تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جماعة من أهل العلم باعتبار أمور:

الأمر الأول: أنه لم يعرف بطلب العلم.

الأمر الثاني: أنه جاهل بالعلم الشرعي وسيأتينا إن شاء الله ما يتعلق بالجهال وكلامهم في العلم الشرعي

الأمر الثالث: أنه فاسق فهو حالق للحيته ويلبس لبس الإفرنج وينظر و يتباسط في الكلام مع النساء ويجوّز اختلاط النساء بالرجال ويفتي و يفتي بخلاف ما يقول محمد قطب إنه لم يقل أنه فقيه هو يفتي، يفتي بجواز ما هو عليه وتعلمون أنهم جوّز حلق اللحية من باب مصلحة الدعوة فواحدة من هذه الأمور تكفي لعدم أخذ العلم عنه فما بالك بأمور مجتمعة في هذا الرجل.

إذا هذه بعض الأمور التي تظهر أهمية هذا الموضوع.

الموضوع الثاني:محمد ابن سيرين الأنصاري أبو بكر رحمة الله عليه من أئمة التابعين ولد سنة واحد وثلاثين وتوفي سنة مائه وعشرة،لقي ثلاثين صحابيا وأخذ عنهم العلم واختص بأنس فهو مولى له وأخذ عن أبي هريرة رضي الله عنه وشهد له أهل العلم والفضل بالعلم والديانة والعدالة فقال عنه ابن معين وأبو زرعة: محمد ابن سيرين ثقة وقال ابن سعد رحمه الله تعالى كان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا وقال ابن خراس: محمد ابن سيرين ويحيى ابن سيرين ومعبد ابن سيرين وأنس ابن سيرين وحفصة بنت سيرين هؤلاء الإخوة كلهم ثقاة وقال ابن جرير الطبري: كان ابن سيرين فقيها عالما ورعا أديبا كثير الحديث صدوقا شهد له أهل العلم والفضل بذلك وهو حجة

وقد تتابع ثناء العلماء ووصف بأنه عالم في الفرائض والقضاء والحساب وأنه كان رحمه الله تعالى فقيها، هذا الإمام رحمه الله تعالى له أقوال فذة تدل على علميته وعلى سلفيته وعلى تأصله في العلم الشرعي من ذلك ما أخرجه الدارمي عن ابن سيرين أنه قال:كان يرونه ـ يعني الرجل وطالب العلم أو العالم ـ كانوا يرونه أنه على الطريق ما دام على الأثر أي ما دام أنه متمسك بالأثر فهو على الطريق الصحيح الموصل إلى الجنة وأخرج اللالكائي عن محمد ابن سيرين أنه قال: لو خرج الدجال لرأيت أنه سيتبعه أهل الأهواء وأخرج اللالكائي عن إسماعيل قال دخل رجلان على محمد ابن سيرين من أهل الأهواء فقالا يا أبا بكر نحدث بحديث قال لا قالا فنقرأ عليك آية من كتاب الله قال لا قال تقومان عني وإلا قمت فقاما الرجلان فخرجا فقال بعض القوم ما كان عليك أن يقرأ آية قال إني كرهت أن يقرآ آية فيحرفاها فيقر ذلك في قلبي وهذا الموقف السلفي موقف عظيم ينبغي لطلاب العلم أن يتنبهوا إليه، هذا محمد ابن سيرين مع إمامته في الدين لا يرضى أن يسمع من أهل البدع حتى نصا قرآنيا، فما بال بعض لسلفيين يقولون نسمع من أهل الأهواء أو نسمع من هؤلاء الحزبيين ونأخذ الحق ونترك الباطل وما بال بعض المسلمين الذين لم يتأهلوا ولا يستحقوا أن يسموا أصلا أنهم طلاب علم فضلا على أن يكونوا علماء يقولون نسمع من ذا وذا ونأخذ الحق ونترك الباطل، محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى كان إمام فذا ومع ذلك لم يرضى أن يسمع من أهل الأهواء والبدع آية قرآنية وأيضا ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء:أن رجلا سأل ابن سيرين ما ترى في السماع من أهل الأهواء قال لا نسمع منهم ولا كرامة ما لهم كرامة أهل الأهواء والبدع عند أهل العلم فساق وهم أشد فسقا من أصحاب الكبائر عند أهل العلم إلى غير ذلك من أقواله رحمه الله تعالى.

الموضوع الثالث: تخريج هذا القول

قول الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى أخرجه الإمام مسلم في المقدمة، في مقدمة صحيحه أنه قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم وقد رواه عن ابن سيرين جماعات يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى:ابن سيرين هو أول من انتقد الرجال وميز الثقاة من غيرهم وقد روي عنه من غير وجه أنه قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم قال يعقوب ابن شيبة قلت ليحيى تعرف أحدا من التابعين كان ينتقي الرجال كما كان ابن سيرين ينتقيهم فقال برأسه أي لا وكان علي ابن المديني كان ـ أي ابن سيرين ـ ممن ينظر في الحديث ويفتش عن الإسناد ولا نعرف أحدا أول منه ثم كان أيوب وابن عون ثم كان شعبة ثم كان يحيى ابن سعيد وعبد الرحمان هذا كله كلام ابن رجب رحمه الله تعالى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير