تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أدب الردود]

ـ[فيوض]ــــــــ[22 Apr 2010, 12:10 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الردود العلمية لها مقصد وسبب، وثمرة وأدب، من التزم بهذه الركائز كان التوفيق صاحبه، والخيركاتبه، وجاء رده كالبلسم الشافي، والمنبع الصافي، ومن أخل بشيء من تلك الركائز منع الوصول، وحرم القبول، (واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه).

ولايخفى على العقلاء أن الخلاف في المسائل وارد بسبب اختلاف الموارد التي ينهل منها الأشخاص، ومادام الأمر كذلك فليس عن الردود مناص، ومن هنا وضع العلماء أصول الحوار وآداب المناظرة، وبما أن المقام لايسمح بالإسهاب، فسأكتفي بتعليق وجيز على الركائز الأربع، ومن أراد التفصيل فليراجع الكتب المؤلفة في أصول البحث والمناظرة.

1 - المقصد: تبيين الحق، فليس القصد من الرد التعالي على الآخرين أو التشفي منهم، أو كشف العورات، وتتبع العثرات،ولذلك ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يراجع نيته وينظر في طويّته لأن الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها، نسأل الله حسن النية وسلامة الطويّة.

2 - السبب: أي دافعك إلى كتابة الرد وهو رؤية مخالفة لابد من تصحيحها.

3 - الثمرة: تصحيح الخطأ. (والثواب لمن احتسب وأخلص النية).

4 - الأدب: أي التزام منهج الحوار والمناقشة.

ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يتصف بالعلم والحلم، وهذا القيد يبين منهج الحوار بشكل مختصر، وحتى يزداد الأمر وضوحا سأذكر الأصول العامة لمنهج الحوار والمناقشة وهي:

1 - تحقق الخطأ: يعني أن تتأكد من أن الكاتب أخطأ في هذه الجزئية، وهذا يحتاج منك إلى قراءة الكلام بتمعن حتى يتبين لك الخطأ من الصواب.

2 - العلم: يعني أن يكون عندك من العلم مايعينك على فهم المسألة ومعرفة الخطأ من الصواب، فلايعقل أن يخوض الإنسان في علم لايحسنه، كمن يناقش مسألة في القراآت وهو لايحسن القراآت، ونعني بالعلم العلم الراسخ المبني على الأصول وليس المعلومات المنقولة من الفهارس وأجهزة الحاسوب، فبعض الناس لايتقن تخريج الأحاديث فإذا أراد أن يناقش أحدا في تخريج حديث ما فإنه يفزع إلى حاسوبه (ضعف الطالب والمطلوب) يبحث عن الجواب! ماهكذا يؤخذ العلم يابني!

3 - الاتفاق على المرجع: يعني أن يكون هناك مصدريرجع إليه عند التنازع، فلايعقل أن تناقش شخصا ليس من أهل السنة وتورد عليه أدلة من صحيح البخاري وهو أصلا لايعترف بصحيح البخاري.

4 - الدليل: يعني أن يكون النقاش مبنيا على الأدلة وليس مبنيا على الأهواء والأذواق، لأن العلم معرفة الهدى بدليله.

5 - مراعاة مقتضى الحال: يعني خير الكلام ماقل ودل.

6 - وضوح الأفكار: يجب أن تكون الحجة واضحة المعالم بعيدة عن الطلاسم والرموز لأن المقام مقام بيان وتوضيح.

7 - سهولة العبارة والبعد عن الكلمات الغريبة.

8 - مراعاة مشاعر الطرف الآخر: يعني الابتعاد عن الهمز واللمز والسخرية والكلمات الجارحة،

قال الله عزوجل (والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات)

هذه بعض أصول الحوار وآدابه، راعيت فيها الاختصار خشية الإثقال على القراء، وأحب أن أنبه على أمور مهمة يغفل عنها الكثير:

أ- تذكرأن الشخص الذي ترد عليه أخوك في الإسلام وأن له حرمة عند الله تعالى.

ب- تذكرأن ردك سيكتب في صحيفة أعمالك قال تعالى (إنا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون).

ج- تذكر أن أعداء الدين يراقبون ردود المسلمين بعضهم على بعض ويستغلون ذلك في الدعايات المضللة (فلا تُشمت بنا الأعداء).

د- تذكر أن جسد الأمة الإسلامية فيه من الجروح مايكفيه، فلاتكن سببا في زيادة الجروح وتفريق المسلمين.

ه- تذكر أن إخوانك الذين ترد عليهم غرباء في هذا الزمان فرفقا بالغرباء.

6 - تذكر أن الكتابة في المنتديات نعمة من الله سخرها لك وباب فتحه الله لك بعد أن أغلقت الصحف العلمانية أبوابها في وجهك، فلاتقابل نعمة الله بمعصية الله، والتطاول على عباد الله.

وبهذا ينتهي الموضوع، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمدلله رب العالمين.

الموضوع منقول

ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[02 Jun 2010, 08:43 ص]ـ

بارك الله فيكم

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Jun 2010, 09:21 ص]ـ

بارك الله فيك أخي الفاضل ونفع بك على هذه المشاركة القيمة الراقية وأرجو من مشرفنا الفاضل د. عبد الرحمن أن يثبت هذه المشاركة على أنها ضمن سياسات الكتابة في الملتقى ليتم الالتزام بها.

ولعل من أهم النقاط التي أشرت إليها (إخلاص النيّة) في الرد فالهدف أولاً وآخراً لا يجب أن يتعدى كونه رداً لإظهار حق أو إبطال باطل لا لمصلحة شخصية ولا إثبات تفوق فلان على فلان في العلم فلسنا هنا في معرض التفاخر وإلا إظهار جهل الآخرين أو تحقيرهم فإذا خلصت النوايا اندحرت مثل هذه الردود غير اللائقة وغير العلمية وظهر الحق على الباطل والعلم على الجهل بإذن الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير