحفاظ وغيرهما في صحيح ما رووه بمجرد مخالفة رواياتهم لبعض الأخبار في ذوق المؤلف!
فالذي يتخذ من تعقبنا على أبي محمد ابن قتيبة في هذا الصدد تُكْأةً على طعننا فيه! فهو الذي لا يدري ما يقول؟ أو يقول ما لا يدري؟ وأحلاهما علقم تُغَصُّ به الأحلاق غصًّا! والله المستعان لا رب سواه.
تابع البقية: ....
¥