تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل حقاً أن اللغة العربية لغة أهل الجنة؟

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 May 2010, 06:18 ص]ـ

هل العربية لغة أهل الجنة؟

يتسائل كثير من الناس هل لغة أهل الجنة هي العربية؟.

وللإجابة على هذا السؤال لا بد لنا أن نعرف أنه لم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة بيان لذلك، والوارد في ذلك حديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه اعتبره أهل العلم موضوع لا يحتج به.

فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان

وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبوا العرب لثلاث لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي).

وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وقال الذهبي: أظن

الحديث موضوعا، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160): موضوع.

أما الجوزي فقد ذكر هذا الحديث في الموضوعات، وقال: قال الثعلبي: لا أصل له، وقال ابن حبان: يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات، فبطل الاحتجاج به، والله أعلم " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 158).

وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا عربي، والقرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي

).

قال الألباني في السلسلة الضعيفة رقم 161: موضوع.

والحاصل أنه لم يرد دليل صحيح يبين اللغة التي يتكلم بها أهل

الجنة، ولهذا يتعين السكوت عن هذه المسألة وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى؛ والانشغال بما يترتب عليه عمل ينفع في تلك الدار.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بماذا يخاطب الناس يوم

البعث؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية وأن لسان أهل الجنة العربية؟

فأجاب: " الحمد لله رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس

يومئذ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول ... ولكن حدث في ذلك

خلاف بين المتأخرين، فقال ناس: يتخاطبون بالعربية، وقال آخرون: إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية، وهى لغتهم في النار. وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات. وقال آخرون: إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية. وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقلٍ ولا نقل بل هي دعاوى عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم " انتهى من "مجموع الفتاوى"

(4/ 299).

والله أعلم.

ووجه سؤال للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.هل السؤال والجواب في القبر يكون باللغة العربية؟

فأجاب: أن عامة أهل العلم على أن السؤال والجواب يكون باللغة العربية إذا كان المقبور من أهل العربية وشذ بعضهم فقال إنه ورد أن لغة أهل الجنة هي السريانية وبالتالي يكون السؤال بهذه اللغة، وهذا غير صحيح فإن المقصود من السؤال سؤال القبر جواب المقبور وهذا المجيب يجيب بلغته فكل يرد بلغته.

قال تعالى {فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون}

فأخبر تعالى أنه لم ينزل القرآن بلغة العرب إلا ليفهم ذلك قومه عليه السلام لا لغير ذلك وقد غلط في ذلك جالينوس فقال إن لغة اليونانيين أفضل اللغات لأن سائر اللغات إنما هي تشبه إما نباح الكلاب أو نقيق الضفادع

قال علي: وهذا جهل شديد لأن كل سامع لغة ليست لغته ولا يفهمها فهي عنده في النصاب الذي ذكره جالينوس ولا فرق

وقد قال قوم العربية أفضل اللغات لأنه بها كلام الله تعالى

قال علي وهذا لا معنى له لأن الله عز و جل قد أخبرنا أنه لم يرسل رسولا إلا بلسان قومه

وقال تعالى {إني إذا لفي ضلال مبين} وقال تعالى {وإنه لفي زبر الأولين} فبكل لغة قد نزل كلام الله تعالى ووحيه

وقد أنزل التوراة والإنجيل والزبور وكلم موسى عليه السلام بالعبرانية وأنزل الصحف على إبراهيم عليه السلام بالسريانية فتساوت اللغات في هذا تساويا واحدا

أما أبن حزم الاندلسي فيقول: وأما لغة أهل الجنة وأهل النار فلا علم عندنا إلا ما جاء في النص والاجماع ولا نص ولا إجماع في ذلك إلا أنه لا بد لهم من لغة يتكلمون بها ولا يخلو ذلك من أحد ثلاثة أوجه ولا رابع لها إما أن تكون لهم لغة واحدة من اللغات القائمة بيننا الآن وإما أن تكون لهم لغة غير جميع هذا اللغات وإما أن تكون لهم لغات شتى لكن هذه المحاورة التي وصفها الله تعالى توجب القطع بأنهم يتفاهمون بلغة إما بالعربية المختلفة في القرآن عنهم أو بغيرها مما الله تعالى أعلم به. هذا وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين

ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[23 May 2010, 12:09 م]ـ

بارك الله في علمك ونفع بك الأسلام والمسلمين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير