[من رحيق الفرقان يمتص شهدا]
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:40 ص]ـ
الإخوة الأفاضل: هاكم المحاولة الشعرية التي أُلقيت في أمسية تأبين فقيد الأمة شيخنا المغفور له بإذن الله الدكتور فريد الأنصاري، معتذرا عن سوء التنسيق الذي لم يمكنيه افتقاد معظم ايقونات الصندوق الماسي بالموقع، وتقول أبيات هذه المحاولة التي ألقيت نيابة عن الطلاب الوافدين للدراسة بالمغرب، محبة ووفاء، مايلي:
ألم ٌ حلَّ بالفؤاد المُعاني = واستبدتْ مشاعرُ الأحزانِ
واكتسى الكونُ حلةً من ظلام = والأسى صاحبٌ بكل مكان
أذرفُ الدمعَ من دمي وبقلبي = حرقةٌ من مرارة الفُقدان
مُذْ تناهى لمسمعي موتُ فذٍ = من أولي الفضل للمكارم بان
سيدٍ ماجدٍ نبيل السجايا = فاضل عالم فريد الزمان
عبقري كريم خلق أديب = "لفظه الدر في عقود الجُمان"
صاحَبَ الذكر في مجالس نورٍ = رَافَقَ الطهر صافي الوجدان
هاشا باشا تراهُ دواما = أريحيَ الرؤى عفيفَ اللسان
ناصحا يرتجي بكل اجتهادٍ = ارتقاءَ النفوس في العُمران
باذلا كلَّ طاقة ليس يألو = " يتوخى كرامة الإنسان"
عاشَ هماً يفوق كل ابتلاءٍ = نصب عينيه أمةَ القرآن
ناءَ بالحملِ، غيرَ أن صمودا = بعثته حرارةُ الإيمان
فانبرى مشعلا يضيء دروبا = طيبَ القصدِ رائعَ التبيان
لؤلؤيا بلفظه ألمعيا = "يخصب الفكر من فنون البيان"
"ينثرُ الدرَ إذ يقوم خطيبا" = نيِّرَ الفكرِ عبقريَ الجنان
يجذب الروح في انسلال عجيب = يرتقيها لطاعة الدِّيان
من رحيق الفرقان يمتص شهدا = منه تسمو النفوس بالإيمان
إيه يالوعتي لفقدك شيخي = كيف أسلو وكيف يحلو لساني؟
بَعْدَكَ اليوم بالمرارة نفسي = جرحها غائرٌ بكل كياني
لست وحدي وإِنْ .. لهان مصاب = إنما الكلُ ذاقَ ممَّا أعاني
ياصروف الزمان روَّعْتِ فينا = أنفسا كم تتوق للإحسان
وقَتَلْتِ البيان غضا نديا= ولِمَ اغْتَلْتِ نَيِّرات الأماني؟
كيف فارقتَ ياحبيبا البرايا = كلَّ فردٍ فينا يَعُدُّ الثوان
لسرورٍ بقربكم ولقاءٍ = ترتجيه النفوس في كل آن
" كيف غادرت والليالي شكولٌ = لم نصل بعد فوق شط الأمان"
أَوَحَقْاً رحلتَ دونَ وداع ٍ = وفَطَرْتَ القُلوبَ بالأحزان
أَوَحَقْاً رأى الوجودُ غروبا = لسراج ٍ بأفقها الأرجوان
واكتسى المغربُ الحبيبُ سوادا = وتوارى به بهاءُ المعاني
بعده لن يُطلّ أيُ نجاحٍ = فلقد غاب فارسُ الميدان
وانتهى بالرحيل منه ضياءٌ = لا طريق ينار للفتيان
ألف كلا؛ فأنت لازلت حيا= ملء روحي وفكرتي وكياني
تملأ الأرض ناشرا أفقَ علمٍ = باقتدار وبلغة في البيان
بمشاريع ضخمة بها نرجو = مدَّ جسر يسير في إمعان
لعلا خير أمة باقتدار = وبهاء ينافس القمران
قرَّ عينا حبيب روحي وهذه = حكمةٌ صاغها فؤادي الحان
إن أرضا أتت بمثلك حينا = لهي حبلى على الدوام بثان
قرَّ عينا فإن خلفك أسداً = من رفاق العلا ودرب التفان
زملاءً يعيشُ في أفئدتهم = همُكم، همُهم عظيم الشان
وشيوخا يُسَخُِّرونَ حياة = لنهوض ٍ بأمة القرآن
وتلاميذَكم على الدرب ساروا = في طموح معزز الأركان
يبذلون الجهود في خير سعي = به يزهو على المدى المغربان
شعلةَ العلم قد تركت منارا = ولها المشرقان يبتدران
فلتطب يافريدُ نفسا فإنا = قد عزمنا المُضي في الإتقان
وسنمضي بما بدأت بعزم = يُحْمَلُ الهمُّ دون أي توان
سائلين الإله رب البرايا = منه عونا محققا للأماني
وشآبيب رحمة منه تترى = في مقام جزاءه جنتان
في نعيم مقيم لا وصب فيه = مع أبرار سورة الإنسان
مع نبي الهدى وممن عليهم = أنْعَمَ اللهُ عالياتِ الجنان
وصلاة المهيمن الفرد تغشى = خاتم الرسل داعي الرحمان
وسلام الإله ينشر فيكم = لكمُ زفَّهُ أسيرٌ يماني
الثلاثاء 10/ 11/2009 - مكناس (تاريخ نظم الأبيات).
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Jan 2010, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عمر يا أديب المفسرين وجزاك الخير كله على الوفاء المستكن فيك والظاهر منك لأساتذتك ومعلميك وأحبائك، وسلم فمك الذي قال وقلمك الذي كتب، ومتعك يا شيخ محمد بالصحة والعافية.