وهذه الأوصاف تستفاد من صريح ظاهر الأية: {وما تاتيهم من ءاية من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف ياتيهم ما كانوا به يستهزءون}
وإذا واصلنا التدبر والتأمل في المصحف الشريف نجد أن الله عز و جل توعد بالوزر العظيم على مجرد الإعراض عن ذكره الخالي من التكذيب والخالي من الاستهزاء فقال: {وقد ءاتيناك من لدنا ذكرا من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا}
بنعنى: لا يلتفت إليه، وينشأ الإعراض عن اعتقاد عدم جدوى النظر والتأمل في هذا الذكر0
ونحن في زماننا هذا ـ نحن المسلمين ـ وإن لم نكذب ولم نستهزئ بهذا الذكر ـ والحمد له? ـ فصفة الإعراض عن ذكره متحققة فينا، فلا نسلم من الإعراض عن ذكره فلا نقبل على هذا الذكر حفظا ودراسة وتأملا وتدبرا وبعد ذلك عملا وسلوكا، وإن سلمنا ـ والحمد لهب ـ من التكذيب، وسلمنا ـ والحمد له? ـ من الاستهزاء فإننا لم نسلم من الوصف الأول، وهو الإعراض عن هذا الذكر وهو متحقق فينا لا محالة.
فليحذر المؤمنون والمؤمنات من الإعراض عن الذكر الذي يوجب عبئا ثقيلا من الوزر، فيجب أن نلتفت إلى هذا الذكر ونجعله نصب أعيننا وكل أحوالنا وشؤوننا فهو ذكر مبارك وأدنى مراتب الذكر أن نحرك ألسنتنا بالذكر، فلا يعوقنا عن أعمالنا أبدا {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اله? واذكروا اله? كثيرا لعلكم تفلحون} وقال تعالى {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}
عواقب الإعراض عن ذكر الله:
يتبع بحول اله في الحلقة الثانية
جزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع و على هذه المحاولة في تعريف معنى الإعراض الذي جاء في القرآن و لدي مداخلة في الموضوع ألا يمكن لنا أن نعتبر أن التكذيب و الإستهزاء ... هو نفسه الإعراض .. فيكفي للذي يدعي الإسلام و لا يولي عناية واهتماما لكلام الله نقول عنه أنه معرض فتصريف النظر و لو قليلا عن ذكر الله فمآله جهنم خالدا فيها كما تشير الآية .. ( .... من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا}
و هنالك آيات واضحات تشير إلى أن عاقبة المعرضين عن ذكر الله خطيرة جدا في الدنيا و الآخرة ..
(و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)
(و من أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا المجرمين منتقمون)
فالمسألة خطيرة جدا فلا يمكن لنا أن نتخفي و ندعي أننا قوم نعد من صنف المعرضين فقط .. !! فلا بأس في ذلك .. !!!
و الله أعلم على ما أقول .. أرجو من الله أني قد وفقت في مداخلتي ...