[نظرات في كتاب سيبويه]
ـ[النحوي]ــــــــ[26 - 07 - 2002, 11:37 ص]ـ
هذا رابط لبحث نحوي مهم
http://www.awu-dam.org/trath/83-84/trath83-84-021.htm
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[25 - 05 - 2007, 02:44 م]ـ
وهاكم البحث كاملا:):
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 83 - 84
نظرات في كتاب سيبويه ـــ د. ماهر عباس جلال ([1] (
لعل أول كتاب جامع لمسائل النحو وصل إلينا هو كتاب سيبويه. وقد شّرق هذا الكتاب وغرّب، وصار محط أنظار علماء العربية وطلابها إلى وقتنا هذا، يتبارون إلى دراسته وفهمه وإقرائه وشرحه، حتى كان يعد مفخرة لطالب العربية أن يستظهر كتاب سيبويه.
وهذا الكتاب لم يصل إلينا عن طريق سيبويه نفسه، وإنما عن طريق تلميذه الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (1)، حيث كان سيبويه يعرض عليه مسائل الكتاب. ويقول الأخفش: "ما وضع سيبويه مسألة إلا عرضها عليّ، وكان أعلم مني بالكتاب، وأنا اليوم أعلم به منه" (2).
وقد أخذ الطلاب والعلماء يقرؤونه عليه بعد موت سيبويه، وصار كل نحوي يستنسخ لنفسه نسخة من الكتاب، فتعددت نسخه، وربما أضاف بعض النحاة السابقين –ومنهم الأخفش نفسه- تعليقاً عليه أو شرحاً له، ومع مرور الزمن ألصق النساخ هذه الشروح والتعليقات بكلام سيبويه نفسه، حتى صار من الصعب فصله عنها.
وقد أشار إلى ذلك قديماً السيوطي فقال: " ... كما ألحقت حواش من كلام الأخفش وغيره في متن كتاب سيبويه" (3).
ومما يدل على تعدد نسخ الكتاب وكثرتها ما أشارت إليه بعض شروح الكتاب من النسخ الكثيرة التي اعتمدت عليها عند شرحها له. ومن أشهر هذه الشروح التي عُنيت بجمع نسخ الكتاب المختلفة، والتنبيه على الفروق بينها، وتحقيق نصه –شرح ابن خروف (4)، وقد سماه "تنقيح الألباب في شرح غوامض الكتاب" (5). وأهم هذه النسخ التي اعتمد عليها:
1 - النسخ الشرقية، لعلماء من الشرق لم يُسَمّهم (6).
2 - النسخ الرباحية (7)، نسبة إلى محمد بن يحيى الرباحي (8).
3 - نسخة الجرمي (9).
4 - نسخة المبرد (10).
5 - نسخة أبي بكر بن السراج (11).
6 - نسخة ثعلب (12).
7 - نسخة أبي إسحاق الزجاج (13).
8 - نسخة القاضي إسماعيل (14).
9 - نسخة أبي جعفر النحاس (15).
10 - نسخة أبي علي القالي (16).
11 - نسخة أبي سعيد السيرافي (17).
12 - نسخة أبي القاسم بن ولاد (18).
13 - نسخة أبي بكر الزُّبيدي (19).
14 - نسخة أبي بكر بن طاهر (20)، ويشير إليها بنسخة الأستاذ (21).
15 - نسخ أخرى لم يسم أصحابها، فيقول: "وفي بعض النسخ ... " (22)، و "وقع في
نسخة ... " (23).
وهذه النسخ الكثيرة إن دلت على شيء فإنما تدل على صعوبة المهمة التي ستقع على عاتق مَن يتصدى لتحقيق الكتاب، وخاصة أن كثيراً من الحواشي والتعليقات ألصقت بنص سيبويه نفسه، وربما أشار بعض النحاة إلى ما زادوه بأنفسهم على الكتاب. ويؤكد هذه المقولة ويؤيّدها ما ذكره ابن خروف في شرحه باب (الحروف التي تُنزَّل بمنزلة الأمر والنهي ... )، فبعد كلامه على شاهد سيبويه (24)، وهو قوله تعالى:] قل إنّ الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم (25) [، وضّح أن المبرد زاد آية في الكتاب معترفاً بوضعه إياها فقال: "ووقع في الكتاب متصلاً بقوله تعالى:] فإنه
ملاقيكم [: ومثل ذلك قوله:] إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات (26) [الآية. ووقع في الشرقية: قال أبو العباس: أنا وضعتها في الكتاب. قلت (27): وليس فيها معنى زائد على ما تقدم" (28). وما تزال هذه الآية مثبتة في متن الكتاب، في طبعة بولاق (29)، والطبعة التي حققها الأستاذ عبد السلام هارون- رحمه الله (30).
وعلى الرغم من الجهد المشكور الذي بذله الأستاذ عبد السلام هارون –رحمه الله- في جمع ما تيسر له من نسخ الكتاب، وتدقيقها، وفصل ما ليس من كلام سيبويه عن متن الكتاب (31) وتلافي الأخطاء الموجودة في طبعة بولاق- فلم يسلم تحقيقه من بعض أوجه القصور، لقلة النسخ التي اعتمد عليها في تحقيقه للكتاب تارة (32)، ولعدم توفيقه في اختيار الرواية الأنسب تارة، أولعدم دقته في تمييز كلام سيبويه عن غيره تارة أخرى.
وسأعرض في هذه الصفحات بعضاً من أوجه القصور في طبعتي الكتاب، أعني طبعة بولاق والطبعة التي صدرت بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون، طلباً للأمانة العلمية، وإكمالاً لجهود السابقين في خدمة الكتاب والتراث النحوي واللغوي بصفة عامة.
¥