تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أحق أن السلفية تطامن من العقل , وتزري بالقدرة , وتحجر على الموهبة؟]

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[09 Feb 2010, 12:09 م]ـ

بعدما حبَّر الكاتب الطلعَة المتفنن عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق -استعمله الله في طاعته- مقالةً بديعة بعنوان "حين لا تستقيم الحكومات. . تعوج الطوابير "= سلط بعضُ القرّاءِ الضوءَ على أحرفٍ يسيرة من كتابته، وتناولوها بالنقد وغفلوا - أو قل: تغافلوا - عن إضاءاتِه الماتعةِ في بقيّة المقالة ..

فماكان منه إلا أن أرخى قلمه - إذ ليس هو ممن يتكلف الكتابة (1) - فحبَّر وزبَّر .. فهاكم ماخطّته أنامله:


أحق أن السلفية تطامن من العقل , وتزري بالقدرة , وتحجر على الموهبة؟ وأن الإبداع لا يقاربه قلم الكاتب: إلا أن يتمرد على إسار النص , ويجري في أفانين الغواية , ويكسر حاجز المقدس؟ أحق أن السلفية تورث صاحبها ذهناً فاتراً , وأداة خابية , وروحاً بليدة؟ وأن العبقرية إنما تتنزى من نفس الإنسان , والوهج إنما يلفح في أحرف هجائه , والمعاني تأتلق بها روعة تراكيبه؛ حين يوصف بكل وصف إلا أن يكون سلفياً؟ أحق أن السلفية تأسر محط النظر فلا يبرح القرطاس الأصفر , وتطمس مجالي البهاء فلا ينفذ الجمال الى مسارب الفؤاد , فهي قدر المحرومين .. قدر المحرومين من لذاذات العقول , ومدارج الثقافة , ومطارح الجمال؟ وأن كل أحد إلا أن يكون سلفياً: له من أيامه: بهجة المعرفة , وثراء تراث الإنسان , ومفاتن الفكر , ومهاوي الفتون؟ لقد حاولت من خلال (مشروعي الثقافي الصغير) أن أفند هذا الشغب الصبياني البليد الذي يلصقه أراذل أهل المعرفة بهذه السلفية المباركة .. فجعلت قلمي وأيامي - على بساطة تجربتي - وقفاً على هذا المشروع , أردت أن أثبت أن السلفية تحسن أشياء كثيرة إن هي أرادت , وأنها ليست تطامن من العقل , ولا تورث صاحبها ذهناً فاتراً , وأنها ليست بقدر المحرومين من لذاذات العقول , ومطارح الجمال .. وأن الإبداع طوع قلم الكاتب - إن هو استعد - دون أن يستطيل على الرب والدين ويتهاون بالأصول والمعتقدات .. فذهبت أنشىء التأصيل المعرفي .. أرود الثقافة على اتساع مداها , وأحلل الفكر في أصوله , وأوظف الكلام من مظانه العالية , ببيان مشرق وضيء مااستطعت .. حاولت أن أنقض عليهم دعاواهم الواهية , وأدفع الفرية التي يصمنا بها سقط أهل الفكر: حين يرددون أن الخطاب السلفي بات خطاباً متربصاً , ناقداً لمنجز الآخرين دون أن ينجز .. لم أحب أن يذلني أحد - أنا السلفي - إذلالاً معرفياً .. فآمل ألا تختصر هذه الآمال الثقافية , وألا يختزل هذا المشروع المعرفي الذي وقفت حياتي لأجله؛ بثلاثة أسطر وردت في بداية مقال (لي فيها وجهة نظر خاصة لم أتراجع عنها حتى الساعة) فيغيب عن القارىء ما وراء ذلك من سمو المقاصد وكريم الغايات , وبسط هذا بحاجة إلى كلام أوفى .. عسى الله سبحانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى , وصلى الله وسلم على نبينا محمد

(1) يبينه قوله في مقالة له بعنوان"بئس هذا الناس": (فانشرح قلمي ... - وقد جاوزتُ طَوْر تكلّفِ الشجى لاستدرار الموهبة-)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير