تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مِثْلُ القَنَافِذِ هَدَّاجُونَ قد بَلَغَتْ نَجْرَانُ أو بَلَغَتْ سَوْآتِهِمْ هَجَرُ

برفع (نجرانُ، وهَجَرُ) ونصب (سوآتِهم) مع أنها هي الفاعل، ونجرانُ، وهجرُ: المفعول. وقد سُمِع كذلك نصبهما معاً، كما في قول الراجز:

قَدْ سَالَمَ الحيَّاتِ مِنْهُ القَدَمَا الأَفْعُوَانَ والشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا

الحياتِ: مفعول به منصوب، والقدمَا: فاعل منصوب.

وسُمِع رفعهما، كما في قول الشاعر:

وإِنَّ مَنْ صَادَ عَقْعَقاً لَمَشُومُ كيفَ مَنْ صَادَ عََقْعَقَانِ وبُومُ

الفاعل: ضمير مستتر تقديره (هو) في (صاد)، وعقعقان: مفعول به مرفوع بالألف.

والمبيح لذلك كلِّه فَهْم المعنى وعدم الإِلباس. وهم لا يجعلون ذلك قياساً، ولا يَطَّردونه في كلامهم، ولا يستبيحونه في حال السَّعة والتَّمكن من القول.

حكم تأخير الفاعل عن رافعه

وَبَعْدَ فِعْلٍ فَاعِلٌ فَإِنْ ظَهَرْ فَهْوَ وَإِلاّ فَضَمِيرٌ اسْتَتَرْ

س6 - ما حكم تأخير الفاعل عن رافعه؟ وما مذهب البصريين، والكوفيين في هذه المسألة؟

ج6 - يجب تأخير الفاعل عن رافعه سواء كان رافعه فعلا، أو شبهه، نحو:

قام زيدٌ، وقام الزيدان، وزيدٌ قائمٌ غلاماه. ولا يجوز تقديمه على رافعه؛ فلا يقال: زيدٌ قام، على اعتبار أنّ (زيدٌ) فاعل مقدّم، بل هو في هذا المثال مبتدأٌ خبره جملة (قام) وفاعل (قام) ضمير مستتر تقديره (هو) فالفاعل يجب أن يتأخر سواء كان ظاهراً، أم ضميراً مستتراً؛ لأنّ تقديم الفاعل يُوقع في اللَّبْس بينه وبين المبتدأ، فلا يَدري السَّامع أردت الابتداء بـ (زيد) والإخبار

عنه بـ (قام) أم أردت إسناد (قام) إلى زيد على أنّه فاعل؟ أضف إلى ذلك أنّ الفعل، والفاعل كجزأين لكلمة واحدة مُتقدَّم أحدهما على الآخر وَضْعاً.

وهذا هو مذهب البصريين في هذه المسألة. أمّا الكوفيون فأجازوا التقديم في ذلك كلّه، (م) واستشهدوا على جواز تقديم الفاعل على رافعه بقول الشاعر:

مَا لِلْجِمَالِ مَشْيُها وَئِيداً أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أَمْ حَدِيدا

فمشيُها: فاعل تقدم على عامله (وئيداً) وما: مبتدأ خبره الجار والمجرور (للجِمال).

وردّ البصريون على هذا البيت بأن البيت يحتمل وجها آخر غير ما ذكره الكوفيون ومتى كان البيت محتملا لوجه آخر لم يصلح دليلا، فالبصريون يرون جواز أن يكون (مشي) مبتدأ، ووئيداً: حال من فاعل فعل محذوف. والتقدير (مشيها يظهر وئيداً) وجملة الفعل المحذوف وفاعله خبر للمبتدأ. (م)

وبناء على هذا الخلاف فإنّك على مذهب الكوفيين تقول: الزيدان قَامَ، والزيدون قامَ، أمّا على مذهب البصريين فيجب أن تقول: الزيدان قاما، والزيدون قاموا؛ فيكون ألف الاثنين، وواو الجماعة فَاعِلَيْن. وهذا هو معنى قول الناظم: "وبعد فعلٍ فاعل ".

س7 - ما مراد الناظم بقوله: " فإن ظهر "؟

ج7 - يريد بذلك أن الفعل، وشبهه لا بُدَّ له من مرفوع سواء كان ظاهراً، نحو: قام زيدٌ، أم ضميراً مستتراً، نحو: زيد قام، أي هو.

(م) س8 - هل يحتاج كل فعل إلى فاعل؟

ج8 - بعض الأفعال لا تحتاج إلى فاعل، منها:

1 - الفعلُ المؤكِّدُ، كما في قول الشاعر: أَتَاكِ أَتَاكِ اللاَّحِقُونَ احْبِسِ احْبِِسِ.

فالفعل الثاني (احبْسِ) مؤَكِّد للفعل الأول توكِيداً لفظياً؛ فلا يحتاج لفاعل مع وجود الفاعل السابق للفعل الأول.

2 - الفعلُ المبنيُّ للمجهولِ، كما في قوله تعالى: وقوله تعالى: فالفعل المبني للمجهول يحتاج إلى نائب فاعل لا إلى فاعل.

3 - كان الزائدةُ، كما في قول الشاعر:

لِلَّهِ دَرُّ أَنُو شَرْوَانَ مِنْ رَجُلٍ ما كان أَعْرَفَهُ بالدُّونِ والسَّفِلِ.

فكان زائدة وقعت بين (ما) التعجبيّة، وفِعل التعجب، وهي لا تحتاج إلى فاعل على الراجح عند المحققين.

4 - الفعلُ المكْفُوفُ عن العمل بـ (ما) الكافّة، نحو: قَلَّمَا، طَالَمَا، كَثُرَ ما، وذلك بناءً على ما ذهب إليه سيبويه. ومن العلماء من قال: إنّ (ما) في نحو هذه الأفعال مصدريّة فيكون المصدر المؤول من (ما) وما بعدها في محل رفع فاعل للفعل الماضي الواقع قبلها، نحو: طالما نَهَيْتَنِي، والتقدير: طالَ نهيُك إياي.

حكم تجريد الفعل من علامتي التثنية، والجمع

إذا أسند إلى ظاهر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير