" خَفْقُ اللواءِ "للشيخ: عبد العزيز الداخل. حفظه الله
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[01 Mar 2010, 08:49 م]ـ
خَفْقُ اللواءِ
أهمَّ فؤادي أن رأى الخطبَ فاتغا = فصَمَّمَ تصميم الشجاع وبالَغا
وأمعن إمعان الخبير فأنتجت = بنات الحجا أضعافهنَّ نوابغا
وقد كان قبل اليوم سهواً حياتُه = جهولاً بأعداء الشريعة فارغا
إلى أن بدت منهم نوابغ فتنة = وحسبك أن تخشى على الدين نابغا
رضيعَ لِبَان الكفر لاهِجَ ثديه = يُرى كل يوم في المحارم والغا
وأحرى بمن كانت له الغرب مرضعا = بأن يستهلَّ السير في الأرض زائغا
له نَهَمٌ في الغَيِّ يَشْغَفُ قلبه = كأن له في كل عوراء نازغا
فعاثوا فساداً في البلاد بما جنوا = لهم في فنون الزيغ سبعون صائغا
يريدون سلب الناس سربال دينهم = وقد كان درع الدين في الناس سابغا
ولسنا على الأيام نعدم منهم = جريئاً مطاعاً أو خبيثاً مراوغا
ولم نلقَ إلا معرضاً عن شكاتنا = فكنّا كمن لاقى على الجرح لادغا
إذا قيل قول النصح لوَّوا رؤوسهم = وإن قيلت العوراء أصغوا صوادغا
فلو كان عن جهل لقلنا لعلهم = إذا علموا صَبُّوا على السوء دامغا
ولو كان عن عجزٍ صبرنا لعجزهم = فما لوم مسلوب الإرادة سائغا
نرى كل يوم من يدهدي عظيمةً = تدوِّي ولا يلقى من القوم فالغا
نرى كل يوم من يَحُزُّ لِمُطعم = وآخرَ من سُحْتِ المطاعمِ ماضغا
فلو أن نفساً فاضت اليوم حسرة = لقد كان وقع الأمر في النفس بالغا
ولكنني صبَّرتها بتعلُّلي = لعلَّ قريباً أن يرى الصبح بازغا
عسى الله أن يأتي بفتح فتنجلي = غشاوة غش شرها قد تفاشغا
وآثرت أن أبدي النصيحة موجزاً = وقد يبلغ القول الوجيز مبالغا
إذا فرَّط الأخيار في عرش عزِّهم = أحَلَّهم الأشرار ُمنه الروادغا
ولن تبلغ التمكين في الأرض أمة = تبوأ أهل السوء منها مرابغا
• تفاشغ: أي اتسع وانتشر وقارب التمكن، وفي الصحيحين قيل لابن عباس: إن هذا الأمر قد تفشغ بالناس ... الحديث، وقال الأشتر لعلي: إن الناس قد تفشغ فيهم ما يسمعون.
• المرابغ: قال أبو منصور الأزهري: قال أبو سعيد في قوله: إن الشيطان قد أربغ في قلوبكم وعشش: أي أقام على فساد اتسع له المقام معه، قال: والرابغ الذي يقيم على أمر مُمَكَّن له، وقال ابن الأثير: الإرباغ إرسال الإبل على الماء ترده أي وقت شاءت.