[الإعراض عن ذكر الله وآثاره السيئة]
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[28 Dec 2009, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
[الإعراض عن ذكر الله وآثاره السيئة]
بقلم د / أحمد بن أحمد شرشال
مليانة ـ عين التركي ـ الجزائر
تعريف: حقيقة الإعراض في لغة القرآن لفت الوجه عن الشيء لأنه مشتق من العارض وهو صفحة الخد لأن الكاره للشيء يصرف عنه وجهه، وقد لا يكرهه، وإنما يصرف وجهه عنه لأمر ما، ويعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه، وهذا هو المقصود هنا وحالنا يدل عليه ورب حال أفصح من لسان.
تأملت سور القرءان وءاياته فوجدت أن اله وصف المعرضين عن ذكره بأوصاف ثلاث أدناها وأقلها الإعراض، وفوق هذه الرتبة التكذيب وأعلى الرتب الاستهزاء فهذه رتب ثلاث:
الوصف الأول: الإعراض عن الذكر وعدم الإلتفات إليه والاستغناء عنه، والإعراض عنه إعراض من لا يحتاج إليه فهذه أقل الرتب.
الوصف الثاني: التكذيب: أعقب الإعراض التكذيب، وهو أزيد من الإعراض إذ المعرض قد يكون غافلا عن الشيء بدون تكذيب و لا جحود ولا استهزاء وهذه المرتبة الثانية.
الوصف الثالث: الاستهزاء والسخرية: فأعقب التكذيب الاستهزاء، وهو أزيد من التكذيب، لأن المكذب بالشيء قد لا يبلغ تكذيبه به إلى حد الاستهزاء فإذا بلغ إلى هذا الحد فقد بلغ الغاية القصوى في الإنكار
وهذه الأوصاف تستفاد من صريح ظاهر الأية: {وما تاتيهم من ءاية من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف ياتيهم ما كانوا به يستهزءون}
وإذا واصلنا التدبر والتأمل في المصحف الشريف نجد أن الله عز و جل توعد بالوزر العظيم على مجرد الإعراض عن ذكره الخالي من التكذيب والخالي من الاستهزاء فقال: {وقد ءاتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا}
بنعنى: لا يلتفت إليه، وينشأ الإعراض عن اعتقاد عدم جدوى النظر والتأمل في هذا الذكر0
ونحن في زماننا هذا ـ نحن المسلمين ـ وإن لم نكذب ولم نستهزئ بهذا الذكر ـ والحمد له? ـ فصفة الإعراض عن ذكره متحققة فينا، فلا نسلم من الإعراض عن ذكره فلا نقبل على هذا الذكر حفظا ودراسة وتأملا وتدبرا وبعد ذلك عملا وسلوكا، وإن سلمنا ـ والحمد لهب ـ من التكذيب، وسلمنا ـ والحمد له? ـ من الاستهزاء فإننا لم نسلم من الوصف الأول، وهو الإعراض عن هذا الذكر وهو متحقق فينا لا محالة.
فليحذر المؤمنون والمؤمنات من الإعراض عن الذكر الذي يوجب عبئا ثقيلا من الوزر، فيجب أن نلتفت إلى هذا الذكر ونجعله نصب أعيننا وكل أحوالنا وشؤوننا فهو ذكر مبارك وأدنى مراتب الذكر أن نحرك ألسنتنا بالذكر، فلا يعوقنا عن أعمالنا أبدا {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اله? واذكروا اله? كثيرا لعلكم تفلحون} وقال تعالى {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}
عواقب الإعراض عن ذكر الله:
يتبع بحول اله في الحلقة الثانية
ـ[بلفاع]ــــــــ[01 Jan 2010, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
[الإعراض عن ذكر الله وآثاره السيئة]
بقلم د / أحمد بن أحمد شرشال
مليانة ـ عين التركي ـ الجزائر
تعريف: حقيقة الإعراض في لغة القرآن لفت الوجه عن الشيء لأنه مشتق من العارض وهو صفحة الخد لأن الكاره للشيء يصرف عنه وجهه، وقد لا يكرهه، وإنما يصرف وجهه عنه لأمر ما، ويعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه، وهذا هو المقصود هنا وحالنا يدل عليه ورب حال أفصح من لسان.
تأملت سور القرءان وءاياته فوجدت أن اله وصف المعرضين عن ذكره بأوصاف ثلاث أدناها وأقلها الإعراض، وفوق هذه الرتبة التكذيب وأعلى الرتب الاستهزاء فهذه رتب ثلاث:
الوصف الأول: الإعراض عن الذكر وعدم الإلتفات إليه والاستغناء عنه، والإعراض عنه إعراض من لا يحتاج إليه فهذه أقل الرتب.
الوصف الثاني: التكذيب: أعقب الإعراض التكذيب، وهو أزيد من الإعراض إذ المعرض قد يكون غافلا عن الشيء بدون تكذيب و لا جحود ولا استهزاء وهذه المرتبة الثانية.
الوصف الثالث: الاستهزاء والسخرية: فأعقب التكذيب الاستهزاء، وهو أزيد من التكذيب، لأن المكذب بالشيء قد لا يبلغ تكذيبه به إلى حد الاستهزاء فإذا بلغ إلى هذا الحد فقد بلغ الغاية القصوى في الإنكار
¥