تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[«خميني تركيا» .......... !؟! .......... هل يعود فتح الله غولن؟]

ـ[خلوصي]ــــــــ[29 Mar 2010, 10:49 ص]ـ

.

«خميني تركيا» هل يعود فتح الله غولن؟

أرنست خوري

رجب طيب أردوغانأن يأتي عجوز ذو شهرة ونفوذ عالميّين يُدعى فتح الله غولن إلى اسطنبول وأنقرة قريباً، بصفة «فاتح» إسلامي لفرض حكم الشريعة فيهما، فكرة أقرب إلى السورياليّة منها إلى الواقع. لكنها فكرة يطيب للبعض في تركيا والولايات المتّحدة خوض حروب دونكيشوتيّة ضدّها.

فمن هو غولن هذا، المغمور عربيّاً والذائع الصيت غربياً؟

بين من يصفه بـ «خميني تركيا العائد قريباً ليحوّل أنقرة إلى طهران جديدة»، ومن يرى أنه أقرب ما يكون إلى غاندي الإسلام الراكب صهوة حوار الحضارات والانفتاح على «الآخر»، يبقى محمّد فتح الله غولن على الأرجح،

«أكثر شخصيّة مثيرة للالتباس» في تركيا.

لكنه قبل كلّ شيء يبقى أشهر داعية إسلامي في الغرب، وقد يكون أثراهم وأكثرهم نفوذاً.

فتح الله غولنفتح الله غولن (67 عاماً) رجل يجمع في شخصه

معظم معالم الغرابة والألغاز.

نشاطه الطويل في دنيا الدعوة الإسلاميّة (اعتزل ممارستها عام 1981)

بدأ في رحلات إلى قرى سهول الأناضول النائية،

ووصلت به إلى أن يتحوّل نجماً عالميّاً،

يحمل أوسمة «مجلس لوردات بريطانيا»،

وتنهال عليه شهادات كبار رؤساء الجامعات الأميركية والبريطانية. جمعيّاته ومدارسه وجامعاته عددها يناهز الألف، تتوزّع على 90 بلداً في كل القارات.

مؤسّساته الإعلاميّة وشركاته في عالم الاستثمار ثرواتها طائلة، وجميعها تنضوي تحت لواء مؤسسة أم، هي «غولن إنستيتيوت»، ومقرّها حرم جامعة هيوستن الأميركيّة. انفتاحه من منطلق إسلامي، على أديان وحضارات وثقافات العالم، و «تقديسه» قيم الحداثة الغربيّة، من ديموقراطيّة وحرية وتعدّد حزبي وحوار حضارات، جعلت التيّار الإسلامي «التقليدي» يتّهمه بالانحراف عن دينه.

كما لم تشفع نزعته السلميّة في تجنيبه حرباً هوجاء قادها ضدّه، ولا يزال، جنرالات بلاده وعلمانيّوها، على اعتبار أنّه «يسعى صامتاً» للسيطرة (عبر تلاميذه الذين يفوق عددهم المليون في تركيا، أبرزهم رئيس الحكومة التركيّة رجب طيّب أردوغان، حتّى إن بولنت أجاويد وسليمان ديميريل العلمانيَّين درسا في إحدى مدارسه) على السلطة، وتحويل البلاد دولة إسلاميّة على شاكلة الأسلوب الذي اتّبعه روح الله الموسوي، أي خميني إيران عام 1979.

تهمة أودت به إلى المحكمة، قبل أن يُبرّأ مرّتين: عام 2006 وعام 2008.

منفاه الاختياري في ولاية بنسلفانيا الأميركية لجأ إليه منذ عام 1998، ليتجنّب الاعتقال على خلفيّة بثّ تسجيل صوتي له، فسّره أعداؤه الأتراك بأنه يدعو فيه إلى توحيد الجهود للسيطرة على الحكم في أنقرة. منفى قد يغادره قريباً ليعود إلى الوطن، فهو بات بريئاً من كلّ تهمة. لقد تخلّص من الملاحقة القانونيّة، لكنّ حظوظ العودة المظفّرة تبقى محدودة، لأن الرجل يعاني وضعاً صحيّاً دقيقاً.

إسلام «موديرن»

الرجل شاغل الدنيا، وخصوصاً نخب العالم «المسيحي».

الأستاذ الجامعي الأميركي جيل كارول وضع أخيراً كتاباً عنه بعنوان «حوار الحضارات: أفكار غولن الإسلاميّة وحديثه الإنساني».

جوهر الكتاب دراسة مقارنة بين غولن وكونفوشيوس وأفلاطون وإيمانويل كانط وجون ستيوارت ميل وجان بول سارتر في قضايا «القيم الإنسانية والأخلاق والحرية وأهمية التعليم والمسؤوليّة ... ». أمّا رئيسة جامعة «بنسلفانيا ماريوود» آن مونلي، فوصفت المدارس التي أنشأها غولن بأنها «جزيرة للسلام».

الأهم يبقى أنّ حكومة ولاية هيوستن خصّصت يوم 21 من شباط من كل عام للاحتفال به كـ «يوم مؤسسة غولن».

مجلّة «إيكونوميست» البريطانيّة رأت أنّ حركة غولن «تبدو الأكثر عقلانية من معظم نظيراتها، وتسعى من أجل الاعتراف بها لتكون الشبكة الإسلامية الرائدة على مستوى العالم».

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير