[المتعلق]
ـ[البارودي]ــــــــ[22 - 09 - 2002, 11:20 م]ـ
يتكرر ذكر المتعلق عند الإعراب فما المقصود به وما السبيل إلى معرفته
ـ[[عطارد]]ــــــــ[23 - 09 - 2002, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم أخي الكريم البارودي
أن حروف الجر تنقسم من حيث الأصالة والزيادة إلى ثلاثة اقسام
أحدها: حرف الجر الأ صلي وهو الذي يفيد معنى جديدا في الجملة يكمل المعنى الأصلي
المستفاد من العامل ولا يستغنى عن الحرف الاصلي في الإعراب لأن حذفه يفسد الأسلوب
ولذا سمي الجار مع مجروره شبه جملة نحو (مشيت من البيت إلى الجامعة)
فيتعلق الجار الأصلي بالعامل الذي يسمى في هذه الحالة متعلقا وسبب التعلق
لأن حرف الجر هو الذي يوصل معنى العامل إلى الا سم المجرور
وهو الذي يكمل مع الا سم المجرور معنى العامل
بمعنى فرعي جديد
ففي نحو: (سلمت على أعضاء النادي) يقوم الحرف الأصلي على إيصال معنى
السلام إلى الا سم المجرور (الأعضاء) كما يقوم مع هذا الاسم المجرور بإكمال معنى السلام
بذكر من وقع عليه وهو الأعضاء
ولولا توسط الجار (على) لما وصل معنى الفعل إلى ما يقع عليه فلو قلنا (سلمت أعضاء النادي)
بحذف حرف الجر لتغير المعنى المقصود وصار للكلام معنى آخر مختلف عنه
والمتعلق قد يكون فعلا أو مصدرا أو مشتقا وقد يكون محذوفا جوازا أو وجوبا الخ
والثاني
حرف الجر الزائد وهو الذي لا يفيد معنى تكميليا جديدا ولا يوصل معنى عامل إلى مجروره
وإنما يؤكد المعنى العام للجملة ولذلك فهو لا يحتاج إلى ما يتعلق به
و يصح الأسلوب با لا ستغناء عنه فلا يفسد بحذفه نحو (ما من متهاون بيننا) فيصح أن يقال (ما متهاون بيننا)
والثالث
حرف الجر الشبيه بالزائد وهو الذي يفيد معنى جديدا مستقلا لا تكميليا ولذلك فهو لا يحتاج إلى التعلق
ولا يصح الأسلوب بالا ستغناء عنه وهو من هذه الجهة شبيه بالأصلي نحو (رب موت افضل من حياة)
والسبيل إلى معرفة ذلك يا أخي الكريم الرجوع الى كتب النحو وماأكثرها: وسيأتيك من الأعضاء توضيح أكثر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 09 - 2002, 11:34 م]ـ
تفضل أخي الهمام بشرح مفصل عن حروف الجر وأنواعها ومعانيها مما يسهل الأمر فجزاه الله كل الخير
ولم يبق إلا توضيح بالأمثلة لمتعلقات الفجار والمجرور
الظرف والجار والمجرور يحتاجان إلى تعليق، فهما مما لا يفهم لهما معنى مترابط إلا إن وردا في جملة وارتبطا بأركانها
ونعلق الظرف أو الجار والمجرور بما يتم عنده المعنى أو بما يتعلق به من حيث المعنى
والمتعَّلق قد يكون فعلا كقولنا: عجبت من فعلهم
من فعلهم: متعلقان بالفعل عجبت
أو ما يعمل عمله مثل المصادر والمشتقات (اسم الفاعل، اسم المفعول، الصفة المشبهة ... ) مثال: الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، و إنك محسن لمن أساء إليك
في سبيل الله: الجار والمجرور متعلقان بالمصدر الجهاد
لمن: متعلقان باسم الفاعل محسن
وهذا الاسم المشتق يكون محذوفا أحيانا فنقدره، مثل: هو في الدار
فنعلق الجار والمجرور بما اكتمل عنده المعنى وتعلق به الجار والمجرور وهو الخبر، والخبر هنا محذوف تقديره موجود، ويقال للطلاب تسهيلا: الجار والمجرور شبه جملة في محل رفع خبر
هذا هو الأصل في المتعلق، ولكن في بعض الأحيان يتعلق معنى الجار والمجرور باسم جامد غير مشتق وعندها يكون التعليق بمحذوف نقدره
ويكون التقدير بحسب نوع هذا الاسم الجامد
فإن كان الاسم الجامد معرفة علقنا بحال محذوفة منه، مثل: الشعاع من الضوء يهزم الظلام
من الضوء جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الشعاع والتقدير الشعاع حالة كونه من الضوء
وإن كان الاسم الجامد نكرة علقنا بصفة محذوفة له، مثل: شعاع من الضوء يهزم الظلام
من ضوء جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لشعاع والتقدير شعاع كائن من ضوء
قد نجد في العبارة أحيانا أكثر من كلمة تصلح للتعليق ولكن المعول حينها على الكلمة التي تفيد معنى أقوى إن علقنا بها الجار والمجرور أو التي تناسب المقام أكثر
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[23 - 09 - 2002, 11:50 م]ـ
أخي الكريم الهمام ... أشكرك على ما تفضلت به من معلومات قيمة
وأرجو أن تسمح لي بهذا التعليق بعد الاقتباس مما تفضلتَ به
حرف الجر الزائد وهو الذي لا يفيد معنى تكميليا جديدا ولا يوصل معنى عامل إلى مجروره
وإنما يؤكد المعنى العام للجملة ولذلك فهو لا يحتاج إلى ما يتعلق به
و يصح الأسلوب با لا ستغناء عنه فلا يفسد بحذفه نحو (ما من متهاون بننا) فيصح أن يقال (ما متهاون بيننا)
يصح الأسلوب بالاستغناء عنه معناها يصح من ناحية الصنعة النحوية
ولكن المعنى يتأثر بكل تأكيد
وأبسط تأثر نزع التوكيد منه، والتوكيد مبحث مهم نحويا، وأمر مهم معنويا
ثم إن الحرف الزائد هذا يزيل الاحتمال في بعض التراكيب، فيكون استعماله لمن أراد إزالة أي وهم من العقول، ويكون تركه موهما ومحتملا لأكثر من معنى، فيتركه من يريد تعمد الإبهام وزرع الاحتمال
وإليكم هذا المثال
لو قال قائل: ما جاءني رجل
وقال آخر: ما جاءني من رجل
فهل نفهم من الاثنين المعنى نفسه؟
تأملوا في التركيب جيدا يا إخوان ولاحظوا المعاني التي نفهمها من كل واحد
ألا تشعرون بنفي قاطع في الجملة الثانية لا يوجد مثله في الأولى؟
إنك ما إن تسمع الجملة حتى تتأكد من عدم المجيء، فلم يجئ إليه رجل أي رجل
ولكن مع الأولى هناك احتمال ألا يكون قد جاءه أحد، وهناك احتمال أن يكون قد جاءه رجلان أو رجال، وأنه نفى مجيء رجل واحد
ف (من) الزائدة في الجملة الثانية أفادت الاستغراق والتوكيد
فحروف الزيادة إذن يصح الاستغناء عنها نحويا لا بلاغيا، لأن الأصل أن وجودها أو عدمه يحمل خلفه معاني يمكن أن ندخلها في باب البلاغة
هذا والله العالم وأستغفره تعالى من الزلل أو الخطل
¥