[شرح أثر ابن سيرين رحمه الله (إن هذا العلم دين ... )]
ـ[عائشة]ــــــــ[30 Mar 2010, 07:35 م]ـ
قال الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد:
فهذه محاضرة بعنوان شرح قول الإمام ابن سيرين: إن هذا العلم دين، وهذه المحاضرة سأبنيها بإذن الله عز وجل على العناصر التالية
الأول: مقدمة في بيان أهمية الموضوع.
والثاني: ترجمة الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى.
والثالث: تخريج هذا القول ومن نقل عنه مثل قوله.
والرابع: التعريف بالعلم المراد في قول ابن سيرين.
والخامس: ما الدليل على كلام ابن سيرين.
والسادس: ما تضمنه قول ابن سيرين رحمه الله تعالى من الفوائد والمعاني.
والسابع: شبهات حول هذا الموضوع.
وخلاصة هذه الموضوعات تعود إلى بيان من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم.
فأولا أقول مستعينا بالله عز وجل أهمية هذا الموضوع تظهر في الأمور التالية:
الأمر الأول: أن الله عز وجل أمرنا بذلك حيث قال عز وجل فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ فأمرنا الله عز وجل بسؤال أهل الذكر وأهل الذكر كما بين ذلك السلف الصالح هم العلماء فتخصيص الله عز وجل العلماء بالسؤال دليل على أن غيرهم لا يسأل وكذا ما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ
فقال عليه الصلاة والسلام فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
ففي هذا التحذير من قوم يتصدرون للعلم والتدريس والفتيا ولابد من معرفة حالهم
يقول النووي: في هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر رضي الله عنه صبيغ حين كان يتبع المتشابه. انتهى
الأمر الثاني: تظهر أهمية هذا الموضوع لبقاء العلم غظا طريا فتأخذه كل جماعة عن من قبلها فلو لم يؤخذ العلم عن العلماء ضاع العلم كما أخرج البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى عن عبد الله ابن عبيد ابن عمير قال إن العلماء إذا أدركهم المتعلمون فني العلماء وبقي العلم غضا عند المعلمين فإذا لم يدركهم المتعلمون ذهب العلم ولا يقال إن بقاء الكتب بقاء للعلم كما سيأتينا إن شاء الله عز وجل في موضعه.
الأمر الثالث: أن العلم إذا لم يؤخذ من أهله نزع من الأرض، لأن العلماء ببقائهم بقاء العلم والله عز وجل ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بانتزاع العلماء كما في حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
¥