[بركان آيسلندا: غضب الهي أم عارض ممطر]
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[22 Apr 2010, 07:17 م]ـ
بركان آيسلند: غضب الهي أم عارض ممطر؟
تقع دولة أيسلندا في شمال المحيط ا?طلسي ( http://muhtawa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7_%D8%A7%EF%BB% B7%D8%B7%D9%84%D8%B3%D9%8A) بين جزيرة گرينلاند ( http://muhtawa.org/index.php/%DA%AF%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AF) والمملكة المتحدة ( http://muhtawa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9) وهي عضو في المجلس الشمالي ( http://muhtawa.org/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8% B3_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1) وفي حلف الناتو ( http://muhtawa.org/index.php/%D8%AD%D9%84%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AA% D9%88). وتعرف الجزيرة بكثرة براكينها ومياها المعدنية الساخنة وطقسها البارد على مدار السنة.
أمطرت آخر براكينها امس فخلّف رماداً في قارة أوروبا بأسرها وسبب إرباكاً ضخماً أغلقت على أثره المجالات الجوية وأعلنت حالة الطواريء بسبب تلك التنفيسة الصغيرة للقشرة الارضية والتي كانت وراء هذه الكارثة.
تحكمت تلك السحابة الرمادية المبنعثة من البركان والمتجهة جنوبا وشرقا -حسب مسؤولي هيئة السلامة الأوروبية - بخارطة الدول الكثيرة التي حظرت الطيران بأجوائها مثل بريطانيا العظمى وأكاسرة فرنسا ومملكة فنلندا وجبروت ألمانيا ورعاة الدانمارك وأباطرة إسبانيا ومملكتي النروج والسويد.
هذا البركان الذي تدفق بسحبه السوداء الهائلة من الرماد سببت في انعدام الرؤية واضراراً بمحركات الطائرات. بالأضافة الى أثرها البيئي على المنطقة بأسرها حيث سببت بانعكاسات خطيرة سوف تأثر على حالة المناخ في أوروبا بشقيها الشرقي الغربي. لقد أعاق هذا البركان حركة القادة السياسيين في العالم أجمع حيث كان سبباً في إلغاء ترتيبات جنائزية كانت معدة للرئيس البولندي الراحل وكان أيضاً سبباً في تأجيل رحلة الرئيس الامريكي اوباما الذي كان من المفترض أن يشارك في الجنازة في مدينة كراكوف البولندية. كما وألغيت كثير من الرحلات لكبار السياسيين والاقتصاديين في العالم بسبب هذه الكارثة التي جاءت على حين غفلة من أوروبا وأهلها. وأدى أيضاً الى إلغاء عدد هائل من الرحلات بين الدول الأوروبية وعبر الأطلسي حيث تقطعت السبل بآلاف المسافرين. ووصف خبراء ملاحة أن هذا الإرباك في الرحلات هو الأسوأ على الإطلاق. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية بدورها من الأضرار التي يمكن للغبار البركاني أن يتسبب بها على الأشخاص الذين يستنشقونه إذا ما استمر على هذا النحو المخيف.
يا الله ما أحلمك وما أعدلك وما أعظمك. تنفيسة بسيطة خرجت من بعض أعماق أرضك سببت كل تلك الكوارث والخسائر. زفرة واحدة من أحد مناخر الارض أوقفت طائرات إف 18 عن طلعاتها الجوية وعطلت قوى التجبر والقهر. فاستسلم سماء أوروبا كاملاً لقدر الله تعالى. ذلك السماء الذي لم يستسلم يوماً في الحروب الطاحنة التي دارت رحاها عبر تاريخ أوروبا المسجّل. وانتظرت أوروبا تراقب على حذر بما سيحل بها دون أن تقدر على فعل شيء.
رجفة واحدة من رجفات الارض شلّت أوروبا باتحادها وكادت ترجعها الى عصر البغال والحمير. .يا الله ما أحلمك حينما يكون الناس عنك في غفلة وإعراض وتغطرس وتجبر. فإذا نسيت أمة العرب ماذا فعلت رأس الافعى بريطانيا في العالم العربي الذي قسمته واستعمرته وأذلته ردحاً من الزمن فإن الله تعالى لم ينس , ومع ذلك فقد حلم عليهم وأمهلهم قليلاً عساهم يرتجعون عن غيهم وطغيانهم.
إن هذه الكارثة التي حلت بأوروبا تذكرنا وبكل جلاء بحادثة غابرة تحدث عنها القرآن الكريم في غير موضع. وهي حادثة قوم عاد التي كانت متغطرسة متكبرة معرضة عن ربها وخالقها فسلط الله تعالى ما هو أشد من قوتها ريح عاصف عقيم تدمر كل شيء بأمر ربها. فحينما رأوا تلك السحب القادمة عليهم ظنوا أن ذلك عارض ممطرهم ولكنه في الحقيقة عذاب اليم وريح مدمرة ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم. فأصبحوا لا يرى إلا مناسكهم وهذا جزاء الظالمين الجاحدين.فهل تفيق أوروبا من غيّها وسكرتها وإعراضها عن أمر ربها؟ أم أنها ستكون على موعد الهي في ضربة قادمة لن تكون بعدها بخير ولن تعود بعدها الى الحياة لأن الاندثار والبوار سيطوي سجلاتها كما طويت سجلات عاد وثمود وكل الامم الظالمة الهالكة أمثالها.
تيسير الغول [email protected]