ـ[النقّاد]ــــــــ[09 - 10 - 04, 11:50 م]ـ
.
23 - (2/ 82): «(أخبرنا) مصعب , قال: كانت أم سليمان بن حثمة [ ... ] قال: وهي الشفاء بنت بن عبد الله بن عبد شمس بن (عبد الله) بن صداد بن بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب , من المبايعات».
وعلق المحقق على البياض الذي جعله بين المعكوفين بقوله: كلمة مطموسة تشبه في رسم طمسها: «ترك».
صواب هذا النص: «أخبرنا مصعب , قال: كانت أم سليمان بن أبي حثمة تَرْقِي. قال: وهي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن عبد الله بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب , من المبايعات».
انظر: «نسب قريش» (374) , و «جمهرة نسب قريش» (851).
وقد فرط المحقق في الرجوع إلى هذين المصدرين المهمين: «نسب قريش» للمصعب الزبيري , و «جمهرة نسب قريش» للزبير بن بكار , كما فرط في مصادر أخرى مضى التنبيه على بعضها , ككتاب «أخبار القضاة» , ومن أهمها «معرفة الرجال» للكعبي الذي أغلب مادته من كتاب ابن أبي خيثمة , ولعل ذلك لعدم ورودها في برامج الكمبيوتر .. فهذا من آثار الاعتماد التام على تلك البرامج ..
والمصعب والزبير من شيوخ المصنف , وقد أكثر النقل عنهما , ولو رجع إليهما المحقق لتحرَّر له كثير مما زلَّ فيه أو عسر عليه قراءته.
وينبغي على من رام تحقيق كتاب مسند أن يجمع شيوخ المصنف وتلاميذه , وينظر من له مصنفات منهم , فيجعلها نصب عينيه , يفزع إليها , ويقابل بينها وبين ما عنده , فإنه سيحصل من وراء ذلك نفع عظيم , من قراءة مطموس , ومعرفة ساقط , واكتشاف تحريف , ... .
ومعرفة المصادر , وكيفية الانتفاع بها واستثمارها = علم قائم برأسه , ويجب على طالب العلم أن يمنحه من حسن الرعاية ما هو جدير به ..
ومعرفة كيفية استثمار المصادر أهم من مجرد معرفتها ..
وانظر إلى تحقيقات المحققين الكبار الأوائل , كالمعلمي وأحمد شاكر وأضرابهما , وتأمل كيف جودوها , وأتقنوا إخراجها , ورعوها حق رعايتها , على قلة مصادر السنة والرجال المطبوعة حينئذ - بالنسبة لعصرنا - , إلا أنهم كانوا بارعين في استثمار هذا القليل واستنطاقه , وقارن ذلك بحال معظم محققي عصرنا مع كثرة المصادر المطبوعة التي بكى بعض أولئك الكبار على عدم رؤيتها وهي اليوم في مكتبات معظم طلبة العلم ..
يتبع إن شاء الله ..
ـ[النقّاد]ــــــــ[12 - 10 - 04, 01:19 ص]ـ
.
24 - (2/ 84): « ... عبد العزيز بن محمد , عن عبيد الله , عن نافع أن رجلا كان اسمه بلال فدعاه عمر بن الخطاب - رحمه الله - كثيرًا , وهو كثير بن الصلت».
هذا تحريفٌ قبيح. والصواب: « ... كان اسمه قليلاً , فدعاه عمر بن الخطاب - رحمه الله - كثيرًا ... ».
وقد أخرجه على الصواب ابن سعد (7/ 14) من طريق سليمان بن بلال عن عبيد الله به.
وفي بعض الروايات أن الذي سماه بذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: «تهذيب الكمال» (24/ 128) و «الإصابة» (5/ 633).
ولو رجع المحقق إلى ترجمة كثير بن الصلت هذا في «الإصابة» أو «التهذيب» أو غيرهما لتبين له الصواب.
وكان يمكن تجنب مثل هذا التحريف باستشكال النص , الذي يدعو إلى تخريجه من باقي المصادر للوقوف على لفظه الصحيح ..
فما وجه تغيير اسم «بلال» , وما المكروه فيه , وألم يكن في كبار الصحابة من اسمه كذلك؟!
ثم ما وجه المقابلة بين «بلال» و «كثير»؟ ونحن نعلم العادة في التناسب بين الاسم الأصلي والاسم الثاني الجديد.
ووجه وصف هذا التحريف بالقبح أنه يؤدي إلى أن يُحْشَر اسم «بلال» ضمن الأسماء التي لا ينبغي التسمي بها , وبذلك يصبح من مادة «معجم المناهي اللفظية» ..
25 - (2/ 86): «نا عبد الله بن إياد بن لقيط , عن إياد بن لقيط ... ».
والصواب: « ... عبيد الله بن إياد بن لقيط ... ».
26 - (2/ 90): « ... بعث أبو بكر الصديق المهاجر بن أبي أمية إلى ناحية اليمن , وأمده بعكرمة بن أبي جميل ... ».
هذا تحريفٌ قبيح. والصواب: « ... وأمده بعكرمة بن أبي جهل ... ».
وخبر بعث الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه مددًا إلى المهاجر بن أمية مشهورٌ في كتب التاريخ والسير. انظر: «تاريخ الطبري» و «الثقات» لابن حبان (2/ 180) وغيرهما.
وليس هناك راو يقال له «عكرمة بن أبي جميل» إلا في هذه الرواية المحرفة.
.
ـ[النقّاد]ــــــــ[12 - 10 - 04, 01:33 ص]ـ
.
وأكتفي بقراءة هذه التسعين صفحة من المجلد الثاني , ولولا ضيق الوقت وقلة الفراغ لأكملت هذه القراءة كما كنت أرجو.
وقد كنت قيدتُ على نسختي تعليقات متفرقة على مواضع كثيرة عند قراءتي الأولى للكتاب , وهي غير هذه القراءة الثانية المتأنية , ولعل الله ييسر نقلها.
وأسأل الله أن يقيض لهذا الكتاب من يقوم على تحقيقه على الوجه الذي يليق به , فإنه يحتاج حقًّا إلى نشرة جديدة , وكان الله في عون طلبة العلم.
وللفائدة .. فقد سبق ذكر بعض التحريفات على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22512
واعتذر الأخ صلاح هلل هناك عن تحريف حديث «نهى أن تصبر البهيمة» إلى «نهى أن تقبر البهيمة» بأن ذلك خطأ مطبعي ..
وأقول: هب أن هذا الموضع تحرَّف على الطابع , فهل تحرَّف عليه أيضًا في فهرس الأحاديث (3/ 323) وقد ورد فيه كذلك؟!
¥