تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشيخ فريد الأنصاري: سيرة عالم من التلقي إلى المراجعة و ~ الحنين إلى اليقين ~!؟!]

ـ[خلوصي]ــــــــ[23 Apr 2010, 11:38 ص]ـ

(1)

الأنصاري: سيرة عالم من التلقي إلى المراجعة

مصطفى بوكرن

لم يترك الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله سيرة ذاتية تروي قصة حياته الكاملة، كما ترك من قبله من العلماء و المفكرين سيرهم الذاتية العلمية، و إنما اكتفى برواية قصصه الذاتية في بعض من مقدمات كتبه، و هناك قول يعتبر أن رواية " كشف المحجوب" هي سيرة ذاتية له، ويبقى أن الأنصاري رحمه الله غادر الحياة دون أن يدون مذكراته التي لو وجدت، لقدمت للمهتمين صورة واضحة عن أشياء كثيرة تحتاج إلى البيان و الشرح من الكاتب نفسه ليرفع الخلاف عن أفهام الناس،

و نظرا لثراء حياة الأنصاري بالأحداث و العطاءات ..

فقد اكتفيت في محاولة أن أرسم صورة، لسيرة عالم و مراحل تشكل معرفته الإسلامية و أثرها في نظرته إلى الإصلاح و التغيير على كل مستوياته السياسية و التربوية و العلمية، و قد قسمت مراحل سيرته العلمية إلى ثلاث مراحل وهي كالآتي:

مرحلة التلقي: صحبة الشيخ العالم المربي

التحق الأنصاري بالجامعة سنة 1980 و انخرط في مجال التدريس بالجامعة في أواخر الثمانينات، فقضى بالجامعة إلى حين وفاته 29 سنة، وهذه المدة التي قضاها بالجامعة طالبا و مدرسا، كانت فترة علم و اجتهاد وبحث علمي متين ليتحقق بصفة " العالم الوارث"، ولذلك لا غرابة أن يتخصص في

"أصول الفقه" أو بمعنى آخر في فلسفة قانون الاستنباط الإسلامي،

بل تخصص في دراسة مصطلحات و مفاهيم أصول الفقه،

ففي سنة 1985/ 1986 مرحلة تكوين المكونين، أنجز بحثا في السنة الأولى في موضوع:"الأصول و الأصوليون المغاربة: بحث ببلوغرافي" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي

وفي السنة الثانية موسم 1986/ 1987 أنجز بحثا في موضوع:" مصطلحات أصولية في كتاب الموافقات: مادة قصد نموذجا" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي،

وفي سنة 1989/ 1990 سجل بحثا لنيل دبلوم الدراسات العليا/ الماجستير في موضوع:" مصطلحات أصولية في كتاب الموافقات" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي،

وفي سنة 1991 سجل بحث الدكتوراه في موضوع:" المصطلح الأصولي عند الشاطبي" تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي و ناقش الأطروحة سنة 1998 ..

هذه مسيرة الأنصاري العلمية باعتباره باحثا أكاديميا، أكثر من عقد من الزمن وهو مصاحب لأصول الفقه و الشاطبي و مصطلحاته، و الملفت للنظر أن يكون الإشراف في جميع البحوث:

للشيخ العلامة الشاهد البوشيخي،

ولذلك عند قول الأنصاري في كتاباته " الأستاذ" دون أن يسمي من هو هذا الأستاذ، فالمقصود به الشاهد البوشيخي، فهو مربيه و أستاذه، أثمرت هذه الصحبة معاني وجدانية عميقة و منهجيات علمية دقيقة، ولذلك ليس غريبا أن يقول البوشيخي مقدما لأطروحة الأنصاري:

" إن فريدا الفريد لم يكد يخلق إلا للعلم و البحث العلمي"

ويقول الأنصاري في حق أستاذه:

"و لعمري لقد هذب وربى، و علم فأربى. نهلت من علمه، وتشبهت بخلقه، ونشأت على فكرته، و تخرجت من معهده"

المقصود بالمعهد معهد الدراسات المصطلحية بكلية الآداب ظهر المهراز فاس الذي أسسه البوشيخي مع ثلة من تلامذته سنة 1993 ..

و من خلال تجربة الأنصاري العلمية و الأكاديمية يتضح أن التضلع في المعرفة الإسلامية لا يمكن أن تكون إلا " بالمصاحبة" للشيخ العالم و المربي، إذ المعرفة الإسلامية من أقوى مصادر تلقيها " أفواه الرجال" وهذا التلقي هو من يصنع الطالب الذي يبتغي العالمية، فالعالمية لا يتحقق بها من ركن إلى مطالعة الكتب،

لأن سلامة المنطق ودقة المعلومة لا تتحقق إلا مشافهة،

وهذه الصحبة ليس علمية محضة بل هي مصاحبة تربوية عميقة،

فالأنصاري يحكي عن التحول الوجداني الكبير الذي مر به،

و كان سببه هو مدارسة له مع أستاذه البوشيخي،

فيحكي الأنصاري قصة فهمه للعقيدة حيث يؤكد أنه

مر بثلاثة مراحل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير