الملائكة التي تتعاقب على الإنسان في الليل والنهار، وذلك في قوله تعالى: (وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون. رواه البخاري ومسلم.
والْحَفَظة، لقوله تعالى: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ).
والْكَتَبَة، الذين يكتبون الحسنات والسيئات، لقوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
أما الذي ذُكِر أنه يكون على الجبين فأين الدليل عليه؟
ولا يُمكن إثباته إلا بِنَصّ، لأنه مُتعلّق بِعالَم الغيب.
وكذلك الذي العينين وعلى الشفتين وعلى البلعوم.
وهذا مما يُعلَم بُطلانه، لأنه لو كان كذلك ما عصى الله مؤمن!
وأسوأ ما في الحديث في التفسير التجريبي الدخول في عالم الغيب.
فالذين يتكلّمون في الإعجاز العلمي لهم جهود مشكورة، إلا أن بعضهم لا يقتصر على ما يتعلق بالأمور المشاهَدة (عالم الشهادة) وإنما يتعدّاه إلى الكلام في الأمور الغيبية (عالم الغيب).
وهذا لا شك أنه خوض فيما لا يُحسنه الإنسان مهما أوتي من العلم.
وبعضهم يخوض في مثل هذه الأمور ضاربا بكلام السلف وبتفسيرهم عرض الحائط، بل قد يضرب بعقائد المسلمين من أكثر من ألف سنة عرض الحائط.
أحدهم خاض في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)
فَزَعَم أن هذا في عالم الميكروبات، وهذا لا شك أنه مُخالفة صريحة للقرآن، وجهل بالعقيدة، وجُرأة على القول على الله بغير عِلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
بارك الله فيك أختى وأخى فى الله ولكن هذا الشىءيحرض المسلم على فعل الخيرات