تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أسباب محبة الله للعبد]

ـ[عائشة]ــــــــ[05 Apr 2010, 08:27 م]ـ

من أسباب محبة الله للعبد للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري

[من أسباب محبة الله للعبد]

للشيخ عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله تعالى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ? [آل عمران:102]، ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً? [النساء:1]، ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً? [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد: فيا أيها المسلمون والمسلمات إن محبة الله لعباده ومحبته لبعض الأعمال وأهل بعض الأعمال مما دل عليه كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم صفة لله، هذه المحبة صفة لله ثبتت فيما لا يحصى من آي التنزيل الكريم وكذلك فيما لا يحصى من صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل السنة السلفيون أهل الأثر يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه وكذلك ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل ولا تكييف، وإعتقاداً أن ذلك حق على حقيقته يُصان عن الخيالات الباطلة والظنون الكاذبة وذلكم يا أيها المسلمون والمسلمات:

أولاً: لأنّ الله أعلم بنفسه، ثم رسوله صلى الله عليه وسلم صادق مصدوق وهو أعلم الخلق بالله سبحانه وتعالى فما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات هو حق وصدق.

ثانياً: لإن ربنا جل في علاه ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [الشورى:11]،كما أن أهل السنة والجماعة السلفيين أهل الأثر ينفون ما نفاه الله عن نفسه من الصفات في كتابه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ويثبتون كمال الضد، ينفون ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ويثبتون لله كمال ضد ذلك، فينفون عن الله على سبيل المثال العجز ويثبتون له كمال القدرة، وينفون عنه الظلم لإنه نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ويثبتون لله كمال العدل، وينفون عن الله كما نفى عن نفسه عز وجل ونفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم الجهل ويثبتون لله سبحانه وتعالى كمال العدل، فإذا تقرر هذا أيها المسلمون والمسلمات فاعلموا أن محبة الله لعباده على فعلهم بعض الأعمال التي يؤدونها تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى مما ثبت في آي التنزيل الكريم ومما ثبت كذلكم في صحيح السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا أيها المسلمون أن محبة الله لعباده مطلب عظيم وأُمنيةً غالية ما من مسلم ولا مسلمة إلا وهو يرجو أن يحبه الله، وفي الحديث الصحيح «إن الله إن أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض» أرأيتم يا عباد الله كيف ينال ذلكم الذي أحبه الله سبحانه وتعالى عظيم المنزلة ورفيع الدرجة، يحبه ربه ويحبه جبريل ويحبه أهل السماء ويوضع له القبول في الأرض، [متفق عليه] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه زاد مسلم «وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فيبغضه أهل السماء ثم توضع له الكراهية في الأرض». الجزاء يا عباد الله من جنس العمل كما قال الحق جل ثناؤه: ?وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير