تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

منها ما تفرضه طبيعة الحال ومنها ما هو ضروري ومنها ما هو قبل الحجاب ومنها ما هو في أمر خاص ومنها ما هو عارض ولم يزد على سلام ورده وقضاء حاجة وما أشبه ذلك مما ليس فيه خلاف أصلا وقد فند علماء الإسلام هذه الأدلة وكشفوا شبهات من تمسك بها , وإن كنت أجزت الاختلاط في مقالك الأول بدون قيد أو شرط ولكني غلبت جانب إحسان الظن بك لكونك ممن ينتسب للحسبة ولا يمكن أن يظن به هذا الظن السيئ حتى أتيت بالمقال الثاني في ذات الصحيفة وياليتك اكتفيت بالأول فقد زدت الطين بلة والخرق اتساعا وصرحت بجواز الاختلاط في مجال الدراسة والعمل بل وتجاوزت ذلك إلى إباحة مصافحة المرأة الأجنبية والنظر إليها وأنها يجوز لها أن تأخذ بيد الرجل في أي السكك شاءت وأن تفلي رأسه مما تأكد إلي بعد ما ترمي إليه وأنك تقصد الأول فأي فهم سقيم أعظم من هذا الفهم المهلك وأي ضلال بعد هذا الضلال , ولم تكتف بذلك بل تهجمت وشنعت وقبحت من يخالفك الرأي من العلماء المعتبرين الذين أفتوا بحرمة الاختلاط ووصمتهم بأنههم يعيشون تناقضا وجعلوا من حماستهم وغيرتهم مبررا للتعقب على أحكام الشرع ووصفتهم بأنهم جاؤا بقول مبتدع وافتاتوا على الدين (سبحانك هذا بهتان عظيم) فأين أنت من قول الله عز وجل (وإذا قلتم فاعدلوا) (وقوله تعالى (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) وأين أنت من آداب الخلاف وآداب العلماء وآداب الحوار وأنت تدعي العلم والفقه فقل لي بربك هل هذه أخلاق تليق برئيس هيئة أو بمحتسب أو طالب علم أو حتى أحد من عامة المسلمين ألم تعلم أن من قال بعدم جواز الاختلاط هم من كبار علماء هذا البلد المبارك وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز وابن عثيمين و ابن جبرين و ابن غديان وابن غصون وصالح الفوزان وسماحة المفتي العام للمملكة عبد العزيز آل الشيخ رحم الله الميتين وحفظ الله الحي منهم وقل لي بربك ما الفرق بينك وبين أولئك في هذا المسلك الذين تهجموا على أحد أعضاء هيئة كبار العلماء وشنوا الغارات الآثمة تلو الغارات في الأيام الماضيه ممن ليسوا أهلا للحديث عن الأحكام الشرعية وليس لهم معرفة بها مع توججهم وفكرهم المشبوه؟؟؟ ولاشك أن هذا المسلك المشين ليوسع الهوة بين الأمة وعلماءها ويضعف ثقة الناس بهم وبفتاويهم المبنية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما رزئت الأمة وما بليت بشر أعظم من هذا المسلك فأصبح كل من هب ودب يفتي ويضلل الناس وما خرجت فلول الإرهاب والتكفير والتفجير إلا بسبب الفتاوى الشاذة الضالة المنحرفة وبسبب أولئك الذين تسوروا على أهل العلم وافتاتوا عليهم فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) إضافة إلى إغفالك لفتاويهم في الاختلاط وضربك بعرض الحائط أقوالهم بأدلتها بل وتجاهلت أو جهلت قواعد الشريعة ومقاصدها كقاعدة (سد الذرائع) وقاعدة دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح) والتي من فقدها ينبغي أن لا ينبري للاحتساب فضلا عن أن يكون رئيس هيئة ففاقد الشيء لا يعطيه وهذا في نظري هو الذي أوقعك في هذه الهاوية وجرك إلى إغفال مفاسد الاختلاط التي تئن من وطئتها وشرورها الأمم التي سبقتنا إليه ومجتمعنا أيضا اكتوى بناره ومثلك لا يجهل الحوادث المتكررة من التحرش والاعتداء على الأعراض والابتزاز في المجالات المختلطة مما عجت به صحفنا المحلية حتى مع الأسف ممن هم في موقع الأمانة والثقة , فلم يعد أمرا خافيا على أحد ثم ما هو قولك وموقفك كرجل دولة من المرسوم الملكي ذي الرقم 11651/ 16/ 5/ 1403هـ القاضي بمنع الاختلاط في شتى أماكن العمل.ثم لو أردت الحق فيكفيك أن تفهم قول الله عز وجل (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) وقوله صلى الله عليه وسلم (إياكم والدخول على النساء) ولاشك أن ما ذهبت إليه فرح به دعاة الاختلاط ودعاة التبرج والسفور أشد الفرح لكونه صدر من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير