تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا تنسوا صيام يوم عاشوراء]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[23 Dec 2009, 10:34 ص]ـ

لا تنسوا صيام عاشوراء

اليوم العاشر من شهر الله المحرم من أيام الله تعالى العظيمة التي يحسن أن نتذكرها ونذكِّر بها لقول الله تعالى: {وذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ} [إبراهيم:5]، ويقال له يوم عاشوراء، ويقال لليوم الذي قبله تاسوعاء، وقد وردت أحاديث كثيرة تتعلق به وتذكر فضله نوردها ضمن النقاط التالية:

أولاً: فضل يوم عاشوراء:

فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟

فقال:" مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ".

وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي اللَّه عنه، أن النبي قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".

وقد جاء في التعليق على الحديث في مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل:

(وَقَدْ قُلْت لِشَيْخِنَا شِهَابِ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ إذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْمَاضِيَةَ وَالْآتِيَةَ فَأَيُّ شَيْءٍ يُكَفِّرُ يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ وَكَذَلِكَ مَا ذَكَرْنَاهُ، فَقَالَ لِي: ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مُرِيدٌ لِلْمَغْفِرَةِ لِعِبَادِهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إذَا أَخْطَأَهُ سَبَبٌ لَا يُخْطِئُهُ غَيْرُهُ، وَمَا كَثُرَتْ أَسْبَابُهُ كَانَ إلَى الْوُقُوعِ أَقْرَبُ فَتَنَبَّهْ لِذَلِكَ. انْتَهَى).

ثانياً: بيان أسباب فضل يوم عاشوراء:

صرح عدد من الأحاديث النبوية بأسباب فضل عاشوراء حيث أمر النبي بصيامه ففي صحيح البخاري وغيره عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال:" قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"، وفي رواية:" فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ"، وفي رواية أخرى:" وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ"، وفي رواية للإمام أحمد:" وَهَذَا يَوْمُ اسْتَوَتْ فِيهِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجُودِيِّ فَصَامَهُ نُوحٌ وَمُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى".

ثالثاً: الأمر بوجوب صيام يوم عاشوراء قبل أن يفرض صيام رمضان فقد كان الأمر بصيامه على الوجوب والفرضية كما جاء في صحيح البخاري عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:" أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنَّ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ".

وفي رواية لمسلم عن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها قالت: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ" أهـ.

رابعاً: استحباب صيام يوم عاشوراء:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير