تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال العلامة الإمام المحقق المدقق .. كذا .. ، ولعل الصواب كذا .. ، وإن كان لا يخفى على شريف علمه، وسعة اطلاعه، وقد يكون الوهم مني! أو من النساخ، أو من الطباعة .. !

سبحان الله، والله إن هذا المنهج غريب، والمطالبة بذا عجيبة،

هل غاب عن هؤلاء الفضلاء أننا بشر نرضى، ونغضب، ويعرينا ما يعتري البشر ..

ألم يقل نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيد ولد آدم:" اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته، أو لعنته، أو جلدته؛ فاجعلها له زكاة ورحمة ". رواه مسلم.

ألم يقل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحمل:" إنه من إخوان الكهان ". متفق عليه.

ألم يقرؤوا في قصة وفد تميم ـ ما حدث للشيخين ـ:. . فقال أبو بكر: أمر القعقاع بن معبد بن زرارة، قال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس، قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، قال عمر ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما .. الحديث خرجه البخاري.

ألم يقل الصديق لابنه عبد الرحمن ـ في قصة الأضياف ـ يا غنثر وجدع وسب .. متفق عليه.

ألم يقل عمر: قاتل الله سمرة .. خرجه مسلم.

ألم يقل العباس في مجلس عمر بحضور عدد من كبار الصحابة: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن، ـ يعني: أبا الحسن ـ، فقال القوم .. الحديث ". خرجه مسلم.

ألم يقل ابن عباس عن نوف البكالي: كذب عدو الله .. متفق عليه.

وغيرها كثير في عبارات الصحابة ... وغيرهم من السلف، والخلف ...

ولا يُفهم من كلامي أني أؤيد الشدة، وأؤصل، وأنظر لها، وأطالب بها .. لا

لكن قصدي ألا يطالب طلاب العلم في القرن الخامس عشر بشيء لا يطيقه البشر! ولذا قدمت هذه النصوص ..

والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد قال:" إن الله يحب الرفق في الأمر كله ". متفق عليه.

والرفق واللطف مطلوب، ومحبوب، وجبل الناس على حب الرفيق، وبعض الفظ الغليظ طبعا لمن هذه سجيته وعادته وديدنه .. لكن قد تجري للإنسان وقت الكتابة، أو الرد أمور قد لا يملك نفسه معها، وكذلك في بعض المواقف، كالتي ذكرت عن الصحب الكرام.

ولا أخفيكم أني أحيانا أكتب الكلام، ثم إذا عدت، وقرأته فيما بعد تمنيت لو أني خففت العبارات، واستعملت الإشارة، لكن قد جرى القلم بما كان، وانتهى وقت التحرير، واللطف من العليم الخبير ..

وأقول في نفسي:

ما كان ضرك لو مننت وربما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق.

ولكل حادثة حديث.

ونسأل الله أن يهدينا وإخواننا سواء السبيل.

ويجعلنا من المتاحبين فيه {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.

ـ[مشير]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:26 ص]ـ

نعم ما ذكره الأخوان مفهوم ومعقول.

لكن يبقى أن نفرق في النقد بين شخصين:

الاول جاهل متطفل على العلم وأهله أفسد الكتاب وأساء التصرف فهذا ينبغي أن يعرى للناس ويكشف أمره، ويحذر منه ومن أعماله، وهذا من النصيحة الواجبة. وهذا الصنف يعرفه طلاب العلم ويميزونه ولا يخفى عليهم

والثاني بخلاف ذلك له نصيب من العلم واجتهد في تحقيق الكتاب إلا أنه لم يحالفه التوفيق في مواضع أو قصر في مواضع أو استعجل في مواضع (قد تقل أو تكثر) فهذا تختلف معاملته عن سابقه.

ولاشك أن الأصل الذي ينبغي أن نفيء إليه هو الرفق.

ويبقى استعمال بعض العبارات الجافة في بعض الأحيان حقاً مشروعاً للناقد يقدره بقدره، ولا ينبغي لأحد (سواء كان مشرفا أو غير مشرف) مصادرته هذا الحق وليس هذا من التحدي!! ولا التعدي!

ـ[النقّاد]ــــــــ[28 - 09 - 04, 06:15 ص]ـ

الأخ الفاضل .. مشير

وأنا أتفهم ما تقول وأعقله ..

ولا شك أن التسوية في التعامل مع أخطاء كل من يتكلم في العلم مسلكٌ ينافي العدل والإنصاف ..

وفرقٌ بين الحكم الجمليِّ على المرء وعلمه وعمله , وبين الحكم على أفراد وصور أعماله ..

فقد يكون فاضلا حريصا على العلم لكنه لم يمتلك أسبابه وتقحم ما لا ينبغي له , وقد يكون ممن امتلك أسباب العلم وأدواته وربما أجاد في بعض ما كتب أو حقق لكنه أساء وتساهل في بعض آخر .. ثم هذه الإساءة والتساهل يتفاوتان ..

والذي قصدتُه أن وصف الخطأ الظاهر القبيح بما يستحقه ليس تعدِّيًا ولا إساءة للأدب , ولا هو مما يصح إنكاره واستشناعه , بل هو من إنزال كل شيء موضعه , وقد جعل الله لكل شيء قدرا ..

ولا أرى التضييق في هذا الباب إلا تنسكًا وتورُّعًا لا يجري على طريقة السلف وأهل العلم .. وقد قدمتُ بعض العبارات التي أطلقوها في بعض الكبار , ولم نرهم تحاشوا إطلاقها فيهم , وقصروها على المتطفلين والجهال ..

فالحكم على الفعل بخصوصه دون النظر إلى فاعله ..

وقد دخلت هذه الشبهة على بعض من انتسب إلى علم الحديث , فظن أن الثقة لا يحكم على حديثه بالبطلان والوضع والنكارة , وأن هذه الأحكام إنما تتحقق في حديث الضعفاء والمتروكين والكذابين , ولا تليق إلا بهم , فتعقب بذلك أحكام الأئمة على بعض أحاديث الثقات المنكرة .. فرد عليهم من هداه الله إلى فهم منهج أولئك الأئمة بأن الحكم إنما هو على الخطأ من حيث هو لا من حيث من وقع منه ..

وتحقيق الكتب اليوم هو بمنزلة الرواية فيما مضى , فقد عادت إلينا بإهاب جديد ..

ولو طبقنا نظرية المحدثين المتقدمين في نقد الرواة والمرويات على المحققين اليوم وتحقيقاتهم , لخرجنا بمنهجٍ بيِّن المعالم واضح القسمات , منهجٍ مشرقٍ لا ظلمة فيه , وأمينٍ لا محاباة عنده ..

فالنظر إلى الخطأ ودرجته , واحتمال وروده , وكثرته وقلته , وما يحتف به من القرائن التي لا تكاد تنتهي = هو السبيل لتمييز موضع المحقق من الضبط وضده ..

ومن لم يستوعب فهمه مثل قول الدارقطني عن حديث أخطأ فيه أحدهم: «هذا حديث يسقط مائة ألف حديث» , وقول شعبة عن حديث عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي في الشفعة: «لو جاء عبد الملك بآخر مثله لرميت بحديثه» = فلن يستطيع فهم ما نحن فيه ..

والشكر للأخ الكريم (مشير) على هذه المشاركة الجميلة ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير