ثالثاً: قلتَ في ختام هذه الفقرة: – بارك الله فيك – " ومع هذا إذا أردت أن تعرب المصدر المؤول (مجيئه) مفعول لأجله أرى أن نقدر محذوفا، فيكون المعنى عبس وتولَّى كراهة مجيئه (أي الأعمى)."
أقول: يُعرَب هذا المصدر مفعولاً لأجله دون الحاجة لأيّ تقدير، أمَّا تقدير كلمة (كراهة) في هذا الموضع فلم يقل به أحد من أهل التفسير، كذلك لا أعلم أحداً قال به من علماء النحو، إذ يختلف بها تفسير الآية، فقد أجمع أهل التفسير على أنَّ الرسول – صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم – جاءه رجل من الأغنياء، وكان - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - حريصاً على هداية الخلق، فمال صلى الله عليه وسلم [وأصغى] إلى الغنيّ، وصدَّ عن الأعمى الفقير، رجاءً لهداية ذلك الغنيّ، وطمعاً في تزكيته، فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف. فقال: (عبس) أي: في وجهه، (وتولى) في بدنه، لأجل مجيء الأعمى له.
أستاذي الكريم / أبا تمّام: وبالنسبة للموضوع محلّ الخلاف، (لقد تركتْني أحسُدُ الوحشَ أنْ أرَى أليفينِ منها).
تقدير البيت – كما هو معلوم -: لقد تركتْني أحسُدُ الوحشَ رؤيتي أليفينِ منها.
تأمَل معي – رفع الله قدرَك – هذه الأمثلة من بدل الاشتمال وتقديرها:
((والذينَ اجتنبوا الطاغوتَ أن يعبدوها))، التقدير: اجتنبوا عبادةَ الطاغوتِ.
سمعتُ القطارَ صفيرَه، تقديره: سمعتُ صفيرَ القطارِ.
أعجبني الطائرُ تغريدُهُ، تقديره: أعجبني تغريدُ الطائرِ.
وكذلك لو قلنا إنَّ إعراب المصدر بدل اشتمال، لكان التقدير: (لقد تركتْني أحسُدُ رؤيةَ أليفينِ من الوحشِ)، فهل ترى – أستاذي – أنَّ الشاعر أراد أن يحسد الرؤية ذاتها؟ وهل رؤيته موضع حسده؟!!!
لكن إذا وقع المصدر مفعولاً لأجله صار معنى البيت: (لقد تركتْني أحسُدُ الوحشَ لأجل رؤيتي اثنين من أفرادها متآلفين.
وهذه فعلاً الحال التي وصل إليها بسبب هجر حبيبته له، صار يحسد كل أفراد الوحش، حيث إنه افتقد وصال ليلى، والله تعالى أعلم.
هذا ما أحببتُ بيانه، وأعتذر لكلّ أساتذتي الأحبَّة - أكابر هذا المنتدى الشامخ – على الإطالة، وأرجو أن يتفضَّلوا عليَّ بالتصحيح والإفادة.
كما أعتذر إليكم بصفة خاصة – أستاذي أبا تمّام إن لم أُحسن صياغة الأسلوب والأدب مع أهل العلم والفضل.
وللجميع خالص تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين
تلميذكم
حازم
ـ[حازم]ــــــــ[20 - 06 - 2004, 12:02 م]ـ
لي مِن هَواكَ بَعيدُهُ وقَريبُهُ && ولك الجمالُ بديعُهُ وغَريبُهُ
يا مَن أُعيذُ جَمالَهُ بجَلالِهِ && حَذَراً عليهِ مِنَ العيونِ تُصيبُهُ
هلْ حُرمةٌ أوْ رحمةٌ لِمُتَيَّمٍ && قد قَلَّ فيك نصيرُهُ ونصيبُهُ
أَلِفَ القصائدَ في لِِقاكَ تَشَوُّقاً && حتى كأنَّ بكَ النسيبَ نَسيبُهُ
كمْ لَيلَةٍ قَضَّيْتُها مُتَسَهِّداً && والدمعُ يَجْرحُ مُقلَتي مَسْكُوبُهُ
والنجمُ أقربُ مِنْ لِقاكَ مَنالُهُ && عندي وأبعدُ مِن رِضَاكَ مَغيبُهُ
والجوُّ قد رَقَّتْ عليَّ عيونُهُ && وجُفونُهُ وشِمالُهُ وجنوبُهُ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل المتألق / بديع الزمان
تضيع الكلمات وتتلاشى الحروف أمام مفردات ثنائكم العطر.
وتغمرني السعادة التي تغمر التلميذ وهو يتلقَّى أبجديات العلم عندما يتفضَّل عليه أستاذه الكريم بالكلمات التشجيعية التي يكون لها أثر فعَّال لمستقبل هذا التلميذ.
أشكركم - أستاذي الكريم – شكراً جزيلاً لاهتمامكم وكرم أخلاقكم، ووالله إني لأفخر وأتشرّف أن أكون تلميذاً لكم ولكلّ أساتذتي الكرام، ولازلت بحاجة ماسَّة إلى الاستفادة منكم والتحلِّي بأخلاقكم الرفيعة.
تغني هنا وتناجي هناك && وتغزل في شفتيك الحروف
وتهمس حتى تُعير الصخور && فماً شادياً وفؤاداً عطوف
وإن كان لي كلمة فأقول: إن هذا المنتدى سما عالياً بكم وبمشاركة بقية الأساتذة الكرام، وها نحن نجني ثمار جهدكم الرائع.
تفضَّلوا - أستاذي الكريم - بقبول فائق تحياتي واحترامي
تلميذكم
حازم
ـ[أبو تمام]ــــــــ[07 - 07 - 2004, 03:28 ص]ـ
الأستاذ الكريم حازم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد ...
¥