تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جمالية التفكر الإيماني]

ـ[خلوصي]ــــــــ[14 Apr 2010, 08:11 ص]ـ

[جمالية التفكر الإيماني]

http://www.hiramagazine.com/images/noktacizgi.jpg

أ. د. فريد الأنصاري http://www.hiramagazine.com/images/yildiz.gif (http://muntada.islamtoday.net/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fwww.hiramagazine.com%2Farch ives_show.php%3FID%3D122%26ISSUE%3D1%23alt)/ دراسات إسلامية

مجلة حراء

http://www.hiramagazine.com/images/yazarhakkinda.gif (http://muntada.islamtoday.net/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fwww.hiramagazine.com%2Fauth or_show.php%3FY_ID%3D8)http://www.hiramagazine.com/images/mail_write.png (http://javascript%3cb%3e%3c/b%3E:popUpArkadas('sendtofrend.php?id=archives_sho w.php?ID=122&ISSUE=1');)http://www.hiramagazine.com/images/print.png (http://muntada.islamtoday.net/redirect-to/?redirect=http%3A%2F%2Fwww.hiramagazine.com%2Fprin t.php%3FID%3D122)

http://www.hiramagazine.com/images/konular/6/12.jpg

من أسرار هذا الدين ولطائفه أن

باب عقيدته هو التفكر.

قال عز وجل في مخاطبة المنكرين عبر رسوله الكريم:

?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا?

آية في غاية الجمال والسمو.

وإني أشهد أني مذ ذقتها وجدت أن بها بحرا من الأسرار التربوية لا يعلم مداه إلا الله. وإن لها لذوقا وجدانيا خاصا.

التفكر

أرأيت كيف أن الله تعالى يخاطب هؤلاء، بالقيام له، والتفرغ لشأنه، قبل الإيمان به؟ وذلك حتى يمكنهم من الوصول إلى حقيقة الإسلام، هذا الدين الذي هم له منكرون. وقد شرط الله عليهم شرطا في كيفية القيام له: وهو الخلوة به وحده سبحانه. والعدد الوارد في الآية: ?مَثْنَى وَفُرَادَى? على حقيقته، إذ ليس هناك في السياق ما يصرفه عن هذه الحقيقة.

لكن لماذا التنصيص على الفردانية، أو الثنائية، بالضبط؟

لماذا كان ذلك شرطا لتوقيع "التفكر"؟ إنه أمر عجيب.

العقل آلة تلتقط الحقائق، وتعقلها، ولكنها لا تتخذ القرار.

وإنما الذي يتخذ القرار هو القلب بمعناه القرآني الخاص: ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفالُهَا? (محمد:24)، ومنه قوله تعالى:

?لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا?

فإذا كان القلب محجوبا بحجب المادة والكثرة عجز عن الوصول إلى ما يعرضه عليه العقل من صور معقولات. فلا يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ومن هنا كان جوهر التفكر في القرآن قلبيا. ولذلك فقد وجدناه ينتج عنه شعور قلبي هو الخوف نظرا لرهبة القلب مما يحلله له العقل ويعرضه عليه من صور. وذلك نحو ما في الآية السابقة من سورة سبأ، إذ قال سبحانه في تتمتها: ?مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ? (سبأ:46)، وأظهر منه آية التفكر في سورة آل عمران:

?وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ?

. إنه شعور الوجدان بهول الحقيقة وعظمتها، ولذلك قلت "إن التفكر فعل وجداني في العمق".

وهو لذلك لا يقع من الناس إلا آحادا، وإن حكي عنهم بضمير الجماعة، كما في الآية الأخيرة، فإنما المقصود أنه يحصل ذلك منهم فرادى لا مجتمعين، كما يدل عليه أول الآية: ?الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ? (آل عمران:191). فهذه صور تحيل على الناس وهم في شؤونهم الخاصة، بين منازلهم وأفرشتهم ونومهم وقيامهم. وأغلب ذلك كله أحوال فردية. والآية الأولى ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا? (سبأ:46) نص في فردانية فعل التفكر. أما الثنائية "مثنى" فهي ملحقة من حيث الفائدة بالفردانية. والمثنى في العربية ملحق بالمفرد. وإنما يبدأ الجمع في اللغة بالثلاثة. ثم إن التفكر بين اثنين "نجوى"، وهي أشبه ما تكون بتحديث الفرد نفسه. أما فائدة ذلك فهي أن التفرغ لله عز وجل في خلوة، لا يكدر صفوها عليك أحد من الخلق، يتيح للقلب أن يتفاعل في صفاء مع معطيات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير