تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن علم أصول الفقه، ورغم لصوقه بفروعيات الأحكام، إلا أنه آله رئيسة للمفسر، والعجب ممن يفسّر القرآن فيسير فيه وفق عرض الأقوال بجزئياتها التي يقرأها ولا يملك قواعد يطرد بها على طول كلام الله سبحانه، إن هذا لا يعد مفسرا، هو ناقل لما في الكتب، وحينما أقابل مثل ذلك فإنني أفضّل استهلاك الوقت في قراءة كتاب من كتب التفسير التي يعتمد المفسر المزعوم عليها في إلقاءاته، فلا مطمع لي في (ترجيحاته).

يقول الإمام المفسر ابن جزي الكلبي في مقدمة التسهيل وفي معرض بيان العلوم التي يحتاجها المفسر:

( .. وأما أصول الفقه، فإنها من أدوات تفسير القرآن، على أن كثيرا من المفسرين لم يشغلوا بها، وإنها لنعم العون على فهم المعاني وترجيح الأقوال. وما أحوج المفسر إلى معرفة النص والظاهر والمجمل والمبين والعام والخاص والمطلق والمقيد وفحوى الخطاب ولحن الخطاب ودليل الخطاب وشروط النسخ ووجوه التعارض وأسباب الخلاف وغير ذلك من علم الأصول .. )

فأصول التفسير لا تقتصر على مادة يصطلح عليها بـ (أصول التفسير) وإنما هي مجموعة من العلوم منها أصول الفقه واللغة والنحو. فمن رام الوقوف على الحق في تلك المناصب العلمية، فلها شروطها، ولها مقدماتها، ولن ينفعنا تجاهلها لكونها لن تنطبق إلا على من هم أندر من الكبريت البنفسجي، أو على من لا وجود لهم؛ فلن يغير الإنكار شيئا، وإنه لو فعلنا ذلك فقد كذبت إشاعة دفن النعامة راسها في التراب وصحت فينا. وأما من رام راحته النفسية، وأن يتمرمغ في العلماء الفقهاء المفسرين، وأن يراهم أينما حل، فليحل قيود أهل العلم من عقالها، وليعد نسجها بخيالها دونما قيد، ولن نكذبه – حينها – لو ادعى مصاحبة ابن جرير العصر، وقرطبي المصر، وابن همام الزمان، وسيوطي الأوان، وأئمة الإنس والجان، فالخيال بلا لجام خيّال.

وإلى الله الضراعة بإصلاح الحال، وأن يرزقنا حسن الخاتمة وأمين المآل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير