[أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى؟ أم نحن نؤمن بالله تعالى لأننا مسلمون!؟!]
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 Apr 2010, 09:17 ص]ـ
ثورة الإيمان [1] ( http://www.nurmajalla.com/article.php?c=1&cid=1&id=225#_edn1)
الأستاذ الدكتور كولن تورنر [2] ( http://www.nurmajalla.com/article.php?c=1&cid=1&id=225#_edn2)
كثيرا ما أسأل –لأنني ولدت وترعرعت في بريطانيا– هذا السؤال:
– ماذا تستطيعون – كمسلمين– أن تقدموا للغرب؟
ولكن قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أسأل سؤالا:
أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى؟
أم نحن نؤمن بالله تعالى لأننا مسلمون؟
لقد خطر ببالي هذا السؤال قبل مدة طويلة خلال اشتراكي في مظاهرة طافت شوارع “لندن” للتنديد بالاحتلال الروسي لأفغانستان ... كنت قد اعتنقت الإسلام رسميا قبل هذا بسنوات عديدة، ولم تكن هذه هي المظاهرة الأولى التي اشترك فيها.
كانت المظاهرة تحوي شعارات وإعلانات وهتافات أمثال: “اخرجي يا روسيا ” ... “الموت لبرجنيف“ [3] ( http://www.nurmajalla.com/article.php?c=1&cid=1&id=225#_edn3)... ” يحيا مسلمو أفغانستان، وكنا نهتف بهتافات إسلامية:
“ الله أكبر” ... ” لا إله إلا الله ”
وعندما اقتربت المظاهرة من نهايتها تقدم نحوي شاب قدم نفسه إليّ بصفته مهتما بالإسلام ... قال لي:
– عفوا ... ولكن ما معنى “لا إله إلاّ الله؟ ”
ودون أي تردد أجبته:
– معناها أنه لا يوجد إله إلاّ الله.
قال لي:
– أنا لا أسألك أن تترجم الجملة لي ... ولكني أود أن أسألك: ماذا تعني هذه الجملة حقا؟
وعندما تبيَّن عجزي كان هناك صمت طويل ومحرج.
لا شك أنكم ستقولون في أنفسكم:
– ما هذا المسلم الذي لا يعرف معنى لا إل?ه إلا الله؟
وأجيب عن هذا:
–إنه مسلم نموذجي
في تلك الليلة فكرت مليا حول جهلي ... ولم يكن يعزيني أن الأغلبية تشاركني في مثل هذا الجهل، بل زاد ذلك من ضيقي.
إذن فكيف أصبحت مسلما؟
لا شك أنكم سمعتم إحدى نوادر “ نصر الدين خوجا ” (جحا) وهي أن صديقا له مر عليه يوما فوجده جالسا وأمامه سلة كبيرة مملوءة بالفلفل الأحمر وقد احمرت عيناه وانتفختا والدماء تسيل من فمه والدموع من عينيه ... ولكنه وجده –على الرغم من هذا كله– مستمرا في تناول وأكل الفلفل الأحمر، فقال له:
– لماذا تعذب نفسك هكذا يا صديقي؟
أجابه “نصرالدين خوجا” وهو يأكل فلفلة أخرى:
–لأنني آمل أن أعثر في السلة على فلفلة حلوة.
لقد كنت في الموقف نفسه ... لم تكن هناك أية أيدلوجية، أو أي طراز من طرز المعيشة التي جربتها يمكن أن يكون مشبعا أو متجاوبا مع الحاجة الداخلية للإنسان ... الحاجة في العثور على شيء أفضل ... على شيء يستحق أن نعيش لأجله ... ولكننا لم نستطع العثور على هذا الشيء .. هذا الشيء الذي يتملص من بين أيدينا ويحيرنا، والذي كنا نتوقع أنه في متناول يدنا وقريب منا.
ولكي أتخلص من أوهام كل مظهر من مظاهر حياتي، تركت لندن وتوجهت إلى الشرق الأوسط ... لم يكن هذا اختيارا شعوريا ... ولكني استطعت هناك أن أعثر على الفلفل الأحمر الحلو.
رأيت أن الإسلام يقدم معنى بشكل لا يشبهه أي شيء آخر، فهو يحتوي على قوانين لإدارة الدولة، وله نظام اقتصادي، وقواعد تشمل كل منحى من مناحي الحياة اليومية، وهو يخاطب جميع العناصر والشعوب على قدم المساواة، وهو سهل الفهم وواضح ... وعلاوة على ذلك فله إله ... إله واحد لا شريك له .. هذا الإله الذي كنت أومن به من قبل بشكل غامض ومبهم .. وهذا ما كنت أريده، لذا فقد قلت: “لا إله إلاّ الله” وأصبحت عضوا في هذا المجتمع، ولأول مرة في حياتي ذقت طعم الانتماء.
وعادة ما يكون المهتدون متحمسين جدا لمعرفة كل ما يمكنهم معرفته حول دينهم الجديد في أقصر مدة ممكنة. لذا فبعد بضع سنوات من اهتدائي توسعت مكتبتي بسرعة، فقد كان هناك الكثير مما لا أعلمه، وكانت هناك كتب عديدة مستعدة لتعليمي ... كتب عن التاريخ الإسلامي، وعن النظام الاقتصادي للإسلام، ومفهوم الدولة في الإسلام، وكتب وكراسات عديدة عن القوانين الإسلامية (الشريعة الإسلامية)، والأهم من هذا كله كانت هناك الكتب التي تبحث موضوع الإسلام والثورة ... أي كيف يهبّ المسلمون ويشكلون الحكومات والجمهوريات الإسلامية. وعندما رجعت إلى بريطانيا في أوائل عام 1979 لمتابعة دروسي في الجامعة كنت متهيئاً لتقديم
¥