تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الإسلامية الحصينة، وشرخ جدار الفضيلة، فنالوا ما كتب لهم، وبقيت طائفة من الأمة على الحق منصورة، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم.

وليس العجب في كيد الأعداء، وإنما في مواطأة الأولياء! فقد وجد ممن نبت في أرض الإسلام، وفتق لسانه القرآن، وشق سمعه الأذان، (سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة: 47]! وهؤلاء، تحديداً، طائفة من المفتونين بالغرب، وثقافته، والشرق، وخرافته، يرون في قومهم كل نقيصة، ويرمقون عدوهم بالإعجاب، و يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير. لا يعتزون بدينهم، ولا يرفعون رأساً بشارتهم التي ميزهم الله بها: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110]، وينفثون كبراً ما هم ببالغيه.

ومن الأمثلة العملية لهذا (الميل العظيم):

1 - الدعوة إلى الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل، وتأنيس ذلك، وكسر حاجز الحياء لدى النساء، بمختلف الممارسات.

2 - المبالغة في الحديث عن زواج الصغيرات، كما لو كانت ظاهرة عامة، والدعوة لاستصدار أحكام تتعلق بالقاصرات، والتحرش الجنسي، مُصاغة على النمط الغربي، للتحلحل من أحكام الشريعة، والتمهيد لخطوات لاحقة.

3 - الحملة الشعواء على أحد الدعاة الذي نال من رافضي مبتدع، ذباً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحميةً للدين، والوطن، وعدم الانتصار للصحابة الأخيار.

4 - التطاول المستمر على الدعاة، وطلبة العلم، والمحتسبين، وتصنيفهم، ومحاولة تشويه صورتهم، واستغلال المنابر الإعلامية، والأعمدة الصحفية للتشهير بهم.

ونحن على ثقة تامة، بأن الدين أصيل في هذه الأمة، وأن هذه التحرشات، التي يمتهنها هؤلاء المحجوبون، محاولات يائسة لسد المد الإيماني في منبعه، وصد التيار الإسلامي من منطلقه. ونسأله تعالى أن يهدي قلوبهم، ويردهم إلى الحق رداً جميلاً، ويجمع كلمة المسلمين على ما فيه وحدتهم، وقوتهم، وأصالتهم، حتى يكونوا يداً واحدةً على من خالفهم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير