تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إليه وتستغفروه ويعدكم وإن كنتم مسرفين على أنفسكم بمغفرة الذنوب جميعا وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله سبحانه وتعالى ينزل كل ليله حين يبقى الثلث الأخير من الليل فينادي يا عبادي هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه حتى ينفجر الفجر» أفبعد هذا أيها المسلمون والمسلمات تقبلون أن توصف عقيدة التوحيد بأنها جافة ولذا أعرض الشباب عنها أو أعرض الناس عنها لأنها نصوص وأحكام، هذه عقيدة التوحيد التي ورثتموها أيها المسلمون والمسلمات عن نبيكم صلى الله عليه وسلم بواسطة العلماء والأئمة والدعاة إلى الله على بصيرة بدءاً من أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم فأئمة التابعين فسائروا الأئمة، أئمة العلم والدين من أهل القرون المفضلة التي ثبتت لها الخيرية بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلكم المجددون بعدهم من الدعاة إلى الله على بصيرة ومنهم الإمام إمام أهل السنة ورئيس أهل السنة بلا منازع الإمام أحمد ابن محمد ابن حنبل الشيباني رحمه الله، ثم الإمام الرباني شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ثم من بينهم من أئمة العلم والدين وبعدهما أئمةً كثيرون مثل ابن كثير وابن رجب وابن القيم ثم المجدد الثالث فيما علمناه وهو الإمام العلامة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله والذي ناصره وآزره على ذلكم التجديد الإمام الأمير محمد ابن سعود رحمه الله.

هذه عقيدة التوحيد التي ما رضي الله يا أيها المسلمون غيرها وكل عمل دون عقيدة التوحيد لا ينال عند الله سبحانه وتعالى القبول والمقصود أن الله سبحانه وتعالى أثبت محبته للتوابين الذي يتوبون إلى الله سبحانه وتعالى وكذلك المتطهرين الذين يتطهرون من الأقذار والنجاسات الحسية والمعنوية، وها هنا أيها المسلمون لابد أولاً أن تكون التوبة هي التوبة النصوح وهي التي ندب الله المؤمنين إليها بقوله: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً? [التحريم:8] ... الآية.

واعلموا أيها المسلمون والمسلمات أن هذه التوبة النصوح التي يطهر بها الله سبحانه وتعالى من تاب من الآثام والخطايا ويبدل سيئاتهم إلى حسنات وينالون بها عند الله رفيع الدرجات، وأرفع درجة ينالونها محبة الله سبحانه وتعالى لها شروط سبعة عرفناها بالإستقراء لنصوص الكتاب والسنة وإطلاعنا على أقوال الأئمة وأنا سائقاً إليكم أيها المسلمون والمسلمات هذه الشروط السبعة فأقول وبالله المستعان وعليه التكلان:

الشرط الأول: الإسلام وهو الإستسلام لله بالتوحيد والأنقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك والبراءة من الشرك وأهله هذا هو دين الله الحق الذي لا يقبل الله عملاً إلا به قال أهل العلم والكافر عمله مردود ولو عمل أي عمل واستدلوا بآيات كثيرة منها قوله جل ثناءه: ?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً? [الفرقان:23]، فلو تاب كافر أو مشرك من جميع الكبائر وبقي على كفره وشركه فإن الله لا يقبل منه توبته حتى يسلم، أولاً يسلم فالإسلام يجِبّ ما قبله ويهدم ما قبله من الخطاي، ا أما دون إسلام فالله لا يقبل توبةً من كافر ولهذا تعلمون أنما يقرره بعض المنتسبين إلى العلم في بعض الكفار الذين ماتوا على الكفر وقد عملوا أعمالاً هذه الأعمال قد ينتفع بها أهل الإسلام يقولون فيهم ?خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً? [التوبة:102]، ليس لهم عمل صالح ما داموا كفاراً الله يقول: ?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً? [الفرقان:23]، ما قال ?خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً? [التوبة:102]، وإنما هذه الآية في بعض المؤمنين في قوم من أهل الإيمان خلطوا مع الإيمان سيئات وليست في الكفار.

الشرط الثاني: الإخلاص وذلكم يا عباد الله لأن التوبة ليست مجرد كلمات تلهج بها الألسنة وتتحرك بها الشفاه. هي عبادة لله سبحانه وتعالى وكل عبادة يتقرب بها العبد إلى الله لابد فيها من تجريد الإخلاص لله وتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو ما تضمنته آي الكتاب الكريم وصحيح السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع به الأئمة من أهل العلم والإيمان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير