تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أغنى رجل في بابل.]

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[06 Mar 2010, 06:25 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أغنى رجل في بابل

أسرار نجاح الشعوب في مجال الثروة والمال، هو المحور الذي تدور عليه فصول هذا الكتاب، الذي ألفه صاحبه كقصة تعددت فصولها بشكل فيه إبداع، لتحفيز القراء في ما يخص موضوع الاقتصاد والتخطيط المالي والثروة الشخصية بشكل مبسط، وقد بيع من هذا الكتاب أكثر من مليوني نسخة.

وقد قرأت ثلثي الكتاب، وفعلا الكتاب مدهش ومفيد، وفيه من الحكم الشيء الكثير، ولكن بما أنا أهل الإسلام متعنا الله تعالى بالعلم المستمد منه سبحانه عن طريق الوحي، نملك بعض الحلقات المفقودة التي قد يتساءل عنها البعض عندما يقرأ الكتاب سواء كان مسلم أم كافر، وفيما يلي سأعرض بعض ما استفدته وبعض تصوراتي عن هذا الكتاب.

يقول الكاتب في محاولة لبيان أصناف الناس عندما يتعلق الأمر بالمال:

" إن القدر متقلب دائما .. ، فقد يأتي بالفقر والإفلاس لكل من أغدق عليهم بمال لم يبذلوا جهدا في كسبه، وكانوا أشخاصا مبذرين، .. وهناك آخرون .. يصبحون بخلاء ويدخرون أموالهم خوفا من تبديدها .. يتركون أنفسهم أسرى للخوف .. ويحكمون على أنفسهم بالعيش في بؤس وخوف "

ويوضح نفسية البعض بالتالي:

" عزمت في قرارة نفسي على أن أطالب بنصيبي في الخيرات المتوفرة في الحياة، لم أكن من أولئك الذين يقفون بعيدا وينظرون بحسد إلى الآخرين "

ويبدأ الكاتب بعد ذلك بإدراج الحكم:

" وبالنسبة للدراسة، ألم يخبرنا معلمنا الحكيم بأن التعليم نوعان:

النوع الأول: هو الأشياء التي نتعلمها ونعرفها.

والنوع الآخر: هو الممارسة التي تعلمنا كيف نكتشف ما لا نعرفه "

ويشير الكاتب إلى نقطة مهمة بقوله:

" ولكن الشباب في أغلب الأحيان يعتقدون أن الشيوخ يعرفون فقط حكمة الأيام الماضية، ولذا فهم لا يستفيدون شيئا ... إن أفكار الشباب هي أضواء ساطعة تلمع بعيدا، تماما مثل الشهب التي غالبا ما تصنع بريقا في السماء، ولكن حكمة الشيوخ كالنجوم الراسخة التي تلمع ولا يتبدد نورها حتى إن البحارة يعتمدون عليها في تحديد وجهتهم "

ووجه الكاتب المطالع لكتابه إلى إدخار المال بمقدار العشر حتى لا ينسى نفسه وما تحتاجه ولا يرهق نفسه، وبالمقابل يجمع الدراهم التي ستكون خادمة له عند الحاجة، فرأيه أن الذي يدفع كل المال لأجل حاجاته الضرورية وغير ضرورية أصبح خادما للناس، ونسي أن يدفع لنفسه.

وبعد الإدخار، لا ينتهي الأمر عند هذه النقطة بل لابد من حسن التصرف الذي لابد أن يتمتع به صاحب المال المدخر، فإذا حاول أن يشغل أمواله، فلابد من استشارة المختصين الأمناء لذلك وإلا خسر ماله.

ودائما ما يلقي الناس فشلهم على قضية الحظ الذي تمتع به الناجح، ولكن الكاتب يرى أن الحظ ينجذب نحو الذي يستحقه بعد أن يكون قد جد وعمل بإخلاص واجتهد وصمم تصميما لا يلين على أداء المهمة بالطرق الواقعية السليمة والشريفة ..

وثروة الإنسان الحقيقية عند الكاتب لا تكمن في المال الذي يحمله في كيس نقوده بل تكمن في الدخل الذي يصنعه، فلابد من استثمار الثروة في مصدر رزق آمن يدر أرباحا باستمرار.

وحاول الكاتب أن يرشد أنفاق الناس نحو الأمور الأنفع:

فإذا أراد أن يتمتع بأكل وطعام يعمل بطريقة معينة غالية الثمن فالأفضل أن يأتي بعامل في منزله بأجر معين ليعده له كل يوم.

ويقول الكاتب في خضم هذا الهدف:

" لن تستطيع أي عائلة أن تستمتع بحياتها تماما ما لم تملك قطعة أرض، حيث يستطيع الأولاد اللعب في أرض نظيفة، وتتمكن الزوجة من أن تزرع، ليس فقط الزهور، ولكن النباتات ذات الإثمار الجيد أيضا والتي يمكن أن تمد عائلتها بالقوت "

وأعجب من الكاتب – الغير مسلم - الذي يقول بعد كل ذلك:

" لابد أن يدفع الإنسان كل ما عليه من ديون مستحقة بأقصى سرعة ممكنة.

لا بد أن يهتم بعائلته حتى يظنون به ظنا حسنا ويذكروه بالخير دائما.

لابد أن يكتب وصية مسجلة.

لابد وأن يكون لديه الشفقة على أولئك الذين أنزل بهم الضرر والخسارة .. وأن يساعدهم في حدود معقولة.

ولا بد أن يقوم بأعمال عطوفة ودودة نحو أحبابه "

ولكن الكاتب مع أنه حث على المساعدة إلا أنه وجهها فقال:

" إذا أردت أن تساعد صديقا لك، فافعل ذلك بطريقة لا تجعلك تحمل أعباءه بدلا منه "

وضرب مثلا بقصة مفادها:

أن الثور قال للحمار أنت منعم بالسروج المطرزة وعملك هو نقل صاحب المزرعة، أما أنا فأتعب وأكد وأحرث، فقال له:

تمارض.

ففعل الثور:

فحرث الأرض الحمار.

فقال الحمار للثور:

إن صاحب المزرعة سيرسلك للجزار غدا.

فقام الثور ليثبت أنه بصحة جيدة، ويستلم عمله من جديد.

وفي الختام:

الكتاب يحوي فوائد عديدة، ولكن هذا ما تيسر إيراده.

والسلام عليكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير