فِقْهُ الفِتْنَةِ .. !؟! .. و بُذورُ الفِتَنِ في العالم الإسلامي فالعالم من حولهم
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Apr 2010, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان ... إلى يوم الدين ..
و بعد:
فهذا الموضوع مما تعرّض له أكثرنا في حياته أو دراساته و معايشته لواقع أمّته المسكينة هذه , التي لا تزال تئنّ تحت ضربات أبنائها! فضلاً عن أعدائها ..
و قد كنت أتمنّى من قديم أن أسلك فيه مسالك النظر المنهجي الذي يجلّي البذور التي تستنبت تلك الفتن كلما رشّ أحدهم أو جماعة منهم أدنى ماء!؟! .. لئلّا نبقى ناظرين إلى ذلك الماء تلك النظرة البريئة .. و لا نبقى نجهل قدر تلك البذور في التشجّر .. فهي البذور حقّاً!
و لكن ذلك النظر المشخِّص يتطلّب الكثير من الجهد و الوقت و البحث و متابعة الواقع و تفاصيله .. مما لم تعد الهمّة تطيقه .. و صار صاحبها يرى في بيئة المنتديات الراقية مشروع كتاب المستقبل الجماعي! مما زاد من ركونه بعدما قنع بأن النفع في ذلك أعظم!
فما دامت الحال هذه .. و ما دامت البيئة لا تتطلب تلك " الرستقة " التي يتطلبها الكتاب الرصين .. فليطرح أحدنا فكرته و حسب و ليأتي بالمثال تلو الآخر .. مع محاولة " المنهجة " ما أمكن .. ثم الأساتذة يرشدون و يقوّمون .. !
و ما حرّض الفكرة الآن ما قرأته مؤخّراً من كلام نقله الإمام الشوكاني رحمه الله .. و صادف عندي أكبر بذرة اختزنتها ذاكرتي .. ثم هي مما تتعلق بالمشايخ الكرام و الأساتذة الأفاضل .. من جهة ارتباطهم بتلك البذرة التي تنشأ من بين أيديهم .. و هم أقدر على وأدها في واد غير ذي زرع!؟!
فلنسلك مسالك السهولة بذكر البذور قبل الفقه:
البذرة الأولى:
(قال الإمام الشوكاني رحمه الله في "البدر الطالع" 1/ 473 في ترجمة علي بن قاسم حنش: (ومن محاسن كلامه الذي سمعته منه: الناس على طبقات ثلاث:
فالطبقة العالية: العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل، وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.
والطبقة السافلة: عامة على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به، إن كان محقا كانوا مثله وإن كان مبطلا كانوا كذلك.
والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ولا تركوا حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول مالا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فوقوا إليه سهام التقريع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق).
ثم قال الشوكاني معقبا على كلامه: هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه وقد صدق فإن من تأمل ذلك وجده كذلك!!)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53739 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=53739)