[يونس بن حبيب]
ـ[يوسف الراجحي]ــــــــ[10 - 08 - 2002, 09:38 م]ـ
يونس ين حبيب البصري
هو يونس بن حبيب البصري النحوي، من أكابر النحويين، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وسمع من العرب كما سمع من قبله، وأخذ عنه سيبويه وحكى عنه في كتابه، وأخذ عنه أيضا ً أبو الحسن علي ّ بن حمزة الكسائي وأبو زكريا يحي بن زياد الفراء.
وكان له مذاهب وأقيسة يتفرد بها وكانت حلقته بالبصرة، وكان يقصده طلبة العربية وفصحاء الأعراب والبادية.
وحكى محمد بن الجهم قال حدثنا الفراء قال أنشدني يونس النحوي:
رب حلم أضاعه عدم المال
وجهل غطى عليه النعيم (الخفيف)
وعن الفراء قال: قال يونس: الآل من الغدوة الى ارتفاع النهار ثم هو سراب سائر النهار واذا زالت الشمس فهو فيء وفي غدوة ظل. وأنشد لأبي ذؤيب:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله
وأقعد في أفيائه بالأصائل (الطويل)
وكان كذا وكذا الليلة يقولون ذلك الى ارتفاع النهار من الضحى، فإذا جاوزوا ذلك قالوا البارحة.
وروى الأصمعي عن يونس قال: " قال لي رؤبة بن العجاج: حتام تسألني عن هذه الخزعبلات وأزخرفها لك؟ أما ترى الشيب قد بلغ لحيتك؟ وعن محمد بن سلام قال: كنا على باب ابن عمير فمرت بنا امرأة يدفع بعضها بعضا ً فما لبثنا أن أقبل فتى من قريش فلما رآنا أرتدع، فقلنا: هاهنا طلبتك فتبعها وقال:
اذا سلكت قصد السبيل سلكته
وان هي عاجته عجت حيث تعوج (الطويل)
وحكى الفراء عن يونس قال: كان عبد الملك بن عبد الله ينشد:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما
يراد الفتى كيما يضر وينفع (الطويل)
وعن خلاد بن يزيد قال: قال يونس: ثلاثة والله أشتهي أن أمكن من مناظرتهم يوم القيامة، آدم عليه السلام فأقول له: قد مكنك الله من الجنة وحرم عليك الشجرة فقصدتها حتى طرحتنا في هذا المكروه، ويوسف عليه السلام فأقول له: كنت بمصر، وأبوك يعقوب بكنعان وبينك وبينه عشر مراحل يبكي عليك حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم ترسل اليه اني في عافية وتريحه مما كان فيه من الحزن. وطلحة والزبير (رضي الله عنهما) أقول لهما: إن علي ّ بن أبي طالب بايعتماه بالمدينة وخلعتماه بالعراق فأي شيء أحدث.
وحكى أبو عمر الجرمي قال: رأيت يونس بن حبيب النحوي مر ّ في المسجد فقام اليه رجل فسأله عن قوله تعالى {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} "سورة سبأ 52"، فقال بيده: التناوش التناول وأنشد لغيلان بن حريث الربعي:
فهي تنوش الحوض نوشا ً من عُلا
نوشا ً به تقطع أجواز الفلا (الرجز)
وقال ثعلب: جاوز يونس المائة، وقيل عاش ثمانية وثمانين سنة وتوفي يونس بن حبيب البصري سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون الرشيد.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[11 - 08 - 2002, 02:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[دعبل الخزاعي]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 09:19 م]ـ
شكر اللهُ سعيَكَ أخي الكريم
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 11:27 م]ـ
رائع أخي يوسف، لكن ليتك لم تذكر رواية خلاد بن يزيد عن يونس فإن يونس رحمه الله تعالى وإن كان إماما في النحو إلا أنه ما كان ينبغي له أن يتكلم بهذا، لما فيه من نوع اعتراض وتطاول على الأنبياء عليهم السلام، أما آدم عليه السلام فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (احتج آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله على قبل أن يخلقني بأربعين سنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى) فما عسى يونس أن يقول؟
وأما يوسف عليه السلام فقد كان نبيا مأمورا من الله تعالى، وقد ابتلي بالسجن والفراق كأبيه وما كان له أن يفعل شيئا حتى يأذن الله تعالى وحتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
وأما علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم، فليس لنا إلا أن نقول كما قال الحسن رحمه الله: تلك فتنة سلم الله سيوفنا منها، فلنسلم ألسنتنا منها.
وإنما عقبت على القصة حتى لا يجترئ قارئها على مقام الصفوة من خلق الله. ويظن أن له أن يتكلم بمثل هذا. وبالله التوفيق.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[11 - 07 - 2008, 11:41 م]ـ
وإنما عقبت على القصة حتى لا يجترئ قارئها على مقام الصفوة من خلق الله. ويظن أن له أن يتكلم بمثل هذا.
جزاك الله خيرا
كبرت كلمة قالها ومن يونس بن حبيب إذا ذكر آدم أو يوسف أو طلحة أوالزبير؟!