أولا أعتذر لكم عن تأخري بالرد بسبب بعض الظروف الطارئة، ولو أنه عديم الفائدة وذلك لما ذكرتوه وألقيتموه من درر في هذا الموضوع.
ثانيا لا يسعني إلا أن أشكركم وأثني عليكم، ولولاخشية أن يقال مجاملة لسطرت لكم سطورا ومواضيعا في الثناء، ومن أنا لكي أمدح وأثني على من مثلكم؟
أستاذي حازم أود أن أعلق فقط تعليق بسيط لأن الموضوع على ما أراه الآن منتهي، هذا لأن كل شخص فينا ألقى ما لديه من حجج وأنا صراحة مع الفائدة العظيمة التي ذكرت وهي الهدف المنشود لهذا الموضوع وغيره أرى أن كلينا لم يأخذ ويقبل رأي الآخر ولا نزال محتفظين بكل ما قلناه، ويبقى رأي الترجيح إذا أمكن ويحول هذا العمل للسلطات العليا في القسم:)، وأنا منذ المشاركات الأولى الأولى لي في هذا المنتدى قلت لابد من رأي أخير من الأساتذة الأفاضل يختم فيه كل نقاش مرجحا مايراه وذاكرا أسباب الترجيح، وليس الهدف من ذلك معرفة من المنتصر ومن المهزوم بل هو أسمى من ذلك لما له من فوائد كمعرفة الصواب من الخطأ أو الأرجح إذا كان كلا الرأيين صائبين، كذلك اشعال روح المنافسة بين الأخوة في المنتدى، فيا ليت قومي يسمعون:).
أستاذي حازم أنا حينما قلت: (لا إشكال في إعراب (سبعين) بدلا) لا يعني ذلك بدل اشتمال بل أنت نفيت إعرابها بدل بتأويل وأنا قلت لا إشكال بالبدلية فقط، ومع هذا تفضلت مشكورا بذكر السبب المباشر وهو تعدية الفعل اختار إلى مفعوليين أحدهما بحرف جر فولا الفعل لأعربت سبعين بدل جزء من كل، فهذا برأيي هو السبب المباشر فلك جزيل لما تفضلت به من تصويب لمعلوماتي المتواضعة في الفعل (اختار).
حججك قوية في ذكر مجيء المفعول لأجله غير المصدر القلبي، لكن هذا لا يعني أن نقول أنه يجيء مصدرا لأفعال الجوارح بل هو قليل والغالب مصدرا قلبيا، مع هذا لا أزال متمسكا برأيي في تأويل هذا المصدر المحذوف لأني ذكرت من أحد الردود أن المصدر المؤول لا يقع مفعولا لأجله لكن المفعول لأجله يكون محذوفا حل محله المصدر المؤول (رؤية ألفين)، فإذا قيل فو قوله تعالى: ((يُبَيِّنُ اللهُ لكمْ أن تضلُّوا)) أن المفعول لأجله محذوف تقديره كراهة أن تضلوا فحل المصدر المؤول محله ضلالكم، فما هو المحذوف في (أحسد الوحش رؤية ألفين)؟؟
بالنسبة لقولي في قوله تعالى ((أن جاءه الأعمى)) كراهة مجيئه، هذا تقدير مني على حسب فهمي للآيات، نعم لم تذكر بالنص أي: (كراهة مجئه) عند أهل التفسير لكن ذكرت في التفسير الإجمالي للآيات وليس على انفراد، فقد ذكر البغوي في تفسيره للآيات الأولى في سورة عبس: ( ... حتى ظهرت الكراهية في وجهه صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه) أي لقطع ابن ام مكتوم كلام النبي:=، كذلك ذكره ابن كثير وقال: ( ... كره كلامه) فبذلك لفظ الكراهية موجود عند اهل التفسير في هذه الآية وأنا ذكرته فقط لتقوية الحجة، وإن كانت محاولة فقيرة مني أسأل الله العلي فيها أن يغفر لي إن أخطأت.
أخيرا أستاذي الفاضل حازم قلت: (لقد تركتْني أحسُدُ رؤيةَ أليفينِ من الوحشِ)، فهل ترى – أستاذي – أنَّ الشاعر أراد أن يحسد الرؤية ذاتها؟ وهل رؤيته موضع حسده؟!!!)، هل يفصل المضاف عن المضاف إليه في االحكم؟ فنحن حينما نقول في قوله تعالى (والذينَ اجتنبوا الطاغوتَ أن يعبدوها)، التقدير: اجتنبوا عبادةَ الطاغوتِ) اجتنبوا عبادة ... ؟؟؟ ثم نسكت، هل يصح؟؟ والمعروف أن الإضافة خالصة من تقدير الانفصال بين المضاف والمضاف إليه، فإذا أردنا أن نحكم بموضع الحسد في البيت السابق علينا بأخذ المضاف (رؤية) والمضاف إليه (ألفين) ونجعلهما كالكتلة الواحدة لما يقتضيه تعريف المضاف إليه.
أشكرك وأعتذر لك أستاذي عن أي موطن في قولي جاوزت فيه حد الأدب وحق الأستاذة على طالبي العلم من مثلي، هذا وانتظر تصويبكم لي
تحياتي لك
ـ[حازم]ــــــــ[10 - 07 - 2004, 01:19 م]ـ
أقولُ لِحُرٍّ والمُرُةءةُ مَرْؤُهَا& لإخْوَتِهِ المِرْآةُ ذُو النُّورِ مِكْحَلا
أخي أيُّها المُجْتَازُ نَظْمِي بِبابِهِ & يُنادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوقِ أجْمِلا
وظُنَّ بهِ خَيرًا وسَامِحْ نَسِيجَهُ & بِالاغْضَاءِ والْحُسْنَى وإنْ كانَ هَلْهَلا
وسَلِّمْ لإحْدَى الحُسْنَيَيْنِ إصابةٌ & والاخْرَى اجتِهَادٌ رامَ صَوْبًا فأمْحَلا
¥