[بهذه المناسبة الشريفة: نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله]
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[27 Feb 2010, 02:41 ص]ـ
نعاهدك في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله
كتب د. ناجح إبراهيم في جريدة " المصريون " ( http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=25159)
في يوم مولدك يا رسول الله نجدد لك الولاء .. ونجدد لك البيعة .. ونجدد لك المحبة.
ونقول لك في يوم مولدك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا على أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين.
ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات .. أو بالفروع دون الأصول .. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة .. والصغيرة إلي كبيرة.
ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية .. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه .. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون .. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها .. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير.
فلن نكون أبدا ً ممن يسألون عن دم البعوض .. ودم الحسين مراق .. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتى آخر نفس يخرج من صدورنا .. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص .. والنفس والنفيس.
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نعطي كل ذي حق حقه .. فلديننا حق علينا .. وكذلك جيراننا ومواطنينا مسلمين وغير مسلمين
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله .. دون إفراط أو تفريط .. أو غلو أو تقصير .. أو زياد أو نقصان
نعاهدك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم مولدك أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس .. وأن نعيش مع النفس بغير خلق .. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة.
نعاهدك أن نعترف بأخطائنا .. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار .. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحا ً أو توجيها ً أو نقدا ً بناء ً .. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا .. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.
نعاهدك أن نعدل حتى مع خصومنا ومخالفينا .. وأن نعدل حتى مع من يظلمنا .. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين .. ومع الصالحين والفاسقين
فبالعدل قامت السماوات والأرض .. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل .. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتى لو لم تكن مسلمة .. ويزيل الجماعة الظالمة حتى وإن كانت مسلمة.
وبالعدل أتيت يا رسول الله .. وبه حكمت وأمرت .. وبه سدت على العالمين.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع .. وأن نعاون كل من يحافظ على بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها .. ويحافظ على هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نتمسك بالدعوة إلى الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق .. وأن يكون شعارنا مع العصاه والشاردين.
" اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
وأن نحافظ على طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات.
وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله .. لا ننتظر أجراً من أحد .. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد.
وأن يكون شعارنا في دعوتنا.
" قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى "
فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها.
نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نكون دعاه لا قضاه .. ودعاة لا ولاة .. ودعاة لا بغاة.
وأن نعمل بالمثل القائل
"اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية "
فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق .. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده .. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل على الأرض.
¥