تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فعند صياغة فعل الأمر منه نأتي بمضارعه (يفي) ثم ندخل على المضارع جازما فيكون (لم يفِ) ونرى حذف حرف العلة من آخره لدخول الجازم عليه .. بعدها نقوم بحذف الجازم، فنحصل على (فِ)، هذا بعد ا لنظر إلى الحرف الواقع بعد حرف المضارعة، فنجده متحركا لا ساكنا، فلا يحتاج إلى همزة وصل ..

أما عن فعل الأمر (رَ) فأجد من يخلط فيقول بـ (ر) مكسورة، والصحيح أنها مفتوحة، وعلى عادة العرب فإنهم لا يقفون على متحرك فيجتلبون هاءً تسمى هاء السكت ليحسن الوقوف فيقولون (رَهْ) للمخاطب المذكر ..

ولعل قصة طريفة أسوقها للتزجية، ولبيان هدف المشاركة ما حكاه السيوطي في (البغية) أن أبا حاتم السجستاني دخل بغداد فسُئل عن قوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ}، ما يقال منه للواحد؟ فقال: قِ، فقال: فالاثنين؟ فقال: قيا. قال فالجمع؟ قال: قوا، قال: فاجمع لي الثلاثة، قال: قِ، قيا، قوا.

قال وفي ناحية المسجد رجل جالس معه قماش، فقال لواحد: احتفظ بثيابي حتى أجيء، ومضى إلى صاحب الشُّرطة، وقال: إني ظفرت بقومٍ زنادقة يقرؤون القرآن على صياح الديك. فما شعرنا حتى هجم علينا الأعوان والشُّرطة فأخذونا وأحضرونا مجلس صاحب الشُّرْطة، فسألنا فتقدمت إليه وأعلمته بالخبر وقد اجتمع خلق من خلق الله، ينظرون ما يكون، فعنَّفني وقال: مثلك يطلق لسانه عند العامة بمثل هذا! وعمَد إلى أصحابي فضربهم عشرة عشرة، وقال: لا تعودوا إلى مثل هذا، فعاد أبو حاتم إلى البصرة سريعاً، ولم يُقِمْ ببغداد ولم يأخذ عنه أهلها.

وكنت قد وضعت بيتا في نافذة أخينا نعيم بعد تدميره حسب فكرة النافذة، ومن ثم يأتي أحد فيعيد بناءه، فأشكل عليهم، وهذا هو البيت:

وإنْ همُ لمْ يَرَوْا رأيي أَقُولُ لهمْ ** رَ الرأيَ وَيْكَ رَياه رَوْه رَيْ رَيْنَ

ولعل بعضهم دعا على العبد الضعيف، وقال: ما الذي حشره بيننا .. !!

فلو قبل مبكاها بكيت صبابة****بسعدى شفيت النفس قبل التندم

لكن بكت قبلي فهيج لي البكا ... بكاها فقلت الفضل للمتقدم

مع التحية الطيبة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير