تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما صحيفة «لو موند» الفرنسية والمجلّة الاقتصاديّة الشهيرة «فوربز» فقد تبنّتا مشروع غولن مالياً وتنظيمياً. ويرى عدد كبير من علماء الإسلام أنّ حركته باتت على جميع المستويات أوسع انتشاراً وأكثر قبولاً، حتى من جماعة «الإخوان» المسلمين. وقد يكون أبرز مكامن قوّة الحركة في الغرب، أنها مدعومة من هذا الغرب الليبرالي الباحث من دون كلل عن شريك إسلامي في نظريّة «حوار الحضارات». فحركة غولن، تطلب من الشباب المسلم، وتعلّمه في مدارسها وجامعاتها، تبنّي فرص العالم الغربي مع الاحتفاظ بـ «أساسيات الإسلام». أساسيات يرى البعض أنها تدنو عن الحدّ الأدنى، لتصل إلى «الانحراف».

والاعتدال الإسلامي في كتب غولن البالغ عددها 60 (بشأن الدين والسياسة والفنّ والرياضة والفكر) وآلاف مقالاته ودراساته التي تغزو مواقعه الإلكترونيّة المترجمة إلى عدد كبير من لغات العالم، يصل إلى حدّ أنه قد لا يجد القارئ في بعض كتاباته إلا ذكراً واحداً أو اثنين لكلمة «الله» أو «القرآن» أو النبي محمّد. عالمه مليء بالبذخ وسهرات الليالي، وهو أبعد ما يكون عن الصورة النمطيّة لرجال الدين المسلمين.

عولمة إسلاميّة

تزعّم غولن حركة «مدارس النور»، التي أسّسها المفكر والداعية التركي الأبرز، بديع الزمان سعيد النورسي (1877ـــ1960) وهي مدرسة إسلامية معاصرة تجديدية. ورحلة الصراع مع الحكم العلماني التركي بدأت معه في عام 1971 حين اعتُقل بعد الإنذار العسكري الموجه من الحكومة آنذاك، بتهمة «محاولة تغيير الأسس الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنظام العلماني». ودام اعتقاله ستة أشهر، ثم أطلق سراحه.

انسحب من «النور» عام 1971 لأنه أراد تكوين حركة عالميّة يكون هو زعيمها الأوحد. وسرعان ما شملت مؤسساته خدمات التعليم الحديث، وإصدار عدد كبير من الصحف (أبرزها صحيفة «زمان» و «سيزنتي» و «يني أوميت» و «فونتان» و «ياغمور») والمجلات ووكالات الأنباء، إلى جانب محطة للإذاعة، ثمّ عدد من محطّات التلفزيون ( atv) ودور النشر والمصارف، حتّى إنه أسّس عام 1994 نقابة الصحافيّين والكتّاب الأتراك التي لا يزال رئيسها الفخري. ورغم خروجه من جمعيّة «النور»، لا يزال غولن يُوصَف في تركيا بأنّه رئيس طائفة «نورجو» (النور).

وبحسب الأرقام التي يقدّمها العسكر المناوئ لغولن، فإنّ الجمعيات الإسلاميّة الخاضعة لمراقبة مشددة من الدولة، تملك 4123 شركة منضوية في سبع مجموعات قابضة، تأسّس معظمها خلال التسعينيات، ومعظمها يدور في فلك غولن. وقيمة استثمارات مؤسساته في تركيا وحدها، 1,5 مليار دولار.

ويعترف كل من أتباعه وأعدائه بأنّه، بفضله،

أصبحت الدعوة الإسلامية اليوم «حقيقة في ملعب الكرة

كما هي في مدرجات الجامعة،

وفي صالونات الفنانين والشعراء

كما هي في كراسي الأساتذة الجامعيّين وقاعات البحث،

وتغلغلت في الأسواق

ومراكز الشباب

مثلما تألقت في أكاديميات العلوم ورسائل الدكتوراه»،

على حدّ وصف الموقع الإلكتروني الإسلامي الشهير «إسلام أونلاين».

ومن أبرز ما أعطاه هذه الشهرة العالميّة،

لقاءاته مع رؤساء الطوائف المسيحيّة واليهوديّة. فهو لم يتردّد عن عقد لقاءات «تاريخيّة» مع بابا روما السابق يوحنا بولس الثاني وبطريرك اسطنبول برثلماوس وكبير حاخامات شرقيي يهود إسرائيل إلياهو باكشي ـــ دورون. ويرى غولن نفسه ناطقاً باسم جميع المسلمين السنّة، بحيث يرى أنّ المذهب السنّي «قابل للتأقلم مع العالم الغربي وقيمه أكثر من جميع المذاهب الأخرى». وهو من أبرز من كتب ليبرهن أنّ الإيمان الديني يمكن إثباته علميّاً.

وفي وطنها الأم، تُعدّ حركة غولن مناقضة للنزعة القومية المتطرفة. لكن الحركة تتخذ في الخارج نكهة القومية التركية، حتّى إنّ معظم المتطوّعين والموظّفين الناشطين في مؤسساته، (عددهم 100 ألف)، وخصوصاً المدرّسين (لكون اهتمامه الأوّل ينصبّ على تعليم الأطفال من مختلف الأديان والحضارات)، هم من الأتراك. وفي قرغيزيا، وحتى في باكستان مثلاً، يتعلم تلاميذ مدارس غولن الأغاني التركيّة، وإنّ حركة غولن حققت وجوداً كبيراً في شمال العراق الكردي، عبر تأسيس مدارس ومستشفى، وجامعة. وهنا مصدر مشكلات إضافية مع قوميّي تركيا، رافعي شعار «تركيا للأتراك لا للأكراد».

من أقواله ومبادئه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير