تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اتصل وقال لي ,,,,ولكن الله سلم]

ـ[نايف المطيري]ــــــــ[29 Apr 2010, 11:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أذكر أنه اتصل بي أحد أصدقائي وقال بصوت خافت حزين كأنما يجرجره (نايف أنت فاضي) (آمر حبيبي) (أبغاك ضروري) (أبشر تعال عندي) ,جاء الرجل بوجه شاحب قد اسود من طول لبثه على شئٍ في نفسه ,, ودقّ عوده من همٍ اكتنفه فلا عاد يبصر دنياه الا سواداً في سوادِ ,,, جلس الرجل وأخذ يتحدث ويتنهد ومن ثم ,,,,ومن ثم انفجر باكياً ....... (وش فيك عسى ما شر) (أنا تعبت أنا كرهت نفسي أنا طفشت أنا ماأقدر أعيش) وأخذ يبكي بكاءً مراً مريراً معبراً من نفسه لوعةً وحرقةً كادت تحرق نفسه وتحرقني معه (انا لله وانا إليه راجعون) ,,,,,هون على نفسك ياحبيبي الأمر أيسر من ذلك بكثير فإن الله عز وجل أرحم بعباده من أنفسهم يقول تعالى (الله لطيف بعباده,,) ويقول جل ثناؤه (ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون) (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)

ياأيها الذي الهم به برح,,,إذا ضاق بك الصدرتذكر ألم نشرح

فالله ذكر في سورة الشرح (إن مع العسر يسرا)

اشتدي أزمه تنفرجي ,,,, قد آذن صبحك بالبلج

إن الدنيا بكاملها وأسرها وهذا الكائن البشري وهذا الكون الفسيح لم يفطر ولم يوجد إلا ليحقق العبد التوحيد لفاطره ,وما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل وأعدل العدل أن تحقق التوحيد وأن تؤمن بالله العزيز الحميد فإذا إمتلأ قلبك بالايمان الجازم واليقين الصادق فقد كفيت ووقيت ,إن الحياة بأسرها والليل والنهار يتعاقبان ,ماهي إلامشروعٌ من مشاريع الآخرة فمستقل ومستكثر, إن قلبك الذي يشهد أن لااله الاالله وسبابتك التي تعلن التوحيد لهي فضيلة رفعك الله بها عن كثير من الناس في مشارق الارض ومغاربها ألم تسمع لقول موسى (يارب علمني دعاءً أدعوك به قال ياموسى قل لاإله إلا الله قال يارب كل عبادك يقولها قال ياموسى لو وضعت السماوات والأرض في كفه ولاإله إلا الله في كفه لرجحت بهن لاإله إلا الله) أي فضلٍ أعظم من أن تكون مسلماً موحداً

,,هذه الحياةالدنيا ماهي إلا كما قال تعالى (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) رحم الله سيد إذ يقول (إن الإنسان يجزع ويستطار وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن هذا الوجود. ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير. فأما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به , وتمر بغيره , والأرض كلها. . ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود. . وأن هذه الذرات كائنة في موضعها في التصميم الكامل الدقيق. لازم بعضها لبعض. وأن ذلك كله مقدر مرسوم معلوم في علم الله المكنون. . حين يستقر هذا في تصوره وشعوره , فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر كلها) هذه هي حقيقة الدنيا (لو تساوي عندالله جناح بعوضة) إن أيامك وأوقاتك لهي أكبر من أن تستخفها الأحداث ,أيامك هي بضاعتك وتجارتك التي ستقابل بها الله ,إن الله علمنا أنه حكيم ٌ خبيرٌ رحيم ٌ بعباده, وإن من مقتضى الحكمة والرحمة أن الله لايقدر لعبده أمراً إلا وقد إكتنفته الحكمة والرحمة إما في الدنيا أو الآخرة (عجباً لأمر المؤمن إن أمره له كله خير إذا أصابته ضراء صبر فكان خيراً له,,,الحديث) ألا تعلم ياحبيبي أن الرسول الكريم صلى عليه وسلم يمرّ الهلال والهلالان ولم يوقد في بيته نار إنما هما الأسودان التمر والماء,,,, إن الحياة مليئة بالجمال والجلال إذا كانت لغايه وأكبر غاية هي تحقيق العبودية للملك الديان وأسأل الله الرزق الجميل (ومن جميل الرزق أن يرزق العبد الطمأنينة والهدوء والاستقرار النفسي والأسري وسكينة الروح والعقل) (العودة)

عسى الكرب الذي أمسيت فيه ,,,يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عانٍ,,, ويأتي أهله النائي البعيد

وكل الحادثات وإن تناهت,,,فموصول بها فرجٌ قريب

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير