تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصيدة الطفل العراقي]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[30 Dec 2009, 12:17 ص]ـ

الطفل العراقي

طفل عراقي ... وقف حيران تائها بعد أن صحا ... فنظر ما حوله فلم ير أمه

ولا أباه ... ولا إخوة له كان يسرح ويمرح معهم ...

ماذا جرى ... إن جدران بيته قد تهدمت ..

وإن في الجادة القريبة من منزله

حفر لم يكن يعرفها ولا يألفها ... يا الله ... يا الله .. الوضع مخيف

أشلاء ممزعة .. وأثاث قد تمزق .. وبيت موحش ... وظلام دامس ...

غبار تعالى .. وأصوات بين الفينة والأخرى كالرعد ..

وإضاءة في السماء كالبرق. نترك هذا الطفل في هذا المشهد المرعب

ويسرح بنا الخيال مع هذه الأبيات:

طفل عراقي شريد في الورى=وعدوه جبنا غدا متجبرا

ويقول هذا الطفل قف لي مبصرا=لأقول قولا صائبا ومحيرا

صحوت على صوت القنابل باكرا=فخلت بأن البيت فينا تفجرا

وكنا طوينا منذ أمس على الحشا=ولم ندر أن الأمر يمتد أشهرا (1)

وكنا طوينا منذ أمس على الحشا=ولم ندر أن الأمر يمتد أدهرا (2)

فلا الماء من عذب الفرات نناله=ولا القلب مرتاح ودمعي قد جرى

وأمي تمزق بالقنابل جسمها=ووالدنا "بأبي غريب" فيا ترى

أحي ذليل في غياهب سجنه=أم الموت بالتعذيب قد قصم العرى

فيا رب قد صارت حياتي هزيلة=وصرت هزيلا كالعجوز مكسرا

ويا رب قد جاء الصيام وقبله=فكنا صياما .. دون خلق من الورى

ولكن صوم البائسين لقلة=وصوم ذوي الطاعات للفرض مظهرا

فبارك إلهي بالحياة لأمتي=ولا تَذَرَنْ يا رب في الأرض كافرا

وسلط عليهم يا إلهي صواعقا=وخوفا وزلزالاً ورعباً وأعصرا

وصلب قناتي يا إلهي فإنني=غدوت غريبا هائما ومهجَّرا

سأثأر من خصمي وأبقر بطنه=وأجعل أظفاري لبطنه مِبْقَرا

وأشحذ أسناني فهل أنا مجرم=إذا كان ثأري للكرامة يا ترى

أصون حمى الأخلاق والدين جاهدا=وأرفع رايات الجهاد تصبرا

فلست من الإرهاب آخُذُ خطتي=وما كان شغلي بل ظلمت مبكرا

فأسأل رب العالمين بفضله=لأمتنا نصرا عزيزا مؤزرا

فيا شهر صومي كن لأمتنا سناً=ووصلا .. ضياءً .. بالفخار تنورا

ويا شهر صومي والحياة كئيبة=لأن عدوي في البلاد تبخترا

فأهلي وإخواني وعرضي يلفهم=ظلام وظلم كالدخان تفجرا

وفيه سواد الليل والكل سادر=فهل بسواد الليل خير لنا نرى

وعهدي بعسرين تولد يسرنا=فصارا سرورا بالهناءة مُبْشِرا

وإني أرى مجدا تسرَّى بنوره=يمزق أستار الظلام مبكرا

وإني ضعيف مستغيث بربنا=فيا خالق الأكوان كن لنا ناصرا

ويا أمة الإسلام أنت رصيدنا=فيا أمة الإسلام صحوا لنجبرا

ويا أمة الإسلام لله فلنعد= لنحصد نصرا في الحياة مؤزرا

والحمد لله أولا و آخرا والصلاة والسلام

على رسوله صلى الله عليه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاريخ هذه القصيدة

مع أول رمضان يمر على العراق بعد الاحتلال

سنة 1424هجرية

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير